"قفار".. من يركل المعوقات؟
"قفار".. من يركل المعوقات؟
أسبوع جديد وحلقة جديدة للتحقيق الذي بدأت "الاقتصادية2" في فتح ملفه وتقليب صفحاته قبل نحو شهر ونصف من الآن، حيث تجولت في عدد من المناطق, ودخلت أروقة عشرة أندية هناك طالتها الظروف القاهرة من قلة في الإمكانات وشح في الموارد المالية وضعف في المباني، وقدمت "الاقتصادية2" خلال الحلقات الست السابقة، عدد النماذج للأندية الصغيرة والتي تعاني من تهالك مبانيها وضعف مواردها وفقرها الكابح لتقدمها.
اليوم في الحلقة السابعة من هذا الملف نستعرض أوضاع أحد أعرق أندية منطقة حائل، الذي يتميز عن غيره بأنه ورغم فقره وقلة إمكاناته وتهالك مبانيه إلا أنه يفعل أنشطته الرياضية كلها، فتجد القائمين عليه مهتمين بمختلف الرياضات والألعاب سواء الجماعية منها أو الفردية، ما جعله في المقدمة من خلال البطولات والإنجازات التي حققها على مستوى المنطقة في السنوات الماضية.
"الاقتصادية2" زارت نادي قفار الرياضي القابع في الجزء الجنوبي من عروس الشمال، والتقت المسؤولين هناك والذين تحدثوا عن أحوال ناديهم وما ينقصه، إضافة إلى استعراض المنجزات التي يفتخر بتحقيقها النادي على مستوى المنطقة وكذلك على مستوى المملكة. فإلى التفاصيل:
يعاني نادي قفار الرياضي (درجة ثالثة) كغيره من أندية الظل الأخرى المتهالكة من سوء الملاعب الرياضية وتهالك في مقر النادي الواقع في جنوب حائل.
النادي الذي يعد من أعرق الأندية في منطقة حائل يبدو أفقرها ماديا، رغم أن له صولات وجولات في معشوقة الشباب والأكثر شعبية "كرة القدم" وحقق العديد من الإنجازات والبطولات على مستوى المنطقة في سنوات ماضية, ولكن جيله الذهبي رحل بعد تهالك ملاعبه الرياضية وعدم صلاحيتها لممارسة كرة القدم.
وبدأت رحلة العناء في هذا النادي العريق لتوفير ملاعب ليتسنى للاعبين ممارسة معشوقتهم الأولى في النادي, وبات النادي طوال السنوات العشر الماضية يتنقل من مكان إلى آخر لأداء التدريبات اليومية للنادي بمختلف الدرجات فتارة على ملاعب التربية والتعليم التي تبعد عن مقر النادي نحو 80 كيلو مترا ذهابا وإيابا، وتارة أخرى على ملاعب قرية مشار الترفيهية، وملاعب كلية التقنية قبل أن يعود جزء من الحياة لملاعب النادي هذا الموسم بعد إعادة زراعة ملعبه الموسم الماضي من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبدأ مرض التهالك تتضح ملامحه على ملعب النادي رغم حداثة زراعته وذلك لعدم توفر ملعب رديف للنادي, فالملعب الرديف لا يزال ترابيا حيث يؤدي جميع درجات النادي الثلاث تدريباتهم على الملعب الوحيد ما يشكل عبئا كبيرا عليه الذي يتطلب صيانته بشكل مستمر، إضافة إلى قلة المياه لسقيه، فالمياه أصبحت تشكل عبئا كبيرا على النادي, فبئر الماء الموجودة في النادي منذ سنوات طويلة جف, وأصبح النادي يعتمد على الصهاريج لسقي ملعبه الوحيد الذي يكلف الخزينة 50 ألف ريال سنويا وتغطى من سلف مستديمة على عاتق خزينة إدارة النادي الذي يتربع على هرم رئاستها فهد بن عواد السمران منذ أكثر من خمسة أعوام, فقد فعل جميع الألعاب والأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية في النادي رغم الظروف المالية القاسية التي يمر بها النادي, فتكاتف الإدارة وتضحيتها وعملها الموحد من أجل النهوض بالنادي سهل السير بجميع الألعاب الأخرى نحو المنافسة بقوة وتحقيق مراكز متقدمة وبطولات محلية على مستوى المملكة.
#2#
"قفار" الوحيد الذي تطبق فيه جميع الأنشطة
أصبح نادي قفار ناديا نموذجيا من حيث الاهتمام بجميع الأنشطة فيه, إلا أن المادة تظل عائقا كبيرا أمام إدارة النادي في تحقيق الطموحات الكبيرة التي تدور في مخيلة إدارة ناديه التي تملك الفكر الإداري والرياضي والثقافي، فنادي قفار هو النادي الوحيد في منطقة حائل الذي فعل جميع الأنشطة والألعاب وتمارس باستمرار في النادي, فبدأ من كرة اليد التي سيطر فيها النادي على بطولة المنطقة في مختلف الدرجات الثلاث منذ عام 1416هـ ويشارك في تصفيات بطولة المملكة لأبطال المناطق رغم عدم توفر ملعب في النادي، وكذلك الحال لكرة السلة التي لا تقل أهمية عن كرة اليد في النادي, وحقق لاعبوها في مختلف الدرجات بطولة المنطقة لعدة سنوات متتالية كان آخرها موسمنا الحالي بطلا لحائل رغم تهالك الملعب الخاص بهذه اللعبة، ومرورا بفرق الدراجات الهوائية التي يشارك فيها النادي في الدوري الممتاز في درجتي الأولى والشباب, وتم اختيار لاعب النادي طلال الفدعوس لمنتخب المملكة للدراجات، ولا تقل الجهود الجبارة والاهتمام الكبير من قبل إدارة النادي في لعبة الجودو عن الألعاب الأخرى في النادي حتى أصبح النادي ينافس بقوة على بطولات المملكة في هذه اللعبة وحقق كأس الأمير فيصل بن فهد تحت 17 سنة عام 1420 هـ وتم ضم العديد من لاعبي الجودو لمنتخب المملكة بمختلف الدرجات، ويعتبر النادي الأول في حائل الذي أشهر لعبة الكاراتيه وأنشأها وحقق ثلاثة من لاعبي النادي الحزام الأسود في هذه اللعبة, وينافس النادي في بطولة المملكة سنويا بمختلف الدرجات. وكذلك الحال لبقية الألعاب المفعلة بالنادي مثل التنس الأرضي وتنس الطاولة وألعاب القوى التي ينافس فيها النادي على مراكز متقدمة على مستوى المملكة,
مرورا بالنشاط الاجتماعي الذي أصبح لنادي قفار مكانة مميزة فيه بين أندية المملكة لاسيما أنه يعطي اهتماما بالغا بمثل هذه الأنشطة بمجالاتها المختلفة من رحلات داخلية وخارجية ومعسكرات مركزية ومحلية وعلى مستوى النادي، كما درج النادي على القيام بتنظيم رحلات سنوية لأداء مناسك العمرة لأبناء النادي هي الحالة الفريدة من نوعها التي تطبقها الأندية الأخرى في المملكة, ويقوم النادي بتنفيذ ما لا يقل عن 70 نشاطا في مجالات الرحلات والمعسكرات والخدمة العامة والنشاط الكشفي، حيث ينفذ النادي منذ 13عاما برنامجا كشفيا يقام كل شهر, وقد شارك شباب النادي في المعسكر الدولي في إندونيسيا وكذلك كوريا الجنوبية، كما أن لكشافي النادي مساهماتهم الفعالة في خدمة ضيوف الرحمن بمكة المكرمة منذ أكثر من 15 عاما متواصلة. ووقوفا عند النشاط الثقافي الذي له أدوار فعالة في النادي فقد حقق النادي مراكز متقدمة في النشاط الثقافي على مستوى المملكة من خلال مشاركته الدائمة في المسابقات الثقافية ومسابقات القرآن الكريم ومسابقات القصة القصيرة والمقال والشعر والفنون التشكيلية للنادي, وشارك فنانو النادي التشكيليون بلوحاتهم في معرض بينالي الشارقة في الإمارات وبينالي القاهرة في مصر وفي المعرض التشكيلي الذي أقيم في سيدني بأستراليا خلال الدورة الأولمبية.
#3#
المادة العائق الأكبر
نادي قفار يعتبر من الأندية القلائل على مستوى المملكة الذي تمارس فيه جميع الألعاب والأنشطة, فهو من الأندية الذي ينطبق عليه اسم ناد رياضي ثقافي اجتماعي، ورغم كل هذه الجهود التي يبذلها رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته من أجل النهوض بناديهم, إلا أن هناك الكثير من المعوقات الكبيرة التي تقف بمسيرتهم دون تحقيق أهدافهم التي من أجلها ضحوا بجل وقتهم لخدمة ناديهم, فرئيس النادي فهد السمران أوضح لنا بعض هذه المعوقات التي جاء في مقدمتها المادة التي هي عصب وشريان النادي، فقال السمران "الأمور المادية في النادي ضعيفة جدا, النادي ليس لديه أعضاء شرف داعمون له كحال بعض الأندية في حائل, فنادي قفار يعتمد على إعانة النادي السنوية للألعاب من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي ضعيفة ولا تفي باحتياجات الألعاب والأنشطة في النادي, فنضطر نحن أعضاء مجلس الإدارة عن البحث عن السلف والتبرعات من جيوبنا الخاصة لسد النقص المادي في النادي, فمختلف الألعاب بالنادي تشارك بشكل شبه مستمر خارج حائل وتحتاج إلى مصاريف سكن وإعاشة حيث إنه لم يتم صرف أي مبالغ من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب, لمشاركة النادي في السكن والإعاشة منذ عام 1420-1421هـ ما يشكل عبئا كبيرا على ميزانية النادي"، مشيرا إلى أن ربع إعانة النادي السنوية تصرف على جلب المياه لري ملعب النادي بواسطة الصهاريج بعد أن جفت البئر الخاصة بالنادي.
وأكد السمران أن النادي لا توجد فيه مقر إدارة, فالمقر عبارة عن صالة من الشينكو مجزأة بين صالة ألعاب وأنشطة النادي وبين غرفة صغيرة كمقر إدارة، مضيفا أن الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب تبرع بمبلغ 150 ألف ريال لبناء مقر للإدارة بعد أن تشرفنا بزيارته نهاية الموسم المنصرف وأطلعناه على تقارير وصور عن وضع النادي, ولكن حتى الآن لم تصلنا أي مبالغ للنادي للبدء ببناء المقر.
وأشار رئيس نادي قفار إلى أن ناديه يعاني قلة العمالة, فالنادي لا يوجد فيه سوى عامل واحد فقط, وكلما طلبنا استقدام عمالة إضافية للنادي نفاجأ بطلب المكتب الرئيسي بحائل إقرار من قبلنا بأننا مسؤولون مسؤولية شخصية عن رواتبهم ومستحقاتهم، مناشدا الرئيس العام لرعاية الشباب النظر في وضع ناديه ودعمه ماديا وتوفير احتياجاته كونه من الأندية المثالية في المملكة في تفعيل الأنشطة كاملة بالنادي, ووجه نداءه لرجال الأعمال والداعمين في حائل لدعم ناديه أسوة بالأندية الأخرى والوقوف بجانبه لتفعيل دور النادي الرياضي والثقافي والاجتماعي في المنطقة.
#4#
القرملة: مياه الأمطار تحاصرنا وسط الصالة وتوقف تدريباتنا
أكد عادل القرملة مدرب منتخب المملكة للناشئين سابقا ومدرب نادي قفار للعبة الجودو حاليا أن نادي قفار من أفقر أندية المملكة ماديا رغم تحقيقه العديد من البطولات في هذه اللعبة, ودعم المنتخب بمختلف الألعاب بعدد من اللاعبين، مبينا أن النادي يعاني ماديا, والمادة حالت بشكل كبير بين مواصلة عدد من اللاعبين في النادي للعبة, فالكثير من اللاعبين هجروا النادي بسبب عدم التحفيز والمكافآت فيه, فحققنا العديد من البطولات في لعبة الجودو كان آخرها المركز الثالث على مستوى المملكة لدرجة الناشئين في الجودو قبل شهر تقريبا ولم يكافأ اللاعبون من قبل إدارة النادي ولم يقدم لهم حتى شهادات الشكر ما سبب إحباطا للاعبين.
وأضاف أنه في المشاركات خارج حائل نعاني كثيرا من قلة المصروف المادي فندفع من جيوبنا الخاصة لتغطية مصاريف السفر, وأشار إلى أنه ليس هناك شعار موحد للاعبي الجودو, فكل لاعب له لبسه الخاص به وبأننا لا نشارك في بعض البطولات بسبب عدم وجود مصاريف السفر الكافية لذلك, وأبان القرملة أنه لا يوجد مبنى للإدارة في النادي, كما أن صالة الألعاب الموجودة التي نتدرب بها عبارة عن سور مغطى بالشينكو الحديدي وفي حالة هطول الأمطار تمتلئ الصالة بالمياه ما يجعلنا نتوقف عن التدريبات لعدة أيام حتى توقف الأمطار وتجف الصالة من المياه, مؤكدا أن وسيلة النقل غير متوفرة في النادي فلا توجد سوى سيارة قديمة ومتهالكة غير صالحة لنقل اللاعبين, فأنا شخصيا أجلب اللاعبين للنادي على سيارتي الخاصة وأعيدهم إلى منازلهم, وقال إننا نعاني كثيرا في نادي قفار, ونتمنى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب النظر في حالنا وتحسين وضع الدعم المادي في النادي وإيجاد مبنى للإدارة وصالات ألعاب.
#5#