معرض جنيف ي: نظرة الى فترة مابعد الازمة .. السيارات الصغيره تثير الاهتمام
يقام معرض جنيف للسيارات في الفترة من الخامس إلى الخامس عشر من آذار (مارس) المقبل ومن المتوقع أن يكون أكثر توهجا من معرض ديترويت الذي أقيم في كانون الثاني (يناير) الماضي حيث وضع المصنعون سياراتهم على منصات ضعيفة الإنارة أو أبقوها بعيدة بالمرة.
ويتوقع الخبراء أن يعرض المصنعون سيارات اختبارية "كونسبت" خلال فترة المعرض من المأمول أن تخرج بهم في السنوات المقبلة من أسوأ أزمة عرفتها هذه الصناعة منذ عشرات السنين، ويميل الاتجاه نحو السيارات الكهربائية والطرازات الهجين ومحركات الاحتراق الداخلي الصغيرة والسيارات الأصغر.
كما يرى محلل السيارات الألماني البروفيسور فيرديناند دودينهوفر أن "معرض جنيف سيكون مثيرا للاهتمام خصوصا في فئة السيارات الصغيرة من حيث إنه سيلقي نظرة على فترة ما بعد الأزمة - أي ما بعد عام 2010 كما هو المتوقع".
يأتي معرض جنيف أيضا بعد وقت أخذت حكومات أوروبية عديدة توفر فيه حزم حوافز ومغريات ضريبية لتنشيط صناعة السيارات المحلية في بلدانها بعد التخفيض الجاري في عدد العاملين أو في عدد ساعات عملهم، ويمكن رؤية بصيص أمل في حدوث انتعاش في ألمانيا حيث تقوم الحكومة بتعويض من اشتروا سيارات جديدة بمبلغ 2500 يورو (3222 دولارا) إذا هم تخلصوا من سياراتهم القديمة التي لا بد أن يكون قد مر عليها تسع سنوات على الأقل، وبدأ بعض الموزعين في تسجيل زيادة في النشاط تصل إلى عشرة أمثال رغم أن البيانات لم تتوافر بعد.
لكن نهاية الأزمة مازالت بعيدة، ومن ثم ضخت الحكومة الفرنسية ستة مليارات يورو إضافية في صناعة السيارات في البلاد بعد أن حذر كارلوس غصن المدير التنفيذي لشركة رينو من احتمال فقد نحو 20 في المائة من الوظائف في الشركة في أوروبا هذا العام جراء الأضرار الشديدة التي لحقت بالمنتجين والموردين والموزعين بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.
كما أن شركة بورش لصناعة السيارات الرياضية التي بدا لفترة طويلة أنها بعيدة عن العاصفة أخذت هي الأخرى تعاني وطأة الأزمة. وهبطت مبيعاتها بنسبة 18 في المائة منذ آب (أغسطس) 2008.
وبالرغم من ذلك فمن المتوقع أن تعرض شركات صناعة السيارات الكبرى مركباتها الجديدة في معرض جنيف حيث سيقيم عارضون جناحا أخضر خاصا يعرض فيه 12 عارضا على الأقل مركبات بالتكنولوجيا النظيفة.
وستكشف شركة رينسبيد السويسرية المتخصصة عن سيارتها الاختبارية "الكونسبت" المستقبلية آي تشينج التي تستهدف تشجيع التفكير الإبداعي بين صناع السيارات، وهي ليست مزودة بمحرك كهربائي عديم الانبعاثات 130 حصانا فحسب وإنما ترفع أيضا الجزء الخلفي لإضافة مقعدين خلف السائق بضغطة زر.
ويقول المدير التنفيذي فرانك إم ريندركنيشت "قمنا بتطوير مركبة بالغة المرونة توضح فكرة التباين وكذا الاحتياجات الدائمة التغير من الطاقة"، وستحتفل "فولكس فاجن" بسيارتها بولو الجديدة التي تبدو رياضية بشكل أكبر وتتميز بمحرك اقتصادي في استهلاك الطاقة، ومن المتوقع أن تظهر سيارة بولو بنسخة ديزل خاصة اقتصادية في استهلاك الوقود وفيها تقنية تشغيل وإيقاف تقلل استهلاك الوقود إلى 3.5 لتر في كل مائة كيلو متر، ومن المتوقع لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون أن تبلغ 89 جراما فقط في الكيلو متر.
وستطرح "بيجو" نسخة معدلة من سيارتها 206 في فئة السيارات الصغيرة، وبالاتنتظار بعد ذلك السيارة "بيجو 3008" وهي مزيج من الستيشن واجون والـ "إس يو في" أو السيارة الرياضية متعددة الأغراض، وهي كالسيارة 308 تتميز بسقف زجاجي كبير، والمحرك في السيارة 3008 الأكثر كفاءة من ناحية الاستهلاك يستهلك 4.9 لتر، ويجري التخطيط لمحرك هجين لأول مرة في السيارة بيجو ستروين بي إس إيه لعام 2011.
وستطرح "بي إم دبليو" طرازا جديدا من الميني وان، ويبلغ استهلاكها 5.3 لتر وهو ما يعني انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون مقدارها 128 جراما في الكيلو متر، ويعد نظام إعادة طاقة المكابح وتقنية الإيقاف والتشغيل وناقل الحركة المكون من ست سرعات من الأمور القياسية.
وستعرض شركة صناعة السيارات اليابانية "مازدا" لأول مرة سيارتها الاقتصادية في استهلاك الوقود مازدا 3 المزودة بتقنية تشغيل وإيقاف يؤمل أن تحقق تخفيضا بنسبة 12 في المائة في استهلاك الوقود، أما السيارة مازدا 3 إم بي إس الفائقة الأداء فستتميز بمحرك سعة 2.3 لتر تبلغ قوته 260 حصانا.
ويقول خبير أسواق السيارات نيك مارجتس "لن تسود المعرض في مجمله أجواء كآبة وحزن"، فكثير من المستهلكين يتطلع إلى سيارات جديدة من توجهات مختلفة كما أن كثيرا من الحكومات الأوروبية ستكون قد انتهت بحلول آذار (مارس) المقبل من وضع اللمسات الأخيرة لخطط تنشيط هذه الصناعة.