"الخالدية 2".. الأصايل تعود إلى مرابطها

"الخالدية 2".. الأصايل تعود إلى مرابطها
"الخالدية 2".. الأصايل تعود إلى مرابطها
"الخالدية 2".. الأصايل تعود إلى مرابطها

على بعد 90 كيلو مترا من العاصمة الرياض, تقاطرت أندر سلالات الخيول في العالم إلى "مهرجان الخالدية الدولي الثاني للجواد العربي" الذي استضافته " مزرعة الخالدية"، الذي نهض بمعايير البطولات الدولية المتعلقة بالخيل العربية الأصيلة، سواء في الجمال أو السرعة، أو القدرة والتحمل، وكذا الأمر في التنظيم الجماهيري الكبير ذي المعايير الراقية والسخية.
ويهدف قائد هذه التظاهرة الفريدة من نوعها في تاريخ الجواد العربي وداعمها القوي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، إلى رفع مستوى المنافسة المهمة، عندما أتاح أفضل السلالات أمام عشاق الخيل بفتح باب المزاد على أمهار ومهرات وأفراس وفحول إسطبلات "الخالدية" التي اشتهرت بعروقها النادرة وصفاء دماءها العربية. وما أن حانت لحظة الوداع، حتى أعلن مهندس انتصارات الخالدية عن مزيد من التشويق والارتقاء بالمعايير في النسخة الثالثة من مهرجان الخالدية الدولي للجواد العربي، منوهاً بقيمة الخيل العربية الأصيلة ومكانتها عند القيادة العليا للمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى استلهام كل ما أنجز من رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وشعورهما الكامل بدعم الخيل في موطنها الأصلي.

#2#

توزع مهرجان "الخالدية2" على أربع فعاليات رئيسية كُرس لكل فعالية وقتها الكافي على مدى ستة أيام كانت فيها "مزرعة الخالدية" على طريق (الرياض – مكة)، إذ انطلق اليوم الأول بمزاد الخيل، تلاه اليوم الثاني سباق السرعة، ليأتي التشويق الأكبر من نوعه من خلال سباق "كأس مهرجان الخالدية للقدرة والتحمل" الذي بدأ فجر اليوم الثالث من المهرجان واختتم قبيل صلاة المغرب بتتويج الفرسان الثلاثة الأوائل. وفي اليوم الرابع حل موعد عشاق جمال الخيل العربية الأصيلة مع "كرنفال الجمال" الذي استمر ثلاثة أيام متواصلة.

* عطاء الفرسان
حرص الأمير خالد بن سلطان على أن يكون "أول الغيث قطرة" عندما اختار أن تنطلق فعاليات مهرجان الخالدية الدولي للجواد العربي بميزة "العطاء الكريم"، إذ طالما اشتهر فرسان العرب بملكة الإيثار لغيرهم، يؤثرون فرسهم على أنفسهم، ويؤثرون أهلهم على مالهم وممتلكاتهم، وطالما سجل التاريخ شهامة فارس أعطى بسرور من نفائس ما يملك.
وهنا يعبر مالك الخيل الكويتي صالح الريس أن جياد الخالدية التي نزلت المزاد كانت "في الحقيقة أقل من سعرها بكثير، لذا حرص الجميع على الوجود في هذا اليوم للظفر بنصيبه من هذه الفرصة التي لا يمكن تكرارها في غير الخالدية.
وشهد المزاد محطات تشويق وحبسا للأنفاس أمتعت الجمهور، وكذا الملاك المحتملين، والملاك الذين ظفروا بالفعل بجواد أو أكثر، إذ احتشد نحو ألف رجل على مدرجات الـ "أرينا – مضمار عرض جمال الخيل" الجديد، وأنظارهم مشدودة إلى روائع خيل إسطبلات الخالدية، ومسامعهم منصتة إلى ما يردده مدير المزادات المعروف فيصل الرحماني بصوته الحماسي المحبب معرفاً بهذه الفرس أو ذاك المهر ومردداً السعر المتصاعد الذي يعرضه الملاك المحتملون لحظتها.
وما إن حلت ساعة النهاية حتى انقلب المشهد تماماً، إذ تضاعفت معدلات الحماسة والانبهار إلى درجات الذروة عندما جاءت الفرس الأشعل "انساتا نايل بيرل" مسكاً للختام بتحقيقها أرقام غير مسبوقة في مزادات منطقة الشرق الأوسط، وظفر بها مالك مربط "الخالد" الشيخ خالد باقدو بعدما وصل سعرها إلى ثلاثة ملايين ريال سعودي.
وهنا أكد مدير المزاد فيصل الرحماني أن مجمل ما حققه مزاد "الخالدية2" تجاوز 5.2 مليون ريال، وقال: "هذا رقم غير مسبوق في المزادات العربية أو في المنطقة بأسرها، خصوصاً أن بعض ملاك الخيل الذين يهتمون بهذه الفرص الثمينة ربما متأثرين بالوضع الاقتصادي العالمي".
بنات الريح
اختتم اليوم من المهرجان بفرحة لم يعرف مثلها في البلاد، إذ اكتسحت جياد الخالدية المراكز الخمسة الأولى في الشوط الرابع والنهائي، لكن القائد خالد بن سلطان أبا أن يقبل الجائزة، ليوجه بمنحها إلى أصحاب المراكز من السادس إلى العاشر، وهي اللحظة التي أحدثت الكثير من الهتاف والتصفيق في أوساط الجماهير والحضور، خصوصاً أن وقائع هذا السباق جرت على ميدان الأمير سلطان بن عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة، وجاءت النتائج على النحو التالي: الشوط الأول المخصص للخيل العربية الأصيلة بشقيها "إنتاج" و"مستورد"، وعمر ثلاث سنوات وما فوق، ومسافته 1800، فاز في المركز الأول الفرس "بنت أبو ظبي" لصالح بن علي الحمادي، وحصل على المركز الثاني الحصان "بارق السيف" لعبد الرحمن بن عبد الله الدامر، كما حل في المركز الثالث الحصان "زين المعاني" لبندر بن حزام الحثلين، وحقق "الهجيس"، المركز الرابع والذي تعود ملكيته إلى مربط "عذبة"، وحل خامساً الحصان "مازين دي كارير" لصلاح السيد محمد.
وجاءت نتيجة الشوط الثاني المخصص للخيل العربية الأصيلة "إنتاج" لعمر أربع سنوات وما فوق، وتبلغ مسافته 1800م، حيث فاز بالمركز الأول الحصان "همام الثالث"، لعادل بن يوسف القصيبي، وجاء الثاني "البطان" لطارق بن عبد الهادي القحطاني، وحل ثالثاً "شداد الثالث" لعبد اللطيف بن محمد الدوغان، ورابعاً الحصان "ترياق ديراب" لأحمد بن منزل المقبل، وجاء خامساً "مازن الثاني" ليوسف بن عقيل العقيل.
أما نتائج الشوط الثالث للخيل العربية الأصيلة "إنتاج فقط" لثلاث سنوات فقط، وعلى مسافة 1600م، فقد فازت بالمركز الأول الفرس "بديعة عوام" لأحمد بن ناصر الخميس، وجاء ثانياً الفرس "نوف" لعبد الرحمن بن علي الإبراهيم، وحل ثالثاً الحصان "المزيون" لسعيد بن عبدالعزيز الغمغام، وجاءت في المركز الرابع "بشر العز" لعادل بن يوسف القصيبي، وكان المركز الخامس من نصيب الفرس "الزوفا" لفاضل عباس أبوشومي.
والشوط الرابع المخصص للخيل العربية الأصيلة "الأصل والمنشأ "خيل الجزيرة" بعمر ثلاث سنوات وما فوق وبمسافة 1600م فقد سيطرت جياد الخالدية على المراكز الخمسة الأولى، التي جاءت على النحو التالي: الأول "منصور البويبية"، الثاني "بنت عبيه الخالدية"، المركز الثالث "جالود الخالدية"، المركز الرابع "مغيرة الخالدية"، المركز الخامس "عجاب الخالدية".

#3#

ووجه راعي الحفل الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز بمنح الجوائز التي ظفرت بها جياده إلى أصحاب المراكز من السادس إلى العاشر، ولاقت هذه البادرة ترحيباً واسعاً في أوساط الملاك المشاركين في السباق والجمهور الغفير الذي صفق كثيراً لهذه البادرة، معتبرين أنها غير مستغربة على من وضع على كاهله حمل إعادة صيت الخيل العربية إلى موطنها الأصلي.
وفي ختام حديث الأمير خالد بن سلطان أعلن أن سباق "القدرة والتحمل" العام المقبل سيكون لمسافة 160 كيلو مترا بدلاً من 120 كيلو مترا، وهي المسافة التي دشن بها مهرجان "الخالدية2" عصراً جديداً لانطلاقة هذا النوع من السباقات المهمة، إشباعاً لرغبة فرسانها ومحبيها الكثر.

ماراثون الفرسان*
في اليوم الثالث من مهرجان "الخالدية2" انتقلت مشاعر عشاق الخيل العربية الأصيلة إلى ساحة جديدة من التشويق المضاعف، حيث ما أن ظهرت أول خيوط شمس يوم الثلاثاء 28/1/2009 إلا وهناك ثلة من الفرسان تجاوز عددهم الـ 80 فارساً سعودياً وخليجياً يستعدون للانطلاق فيما يمكن تسميته "ماراثون الفرسان" لكن اسم المسابقة عند أهل الخيل هي "القدرة والتحمل"، ليقطع هؤلاء على ظهور جيادهم العربية الأصيلة 120 كيلو متراً داخل حرم مزرعة "الخالدية"، والمطلوب لفوز أحد هؤلاء هو "القدرة على قطع هذه المسافة وتحمل مشقاتها سواء للفارس أو لفرسه"، إنها 120 كيلو مترا يجب قطعها في مدة زمنية لا تتجاوز الـ 12 ساعة، سيتحمل خلالها الفارس أن تركض الخيل ويهتز جسده مع كل خطوة تسير فيها الخيل، وهو الأمر الذي لا طاقة لجسد الإنسان العادي على تحمله، كذلك هو الأمر الذي لا طاقة للفرس أن تتحمله إلا إذا كانت مدربة، وهنا تنفرد الخيل العربية الأصيلة بقدرتها على تحمل عناء قطع هذه المسافة الطويلة من دون أن تصاب بانهيار عضلي أو موت مفاجئ خصوصاً إذا كانت مدربة على هذا النوع من السباقات، أما غير الخيل العربية فلا يمكن لها الصمود حتى لو دربت طوال الوقت.
لذا حق لفارس "إسطبلات المملكة" السعودي عبد الرحمن الحواس أن يبتهج كثيراً بتحقيق المركز الأول في بطولة "كأس الخالدية الأول للقدرة والتحمل" الذي أقيم في اليوم الثالث من فعاليات "مهرجان الخالدية الدولي الثاني للجود العربي" على أرض مزرعة الخالدية.
وسلم الأمير خالد بن سلطان، أيضاً، الفارس محمد النعيمي من إسطبلات "الشقب" القطرية جائزة المركز الثاني في كأس الخالدية الأول للقدرة والتحمل، وسلم جائزة المركز الثالث للفارس ظافر الباكري من إسطبلات "الباكري" السعودية.
وكان الأمير خالد بن سلطان قد أعلن في وقت سابق من انطلاق "مهرجان الخالدية الدولي الثاني للجواد العربي" زيادة مسافة "سباق كأس الخالدية للقدرة والتحمل الثاني" في العام المقبل إلى 160 كيلو متراً بدلاً من 120 كيلو مترا.
وانطلق في  تمام الساعة السادسة والنصف صباح الثلاثاء الماضي من نقطة الانطلاق في "قرية الخالدية للقدرة والتحمل" واستمر حتى الساعة الخامسة والنصف مساء، حيث قطع فيها أكثر من 90 فارساً مسافة السباق البالغ طولها 120 كيلو متراً مقسمة على خمسة محاور – مراحل.

وشهد السباق الأول من نوعه تحت مظلة الاتحاد الدولي للفروسية، كثيراً من لحظات التشويق والحماسة، بين الفرسان، ليتم استبعاد الخيول غير الصالحة لتكملة السباق.
وكان الفارس الحواس قد قطع مسافة الـ 120 كيلو متراً ست ساعات و23 دقيقة وست ثوان، والنعيمي قطعها في زمن قدره ست ساعات و45 دقيقة، و55 ثانية، والفارس الباكري في زمن قدره ست ساعات و47 دقيقة و55 ثانية.
وجرى تسجيل الزمن إلكترونياً من خلال نظام التوقيت، وقال عضو اللجنة المنظمة، حكم سباق القدرة والتحمل محمد عيسى العضب: "إن السباق يعد نقلة نوعية في سباقات القدرة والتحمل في المملكة، حيث تم تنظيم السباق على أعلى المستويات، كما استعين بالأجهزة الحديثة المتمثلة في نظام التوقيت ونظام نبض قياس القلب للخيل المشاركة، كذلك تم تجهيز منطقة الفحص البيطري وفق أحدث النظم والأساليب المتبعة عالمياً وحسب متطلبات البطولات العالمية".

ختام جماهيري*
توج الأمير خالد بن سلطان بحضور جمع غفير من كبار الشخصيات السعودية والخليجية والعربية والدولية الفائزين ببطولات مهرجان "الخالدية2" لجمال الخيل العربية الأصيلة.
وكانت بطولات جمال الخيل الثماني مقسمة إلى أربع للجياد سعودية الأصل والمنشأ، وأربع بطولات دولية للخيل العربية الأصيلة لملاك سعوديين وخليجيين وعرب ومن نحو 14 دولة أوروبية ومن أمريكا، والبرازيل.
إذ جاءت النتائج كالآتي: ظفرت المهرة "زهرة خديجة" ببطولة المهرات سعودية الأصل والمنشأ لمالكها مربط "عذبة" للأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، وحلت "بنت خزامى" لمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة وصيفة لها. وفي بطولة الأمهار سعودية الأصل والمنشأ تفرد المهر "مطلوق اليمين العزيزية" العائد لمربط "العزيزية للخيل العربية الأصيلة" ومالكه الأمير عبد العزيز بن خالد السديري بالمركز الأول، ليحل المهر "جمران ديراب" في الوصافة وتعود ملكيته لمركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة.
وفي بطولة "الخالدية2" لجمال الخيل عن فئة الأفراس سعودية الأصل والمنشأ، ظفر الفرس "الدرعية الثانية" لأبناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بالبطولة، ليحل "غلاء ديراب" من مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة وصيفاً.
وفي بطولة الفحول سعودية الأصل والمنشأ ظفر "درع الثاني" لأبناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالبطولة، وحل وصيفاً له الفحل "خليل ديراب" من مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة.
وفي البطولات الدولية الأربع لـ "مهرجان الخالدية الدولي الثاني للجواد العربي" لجمال الخيل العربية الأصيلة، جاءت النتائج كالآتي: في بطولة المهرات، فازت "نجدية الزبير" للشيخ عبد الله بن محمد بن علي آل ثاني بالبطولة، وجاءت "بدوية" من مربط "عجمان" وصيفة لها.
أما بطولة الأمهار ففاز بها المهر "مهراجا إتش دي إم" لمالكيه روبين وجيف ماجلين من أستراليا، ووصيفه "كبستاد" لمربط "عذبة".
وجاءت نتائج بطولة الأفراس بتتويج الفرس "بيس فائزة" من مربط عجمان بطلة للبطولة التي اتصفت بالتشويق والتحدي في منافسة قوية مع الوصيف الفرس "كاريل" لمالكه الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز.
أما بطولة الفحول فظفر بها "أمبريال بارز" لمالكيه طارق وأحمد حمدي سليمان من مصر، ووصيفه "أم الأكستريم" من مربط عجمان.

الأكثر قراءة