توصيل قناني المياه يضاعف مكاسب وافدين.. ويغري آخرين!

توصيل قناني المياه يضاعف مكاسب وافدين.. ويغري آخرين!

وجد المقيم المصري عبد السميع أنور أنه يكسب من توزيع قناني المياه على المحال والمنازل نحو ثلاثة آلاف ريال، وهو ما جعله يتخلى عن وظيفته التي توفر له دخلاً قدره 1500 ريال. المصري أنور مثال حي لوافدين بدأوا دخول هذا العمل.
يقول لـ"الاقتصادية": "إن أصدقاءه الذين حذروه من المغامرة والدخول في نفق البطالة صاروا يطلبون منه أن يجد لهم عملا في تلك الشركات التي تتولى توزيع المياه"، لافتاً إلى أنها "مهنة شاقة جداً فمنذ الصباح الباكر ننطلق بالسيارة المحملة بالقناني سعة 19 لترا لتوزيعها على المحال التجارية والمنازل. وسعر القنينة للمحال التجارية أربعة ريالات فيما سعرها لأصحاب المنازل خمسة ريالات ما يعني أننا نكسب عن كل قنينة ريالا أو ريالين". مبيناً أنهم يأخذونها من الشركة المنتجة بمبلغ ثلاثة ريالات للقنينة الواحدة.
ويتابع: "مع تباشير الصباح ننطلق بالسيارة لنجوب بها مدينة الرياض طولاً وعرضاً، وأي كسل أو تهاون سيعود سلباً على مجال العمل، لكن المردود المادي ينسي تعب اليوم بطوله".
ويشرح: "يوجد في السيارة الواحدة 320 قنينة وتوزيعها بالكامل يعني أن هناك ربحاً لا يقل عن 320 ريالا، ويزيد هذا المبلغ وهذا أمر مرهون بالتوزيع، في حين أن البيع للمنزل أكثر ربحاً إذ نربح ريالين عن كل قنينة".
وبالنسبة لتوزيع الأرباح يقول إن الأمر يتوقف على رب العمل الذي يحدد لك نسبة من الربح وهي نسبة جيدة لا تقل عن 100 ريال في اليوم إذا كنت نشيطاً وتمكنت من توزيع سيارة كاملة، ويحدث أن نوزع في الصيف سيارتين بمعنى أن الربح يُضاعف.
ويؤكد عبد السميع أن رب العمل السعودي يعطي كل ذي حق حقه، مضيفا: "إذا لم يفعل ذلك فإن العمال والسائقين سيخادعونه ولن يؤدون العمل كما ينبغي، وهذا يعني تعطيل العمل".
بدوره، يوضح عبد المنعم المالكي المشرف العام لإحدى الشركات المنتجة لمياه الشرب، إن هذا الأمر مربح للجميع، فالسائق يحصل على أجرته التي تتفق مع الجهود الشاقة التي يبذلها إذ يظل طوال اليوم منتقلاً من مكان إلى آخر، ولا يتوقف إلا لتناول الطعام، وكذلك يحصل العمال على حقوقهم ونسبتهم من الأرباح، فهم أيضا يبذلون جهودا مضنية لا تقل عن جهود السائق. وأصحاب المحال التجارية يحصلون على ربح يقدر بريال واحد عن كل قنينة، وبالنسبة لأصحاب المنازل فهم يحصلون على خدمة جيدة بتوصيل المياه إلى منزلهم دون أي مجهود، فهو لو اشتراها من المحال التجارية فسيجدها بخمسة ريالات، وبالتالي فهو يشتريها بذلك السعر عن طيب خاطر.
فيما يشير المواطن بندر العنزي إلى أنه لم يكن يعلم مطلقاً إن تلك القناني سعرها من الشركة يساوي ثلاثة ريالات فقط، مؤكداً أنه كان يعتقد أن سعرها هو خمسة ريالات كما هو الحال في المحال التجارية التي كان يشتري منها تلك القناني قبل أن تظهر خدمة توصيلها إلى المنازل، ويستطرد أنه كان يشفق على العمال الذين يحملون القناني إلى الدور العلوي الذي كان يسكنه في إحدى العمارات، فكان يمنحهم بعض الريالات.

الأكثر قراءة