المدينة في أسبوع: مناسبات تكرس للحوار.. و قصص مآس تفتح باب السؤال
المدينة في أسبوع: مناسبات تكرس للحوار.. و قصص مآس تفتح باب السؤال
تعيش المدينة المنورة حراكا ثقافيا يداعب سكون المدينة الوادعة فيما تثير قصص المآسي التي تحدث في جوانب مظلمة منها "ألف سؤال ثقافي" عن دور المجتمع الذي عرف بتسامحه وأريحيته في كشف لثام العابثين بأمن المدينة الوادعة الغافية بسلام, وذلك على خلفية قصص خطف وضياع حدثت لمواطنين ومقيمين، فيما كان المشهد الثقافي مشغولا بالحيلولة دون ضياع الإرث التاريخي لمدينة الرسول الكريم.
وفي حين كان الدكتور محمد بن زلفى أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى في النادي الأدبي يحاضر أخيرا حول "الصرة النبوية ومحتويات الحجرة النبوية الشريفة" كانت الأسئلة تدور خارج أسوار النادي في المدينة المنورة بحنق أشد من بعض المهتمين بالتراث الذين لم يكتفوا بمداخلاتهم في المحاضرة ليشكوا لـ "الاقتصادية" ضياع أرشيف المدينة التاريخي على أيدي "أشخاص مستهترين بالتاريخ" كما وصفوهم.
ويقول الباحث والمؤرخ أحمد أمين مرشد وهو يشم الهواء خارج أسوار النادي فيما كان صوت المحاضر حاضرا و لم يزل بعد يشرح أفكاره "المدينة المنورة تفقد في كل يوم جزءا من إرثها التاريخي من خلال الكثير من عمليات الهدم والمساواة بالأرض لمواقع عرفت ببعدها الضارب بقوة في جذور التاريخ".
الكثير مثل مرشد من المهتمين بشدة بالتراث قدموا في المحاضرة أفكارا مشابهة، فيما كان الطرف الآخر من الحوار حاضرا وإن بشكل أكثر هدوءا يعبر عن حالة ليست عدائية تجاه الموروثات التاريخية, الأمر الذي قاد إلى حوار هاد اتسم بالاحترام بين أطراف المتحاورين مع الضيف الذي طالما وصم من معارضيه بالآراء المتشددة إزاء الحفاظ على المكتسبات التاريخية والذي ظل طوال المحاضرة يدافع بهدوء عن أفكاره ويقربها من وجهة نظر معارضيها السابقين.
في الوقت ذاته يبدو موضوع فقد التراث الإنساني بسيطا حين يقارن بفقد الإنسان نفسه, وهو أمر يمكن مقارنته في المدينة المنورة حين اكتسى أحد الأحياء العشوائية في "الحرة الغربية " بألوان مبهجة فرحة بانتهاء مأساة استمرت لأربعة أعوام بعد عودة الفتاة الأفغانية المختطفة "راضية" إلى حضن والديها، فيما الجيران السعوديون البسطاء مشغولون بملء البيت الفقير بكل ما يستطاع ماديا إلى جانب التهاني الصادقة تعبيرا عن الفرحة بهذه العودة للطفلة المولودة في المدينة للحي الفقير بعد أن اختطفها مقيم من جنسية عربية بالتعاون مع شقيقته.
ويقول والد المختطفة العائدة لـ "الاقتصادية" فيما كان مشغولا باستقبال تهاني العديد من جيرانه في مسجد الحي، إن الفرحة لم تسعه هو وعائلته بعد عودة راضية, لكنه لم يخف شعوره بالمرارة من ذكرى السنوات الأربع في اختطاف ابنته، مطالبا بأقصى العقوبات المغلظة على المجرم الذي وصفه بالحيوان المفترس.
الجيران السعوديون لم يخفوا سعادتهم ولا فضولهم بمعرفة المزيد من الأسرار الغامضة الخاصة باختطاف الطفلة التي أصبحت شابة في بيت مقيم في أطراف المدينة يظهر على حد وصفهم - الكثير من الالتزام الديني ويخفي الكثير من الإجرام, فيما ظلوا يتساءلون بعفوية بالغة حول أسباب تغير حال المدينة المنورة التي عرفت بهدوئها وسكينتها، مطالبين بأقصى العقوبات في حق العابثين بأمنها.