شعبة نصاب.. تنتظر البنوك وأجهزة الغسيل الكلوي

تنفس سكان مركز شعبة نصاب – 150 كليومتراً شرقي رفحاء – الصعداء عند بدء إنشاء المجمع القروي فيها، والذي أسهم في إدخال الشعبة دائرة التطور والنهضة العمرانية والذي لم يشعر به سكانها منذ تأسيسها في السبعينيات إلا أخيرا، شهدت تطورا عمرانيا في السنوات الأخيرة.
#2#
"الاقتصادية2" زارت شعبة نصاب وجالت فيها، حيث التقت سلطان بن سعد الجارد رئيس مركز الشبعة الذي تحدث عن نشأة الشعبة، حيث قال إن الشعبة تأسست عند ظهور البترول وامتداد أنابيب التابلاين في السبعينيات الهجرية فتم وضع ماكينة ماء لتوطين البادية فيها.
#3#
ويقول الجارد إن أول من سكن الشعبة وأسسها هم: محمد بن سليمان العويد ومحمد بن سليمان البرقان من أهالي القصيم. ويرجع تسمية الشعبة بهذا الاسم إلى وجود نقرة الشعبة وامتداد (الشعاب) فيها.
#4#
ويوضح الجارد أن الشعبة حظيت باهتمام من قبل الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية كباقي مدن وقرى المنطقة. وأضاف أن الشعبة شهدت خلال السنوات القليلة نهضة عمرانية وتطويرية كبيرة ويرجع ذلك إلى ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للمواطن من اهتمام أينما كان موقعه.
#5#
ويسترجع الجارد ذاكرته قبل 40 عاما، ويقول "كانت الشعبة مجرد عدة بيوت من الطين، أما الآن فالفرق شاسع، وذلك من خلال التطور والازدهار العمراني، فخلال سنوات قليلة تبدل حال المركز، فتم استحداث كثير من الدوائر الحكومية منها: مركز إمارة، مركز شرطة، مستشفى عام، مركز صحي، قطاع حرس حدود، ومجمع قروي، والذي أحدث نقلة تطويرية في المحافظة، إضافة إلى مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بريد مركزي، مركز للدفاع المدني، مركز للهلال الأحمر، وإدارة مخدرات، ومدارس بنين وبنات بمراحلها كافة ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم.
#6#
من جهته، أكد خالد بن سعد الجارد مساعد رئيس مركز الشعبة، أن الشعبة التي يقطنها قرابة تسعة آلاف مواطن حظيت بنهضة عمرانية وتطور كبير خلال السنوات الأخيرة، "والحقيقة من شاهد الشعبة قبل سنوات وشاهدها اليوم يلاحظ التطور الكبير".
#7#
وقال إن هناك عديداً من الخدمات التي سيتم إحداثها لأهالي الشعبة والتي ستكون عونا ومساعدنا لها وهي افتتاح جمعية خيرية للمحتاجين في الشعبة والقرى والهجر التابعة لها، كما سيتم وضع ماكينة صرف آلي وذلك بالتنسيق مع أحد البنوك وذلك للتيسير على المواطنين، كما أوضح الجارد أنه جار التنسيق لإنشاء ساحة بجانب مستشفى الشعبة العام لكي تكون مهبطاً لطائرات الإخلاء الطبي.
#8#
على الجانب الآخر، أوضح المهندس عبد الله صعفق العنزي رئيس المجمع القروي في الشعبة، أن المجمع يخدم هجراً عديدة من أهمها: هجرة الخشيبي ومركز سماح ونصاب وقريتي أبو صور والقصوريات.
#9#
وقال إن المجمع الذي أنشئ حديثا أسهم خلال السنتين الماضيين في رقي وتطور الشعبة وقراها. وأضاف أنه تم الانتهاء من عدد كبير من مشاريع البنية التحتية للمدينة وكذلك التجميلية، حيث تم إنشاء حديقة على الطريق الدولي بمساحة 70 ألف متر مربع مجهزة بالسفلتة وأرصفة (إنترلوك) وإنارة تجميلية ونوافير وأشكال جمالية وألعاب أطفال، وبقيمة إجمالية بلغت ثلاثة ملايين ريال، إضافة إلى أنه جار العمل على تنفيذ حديقة أخرى على الطريق الدولي بمساحة 60 ألف متر مربع، حيث تم الانتهاء من أعمال الردم والتمديدات لسقيا المزروعات وستتم المباشرة في زراعتها خلال الشهر المقبل.
وأشار العنزي إلى أنه تم تنفيذ مجسمات في بعض التقاطعات والميادين بقيمة 400 ألف ريال، حيث تم الانتهاء من مجسم قصر المصمك التاريخي بمساحة 100 متر مربع وارتفاع 4.5متر، كما أوشك على الانتهاء المجسم الضخم للصحن المشهور عند أهل الشمال حيث يبلغ قطره 33 متراً وبارتفاع ستة أمتار، وأيضاً تم الانتهاء من مجسم الشلال والذي جاء على شكل بيضاوي بمساحة تزيد على 600 متر مربع وبارتفاع 5.5 متر، إضافة إلى الانتهاء من أعمال إنشاء مبنى المجمع القروي في شعبة نصاب بمساحة بناء 1700 متر مربع وبقيمة إجمالية بلغت مليونين و 800 ألف ريال وكذلك تنسيق وتسوير مبنى المجمع القروي بقيمة إجمالية بلغت 500 ألف ريال .
وأضاف أنه تم الانتهاء من سفلتة وأرصفة وإنارة حزام المدينة الشمالي المواجه للطريق الدولي بطول ثلاثة كيلومترات وعرض 30 متراً وبتكلفة بلغت خمسة ملايين ريال وجار العمل على إنارة مداخل المدينة على الطريق الدولي بعدد 60 عمود إنارة مزدوجاً بارتفاع 15متراً، بتكلفة بلغت مليونين ونصف المليون ريالاً، وقد تمت زراعة الأعمدة ولم يتبق سوى تركيب الكابلات وإطلاق التيار. كما تم تنفيذ 70 في المائة من خط تصريف مياه الأمطار الرئيسي في المدينة بقطر 800 ملم وطول ثلاثة آلاف متر، وبتكلفة بلغت مليونين ونصف المليون ريال وهو أول خط يتم تنفيذه في المدينة وسيتم ربط جميع شوارع المدينة الحالية والمستقبلية بهذا الخط.
وأضاف أن هجرة الخشيبي تم الانتهاء من رصف وإنارة شوارعها بقيمة ثلاثة ملايين ريال، إضافة إلى مركزي سماح ونصاب وقريتي أبو صور والقصوريات التابعتين للمجمع واللتين تمت إنارتهما بجهود ذاتية من المجمع ، وجار تنفيذ مشروعين لسفلتة وإنارة في القرى التابعة للمجمع بقيمة 11 مليون ريال وقد تم تسليم الموقع للمقاول وسيبدأ العمل فيه قريباً بإذن الله ، ومجمع شعبة نصاب سيسخر كل إمكانياته من أجل التطوير وعمل المزيد من المشاريع التنموية والترفيهية.
من جهته، أكد عطا الله بن غريب الدوخي مدير مستشفى الشعبة، أن المستشفى أنشئ حديثا وبسعة 50 سريراً والذي يخدم أهالي الشعبة والقرى والهجر المجاورة وكذا سالكي طريق الشمال الدولي، يحتاج إلى بعض الوقت لاكتمال طاقمه الطبي كي يقدم خدمات أفضل، بينما قسم الكلى سيتم افتتاحه خلال الأيام المقبلة إذا ما سارت الأمور كما خطط لها بدعم من مدير عام الشؤون الصحية الدكتور فيصل الثبيتي ومساعده لشؤون المستشفيات مرجان المرجان الذي كان حريصا على افتتاح القسم في أسرع وقت.
ويقول الدوخي إن مدينة الشعبة بحاجة إلى دعم رجال الأعمال والاستثمار فيها فالشقق وصل إيجارها إلى أرقام قياسية لوجود موظفين يتم تعيينهم في الشعبة بينما تعاني محدودية في السكن مما أدى إلى أن يصل سعر الشقة إلى 24 ألف ريال سنويا كما أنها تفتقر إلى الأسواق المتخصصة ووجودها ضروري لخدمة المواطن في ظل التطور الذي تشهده.
وطالب المواطن مقبل بن شلاش الضبعان بإيجاد حلول عاجلة لمعاناتهم المتمثلة في عدم وجود محكمة شرعية وكتابة عدل في الشعبة، وقال إن أهالي الشعبة يتكبدون المشاق ويقطعون المسافات من أجل استخراج صك أو وكالة شرعية أو استخراج صك زواج وغيرها من الأمور التي تتطلب وجود المحكمة وكتابة العدل. وقال إن مواطني الشعبة عليهم قطع مسافة 300 كم ذهابا وإيابا لمحافظة رفحاء من أجل إنهاء معاملة.
وأضاف أن مستشفى الشعبة في حاجة إلى عدد من التخصصات من أهمها العظام الذي يحتاجه المستشفى لكثرة الحوادث والإصابات في المدينة لوقوعها على طريق دولي وكذلك تخصص الأنف والأذن والحنجرة ، ووجود جراح واحد فقط وفي حال وجود حادث يدخل العمليات شخص واحد وإذا كان هناك شخص آخر بحاجة إلى عمليات فينتظر حتى ينتهي الجراح من عمليته إضافة إلى أن الجراح لا يستطيع مغادرة المدينة التي تفتقر إلى أقل الخدمات إضافة إلى وجود مرضى كلى لا يستطيعون الغسيل لعدم وجود قسم كلى في المستشفى.
ويقول المواطن دخيل بن سلطان الطوالة على الرغم من كثافة سكان أهالي الشعبة والقرى والهجر المجاورة لها ووجود القطاعات الحكومية المختلفة فالحقيقة لا يوجد فيها بنك، مناشدا الجهات ذات العلاقة بالنظر إلى وضع الشعبة من حيث السكان والقطاعات الحكومية التي فيها وكذا بعد المسافة عن المدن التي فيها فروع البنوك ،، ويقول إنه أواخر كل شهر خلال نزول الرواتب ونزول مستحقات الضمان الاجتماعي يشد كثير من المواطنين رحالهم إما باتجاه الشرق لحفر الباطن أو الشمال باتجاه رفحاء من أجل الحصول على رواتبهم ومستحقاتهم، ويضيف أن هذا الوضع شكل إرهاقا ومشقة على كبار السن والأطفال ولعل من أمثلة ذلك الحوادث المرورية ـ لا قدر الله.
من جهته، أكد محمد بن عيد الحسيني أحد المهتمين بالحركة الرياضية في المنطقة، أهمية وجود نادي رياضي في الشعبة يمارس فيه شباب المدينة هواياتهم الرياضية ويطورها، وقال إن الشعبة ليست كالسابق فهي الآن ذات كثافة سكانية كبيرة تتطلب وجود مثل هذه المنشآت الحيوية التي تسهم في قضاء أوقات الشباب بما هو مفيد لهم ولوطنهم.
وأضاف الحسيني أن هناك كثيراً من المواهب الرياضية في المدينة والتي تحاول أندية المنطقة استقطابهم،ولكن ظروفهم الأسرية تمنعهم من ذلك ووجود النادي سوف يساعدهم على تنمية مواهبهم الرياضية ، فنتمنى من رعاية الشباب النظر بعين الاعتبار للمدن الصغيرة ولشبابها في إيجاد نواد رياضية . فكثير من شباب المدينة لا يعرفون الملاعب الرياضية إلا عن طريق مشاهدتها في التلفاز وهو حلم يتمنون أن يروه على أرض الواقع في مدينتهم.
ويقول المواطن باتل بن حامد العنزي إن الشعبة بحاجة إلى إحداث فرع للمرور والحوادث فالشعبة تقع على أهم طريق في المملكة وهو طريق الشمال الدولي والذي يقع عليه عديد من الحوادث، كما أن افتتاح إدارة للمرور سيخفف عن المواطنين كثيراً من الجهد في إصدار الرخص وتسجيل السيارات وإصدار الاستمارة والتأمين، ويضيف العنزي أن من الخدمات المهمة والتي تفتقدها الشعبة مكتب خدمات مشتركين و مكتب طوارئ للكهرباء.