ميزانية الهيئة الملكية .. ثقة دولة
عبدالله آل غصنه - إعلامي
أرى أن الأزمة العالمية الحالية لابد أن تكون عبرة للجميع ونعي أن المستقبل غامض ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بنتائجه وانه من الضروري أن تكون نظرة الصناعيين شاملة من حيث الاستثمارات وان تكون مستعدة لمواجهة مثل هذه الأزمات فقد حدثت أزمات سابقه عانى من منها الاقتصاد العالمي قبل سنوات ومنها الجانب الصناعي ولكن تم التغلب عليها بفضل الخطط الموضوعة والاستعداد لمواجهة مثل هذه الحالات ويجب أن ننظر إلى المستقبل بنظرة ثاقبة وان نتعظ من الدروس والتجارب السابقة لاستخلاص العبر وقراءة المستقبل .
وفي الوقت الذي يتحدث عنه الكثير عن أزمة تقصم الظهر .. وتشل الحركة الصناعية وتبدل الخطط الاستثمارية في المجال الصناعي .. أي ركود تام ووقوف عن تنفيذ المشروعات أو تقليصها ..في هذا الوقت أعلنت الدولة عن ميزاينتها التي كانت مفاجأة خاصة للمتشائمين حيث جاءت كأكبر ميزانية تقرها المملكة .
وما لفت نظري هنا الميزانية الكبيرة التي خصصت للهيئة الملكية للجبيل وينبع التي فاقت ستة بلايين ريال .. وهنا نعي جيدا أن الجبيل وينبع هما معقل الاستثمارات الصناعية في المملكة .. وتخصيص هذا الرقم الكبير عنوانه ثقة دوله في جهاز حيوي كالهيئة الملكية يعطيه الضوء الأخضر لاستكمال البنى التحتية وتجهيزها لاستقبال المشروعات الاستثمارية الصناعية ..
وعندما نتحدث عن الهيئة الملكية لابد أن نشير إلى ما تقوم به الهيئة الملكية من تجهيز منطقتين صناعيتين جديدتين هما الجبيل 2 وينبع2 التي قاربت على الانتهاء من مراحلها الأولى لتكون جاهزة لاستقبال الصناعات فيها وبشكل يفوق الصناعات الموجودة في كل من الجبيل 1 وينبع 1 .
وهنا النظرة الثاقبة للدولة في مواصلة التجهيز للاستثمارات في المدينتين التي فاجأت الكثيرين الذين اعتقدوا أن هناك شكوك حول مستقبل الاستثمارات الصناعية في الجبيل وينبع وأصبحت الإشاعات كثيرة بتقليص الاستثمارات في المدينتين الصناعيتين .. وهنا تحدث الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية وتخصيص ميزانية الهيئة الملكية مؤكدا أن الهيئة الملكية وجدت لتجهيز البنى التحتية ولجلب الاستثمارات وتوطين التقنيات والخبرات وخلق المزيد من الفرص الوظيفية مشيرا إلى الطلبات الهائلة على الاستثمار في الجبيل 2 وينبع 2 وان المدينتين ستبقيان مناخا خصبا للاستثمارات وسط التسهيلات التي تقدمها للمستثمرين .
* اعلان ارامكو وتوتال استمرارهما في تنفيذ مشروع مصفاة التكرير في الجبيل2 مؤخرا كان من أهم المؤشرات بثقة المستثمرين بالمناخ لخصب في الجبيل والتسهيلات التي تقدمها الهيئة الملكية .. وفي الجانب الاخر تواصل شركة (سبكيم) خططها لاستكمال إقامة مشروع ضخم لها في الجبيل تقدر تكلفته بنحو 20 مليار ريال .. وهنا يكمن التفاؤل والثقة بالاستثمار في الجبيل .
* نحن في المملكة جزء من المنظومة الاقتصادية العالمية وبدون شك ستتأثر صناعتنا نتيجة لتأثر الاستثمارات العالمية ولكن من وجهة نظري ونظرا لمتانة الاقتصاد السعودي والاحتياطات المتخذة مسبقا لمواجهة مثل هذه الظروف ستجعل التأثر اقل عن غيرنا من الدول وأشير إلى انه من الطبيعي أن يكون هناك بطء في النمو الصناعي ولكنه لن يدوم طويلا في ظل متانة الاقتصاد والتدابير المتخذة ولكن هذا لا يجعلنا نغفل ضرورة وضع آليات تحمي الاقتصاد لمواجهة الأزمة وكذلك لتحديات المستقبل .