التحليل الفضائي.. في الأمر "حاء" !
بوابة:
في الأمر حيرة .. " الحاء " بكل ما أوتيت من قوة تقتحم الفضائيات .. تقترب بخطوات .. إنها تقترب صوب هدفها المرسوم.. فعلا معضلة.. ستتحول قنواتنا الرياضية إلى إلى .. ف ض ا ئ " ح " ي ا ت.
ما الذي يحدث.. ألوان الأندية ضربت حصن المنتخب !!
* طريق:
التعصب السياسي.. التعصب الديني.. التعصب الاجتماعي.. التعصب في الدفاع عن الأفكار.. التعصب في الذود عن المبادئ.. وحتى الرياضة باتت مرتعاً للتعصب الذي لا يمكن نكران وجوده، أو التغاضي عنه في أي مجال في حياة الإنسان اليومية ،حيث التراكمات النفسية والضغوط المختلفة منذ نشأته فلا يمكن فصل الإنسان بعد ولادته عن عوامل التنشئة الاجتماعية في مختلف مصادرها، الضغط المكبوت والشحن المتواصل الذي يولد انفجارا اسمه التعصب، وليست الرياضة بعيدة عن ذلك حيث توافرت فيها كل مقومات ولادة التعصب الرياضي..
إن ظاهرة التعصب موجودة منذ القدم في مختلف النواحي فليست بالأمر الجديد أو المستحدث، بيد أن ما شهده العصر الحديث من دوران سريع لعجلة التقدم التي خلفت عديدا من المخرجات التي ساهمت بفعالية في تطور وازدهار مفاهيم ظواهر سلبية كانت أم إيجابية، خلافا لتطورالمجتمعات والأفكار والأيديولوجيات وطرق نشأة الفرد في جماعته، كل أسهم بلا شك في رؤية ما يسمى بالتعصب ككيان يمكن رؤيته بشكل جلي لا سيما في الرياضة يقال إن إدراك المشكلة ومدى خطورتها، هو الوعي في محاولة إيجاد حل لها، وتعد الخطوة الأولى هي التعرف عليها عن كثب..
* محطة:
التعصب لدى الإنسان هو مشكلة تتمحور في إيجاد الكيان الإنساني السوي، فإذا ما آمن الفرد بنمط سلوك في التعامل مع فرد ما بعينه أو مجموعة ما، فهو يعد اضطراباً في معيار صحته النفسية العقلية ، التعصب يفسر وجود اختلال في التوازن، وبالتالي يمكن الاتفاق على أن الفرد المتعب هو بحكم المريض عقلياً ونفسياً، لما يتميز به من جمود وتقلب في نفسيته، وبما أن الجانب النفسي لدى الإنسان يتكون من عدة أجزاء تنتهي في الأنا، وتبدأ في الأفكار ثم الميول ثم القناعات التي تتحول بدورها إلى اتجاهات يصعب تحويرها، وتبديلها ليأتي التعصب.
إن مفهوم الإعلام ومنه الرياضي لم يكن يحتوي تأجيج مثل هذا النوع من الظواهر، بل إن الإعلام جعل نصب عينيه حاجات إنسانية وفطرية، ولكن الواقع خالف ما كان مأمولاً، حيث يأتي الإعلام الرياضي محركاً رئيساً في العوامل النفسية لدى الجماهير وأفراد الرياضة، الأمر الذي أدى بالتالي إلى دعم ما كان موجوداً مثل التعصب، بل ساعد على شحنه وتأجيجه.
وفي هذا الوقت الذي فيه جهات ومنظمات عالمية عديدة لدرء ما يحويه التعصب، ومنه الرياضي من مشاحنات ومحاولة الارتقاء بالروح الرياضية العالية التي تعطي مساحات خلابة لرؤية ثاقبة تبني ولا تهدم ، ورغم إعلانات الأمم المتحدة لدفع التعصب عن الوجود وتأسياً بذلك في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في فرض العقوبات ودراسة إمكانية إبعاد التعصب الرياضي، إلا أن قوة ما تقضي على الثانية بالضربة القاضية.
طوارئ:
إن الوسط الرياضي يعيش الفترة الحالية حالة كبيرة من الانشقاق قد تكون الأكبر في تاريخه، فتجد الصراخ على أوجه في الفضائيات والأقلام في الأعمدة تراشقات و تلاسنات، لدرجة أنها أصبحت مادة جذابة يسيل لها اللعاب، فغاب الحياد، وغابت الحقائق معه، واكتظت العقول عتمة كظلام الليل الدامس ، وأصبحت الحقائق تفرض بالصراخ، لا بالإقناع والدلائل وسط غياب ثقافة الحوار.
الإعلام الرياضي (يحتضر) فهل من منقذ؟ يحضر المشجع إلى الملعب فيرى ويسمع صراخ كاتبه المفضل، أو محلله العقلاني بسبب ذلك الحكم ويشتم ذلك المدرب، ويلعن ذلك اللاعب، فيصاب المسكين بخيبة أمل، وتنقلب المفاهيم لديه إلى مآس وخيبة لا تعد ولا تحصى.
وللأسف أصبح الإعلام أداة لتحويل المنافسة الشريفة إلى ساحة تأجيج الضغينة والشحناء وحشد الأنفس ضد بعضها, وأضحى تصريح ذلك المسؤول الذي (ترشح) خصمه (خبطة صحافية)، فانقلبت المفاهيم وغاب الوعي رغم رسالة الإعلام السامية، فمتى ما كان الإعلام الحلقة الأهم متعصبا، فبالتأكيد أن الشارع الرياضي يهذي تعصبا، وستغيب الحقيقة وسيرى الجميع في كل شبر شتائم للحكام وملاسنات لمنسوبي أندية، وبيانات صحافية صاخبة، أيضاً ستزيد الاعتداءات بين اللاعبين، وبالتالي الصدام الدامي بين الجماهير.
* خاتمة:
ما يشكل خطورة هو توابع التعصب وما يعكسه سلباً على نفسيات اللاعبين حيث الأجواء باتت أكثر سخونة، وتلوثا، وبالتالي تخسر الكرة السعودية الكثير، وتذوب المليارات التي تنفق لبناء رياضي يتدفق نهراً من العطاء.
ولن نستغرب أن نرى كثيراً من مشاهير الكرة السعودية أصبحوا في عزلة عن الإعلام, فلم يعودوا يقرأون أو يسمعون أو حتى يشاهدوا.