مَن كشف دفاع الأخضر؟
بقدرحزن الشارع الرياضي السعودي لخروج الأخضر من "خليجي 19" بخفي حنين، إلا أنهم كذلك لم يخفوا فرحهم ـ وأنا أولهم ـ بانتصار المنظم صاحب الأرض والجمهور، المنتخب المميز، المنتخب العُماني.
الواقع أن المنتخبين السعودي والعُماني كانا محط أنظار وترشيحات الجماهير الخليجية وحتى المحللين والنقاد، ولكن الفرق أن البعض ربما راهنوا على أن الأخضر لن يفرط في البطولة بسهولة، إذا ما لعب على النهائي.
في تصوري أن الأخضر فعلا فرّط في البطولة ـ خاصة المباراة النهائية وليس معنى ذلك التقليل من المنتخب العماني الذي يملك لاعبين مميزين، ولكن استسلام الأخضر للضغط العماني منذ بداية المباراة سهل مهمة العمانيين، خاصة في خطوط المقدمة بوجود ياسر القحطاني ومالك معاذ اللذين استسلما للرقابة، فكان بالإمكان العودة إلى الوراء للحصول على الكرة والهروب من الرقابة المفروضة عليهما وحتى يتمكنا من التحرك وتفكيك التكتل والضغط العمانيين.
الحقيقة أننا استفدنا كجمهور ومتابعين ومساندين للأخضر من الضغط العماني على المرمى السعودي في المباراة النهائية، إذ برز الدفاع السعودي في أحسن حالاته، كالنجم الصاعد ماجد المرشدي، الذي قدم مستوى مميزا خلال منافسات الدورة وتوج ذلك المجهود الرائع بحصوله على جائزة أفضل لاعب في الدورة، وكذلك الحراسة ممثلة في وليد عبد الله الذي أصبح مصدر اطمئنان.
مشكلتنا كجماهير ـ بعضنا ـ أننا نتجاهل المنافس لنا، بمعنى أننا لا نريد غير اللقب أو البطولة أو تحقيق الكأس ولا يهمنا كيف؟ وهذا حق مشروع، لكن في المقابل هناك منافس أو ند لنا هو الآخر يطمح إلى الحصول على البطولة، بل في حقيقة الأمر هو حلم طال انتظاره وأصبح قريب المنال، خصوصا والبطولة على أرضه وبين جماهيره.
في النهاية فاز المنتخب العُماني، وهو فوز مستحق بلا شك، وحقق مبتغى الجماهير العُمانية التي لم تنسها فرحتها بالبطولة والاحتفال بها من التعامل برقي وأخلاق مع الجماهير السعودية واللاعبين تحديدا، والصور أظهرت كيف أن بعض الجماهير العُمانية كانت تصافح نجم الدفاع السعودي خالد المرشدي، وهي أخلاق العمانيين التي نعرفها.
نبارك للعمانيين لاعبين وجماهير هذا الإنجاز الجديد، وهذا المنتخب المتميز الذي ببلوغه منصة التتويج في هذه البطولة لن يرضى غيرها في البطولات المقبلة، ليعطي إنذارا شديد اللهجة للمنتخبات الخليجية بأنه سيكون خصما عنيدا من الصعب قهره.
* بصراحة
ـ نهائي (خليجي 19) عُماني بحت من الدقائق الأولى.. استحق العُمانيون .. ألف مبروك.
ـ تعامل خاص ـ في رأيي ـ حظي به السعوديون جميعا في عُمان حتى في المباراة الختامية.. هذه هي أخلاق العُمانيين الأصيلة.
ـ الصفقات التي أبرمها النصراويون الأيام الماضية سواء اللاعب العُماني حسن ربيع أو المصري حسام غالي والمدرب الأرجنتيني ستشكل إضافات كبيرة للعالمي وتغير من المستويات المتدنية للفريق.
ـ ما زال هناك الكثير من التجاوزات، ومحاولة الاعتداء ـ إن لم يكن اعتداء صريحا ـ خصوصا على الحكام، ومباراة سدوس وهجر قبل أيام مثال على ذلك، وإن لم تكن هناك عقوبات قوية وصارمة وإلا فالتوقيف ثلاث أو أربع مباريات ومن ثم الرفع بعد انقضاء نصف المدة سيزيد من المأساة والتمادي.
عامر الشهري
[email protected]