أسواق بيشة الشعبية تصمد
أسواق بيشة الشعبية تصمد
في ظل ما تشهده المملكة من تطور في جميع المجالات حتى طال هذا التطور العادات والتقاليد والموروثات، إلا أن الأسواق الشعبية بقية صامدة أمام هذا التطور ودخول الناس مجالات الحضارة التي لم تنقصها حقها فلا يزال هناك عشاق ومرتادين يبحثون عن المستلزمات الشعبية والتي لها تاريخ يذكرهم بما كان عليه آباؤهم وأجدادهم.
ومن ضمن هذه الموروثات الملابس حيث لا يزال هناك من يعشق (المقطع والتترزن والزم والجلابيات القديمة) ومن الأواني الصحاف الخشبية والتي ما زال الكثير يتفاخر بوجودها في منزله، حيث كانوا يضعون فيها الأكل مثل العريك والعصيد والجريش المخلوطة بالسمن والعسل.
"الاقتصادية2" كانت لها جولة في السوق الشعبية في بيشة والتقت ببعض المتسوقين هناك، حيث قال عبد الرحمن الأكلبي "لا غنى لنا عن تاريخنا فلابد من العودة إليه بين حين وآخر وقد أتيت إلى السوق لشراء بعض الأواني القديمة ذات الجودة العالية التي كنا نستخدمها في الماضي مثل الصحاف الخشبية التي لها نكهة خاصة استعملناها بوضع الطعام فيها، حيث كانوا في القدم يقدمونها للضيوف القادمين من مكان بعيد أو لكل ضيف عزيز عليهم".
من جانبها، قالت أم محمد من المرتادين للسوق، "أتيت للسوق لشراء بعض الملابس ومنها المقطع وبعض الملابس الصوفية القديمة"، وعن سؤالنا لها عن الموضة قالت "ما تركت لنا الحضارة شيئا إلا هذه السوق والموضة نتركها للجيل الحاضر".
على الطرف الآخر، قال أحد التجار "ما زالت السوق تشهد إقبالا من بعض الناس ولكن ليس كما كان"، حيث قل الإقبال عليها بعد ظهور الموديلات الجديدة والموضة"، وعن الأسعار قال "أسعارنا لا تتغير أبدا فهي شبه ثابتة إلا في بعض الأشياء حيث تعود إلى سعر الجملة من المصدر نفسه ولا تتجاوز أسعار الملابس ثلاثين ريالا وبعضها يصل إلى خمسين".
وأما الصحاف والأواني المنزلية فقد تحدث لنا التاجر المختص فيها فقال إن الأسعار معقولة وتلقى إقبالا كبيرا من بعض المواطنين وخاصة البدو، وإن الصحاف الخشبية تبدأ أسعارها من 200 إلى أكثر من 400 ريال وبعض الأواني من 10 إلى 50 ريالا.