العربات.. تخترق قلب الرياض وتستوطن في البطحاء

العربات.. تخترق قلب الرياض وتستوطن في البطحاء
العربات.. تخترق قلب الرياض وتستوطن في البطحاء

برزت في الآونة الأخيرة وسيلة نقل صغيرة، وهي عبارة عن عربات صغيرة كانت تقاد باليد كونها ذات عجلة واحدة، إلا أن العمالة الهندية والبنجالية تمكنت من إدخال بعض التحسينات عليها ووضعت عجلتين في مؤخرة العربة لتصبح وسيلة تنقل البضائع من سوق الجملة إلى السيارات وبطريقة ليس فيها الكثير من التعب على العامل لكنه يحصل على المال الكافي منها. وأكد الكثير من العاملين عليها أن البطحاء تعد مركزا رئيسا للعمل بها.
يقول حمد المالكي أحد تجار الجملة في سوق البطحاء إن حجم تلك العربة تتفق مع العمل الكبير الذي تقوم به، فهي أولا ألغت مسألة الزحمة الشديدة التي تشهدها البطحاء وخاصة تجار الجملة، وثانيا فإنها تسهل الأمور لتجار الجملة والمفرق، موضحا أن تجار المفرق الذين يأتون لشراء ما يحتاجون إليه لا يستطيعون الدخول إلى السوق، لذلك فإن تلك العربات تساعدهم على نقل البضاعة من المحل إلى سيارته وبأقل التكاليف.
وأثناء دخول الزبائن إلى سوق الجملة يشاهد تلك العربات واصحابها لا يتنافسون على الزبون ولا يتصارعون كما هو الحال في كثير من الأماكن بل إنهم منظمون، ويقول أمجد ماهر (هندي) المشرف على تلك العمالة إنه في السابق كانت تجري مضاربات ومشاكل بين مختلف العمالة من أجل الحصول على الزبون والأجر، وكانت الشرطة تحظر المضاربات إلا أنهم استطاعوا تنظيم العملية، فهم جميعا يقومون بعملهم وهناك شخص أمين يتسلم النقود وفي نهاية اليوم يتقاسمون المحصول، وسألنا أمجد عن حجم المحصول، فأكد لنا أن المحصول يكفي الجميع خاصة وأنهم يبذلون جهودا كافية، لكنه رفض الكشف عن الحصيلة وتهرب من الإجابة، إلا أن التاجر أبو سلطان أكد لنا أن الدخل لا يقل عن 50 ريالا لكل واحد منهم وأن هذه الحصيلة تتزايد في المواسم، وأضاف:" تخيل أن نقل البضاعة من المحل إلى السيارة ووضعها في سيارة التاجر لا يقل عن عشرة ريالات، والعربات لا تتوقف عن نقل البضائع طوال اليوم من التاسعة صباحا حتى العاشرة مساء، وهؤلاء الهنود مثل النمل لا يكلون ولا يتعبون ولا يتوقفون عن العمل إلا في أوقت الصلاة، فحتى أثناء تناول الطعام فإنهم لا يتوقفون بل يلتهمون السندويتشات وينقلون البضاعة أو أن قسما منهم يتناول الطعام فيما يعمل الآخرون، ثم يتبادلون الأدوار" متوقعا أن حصيلة كل واحد منهم لا تقل عن 50 ريالا" مؤكدا أن قيمة العربة نفسها لا تتجاوز 200 ريال وأن العامل قد يحصل على قيمة عربته في يوم واحد، لافتا إلى أن العمال الهنود والبنجال لا يجدون مضايقة من البلدية ورجال الأمن خاصة أن هؤلاء يسهمون في الحد من الزحام الشديد، مبيناً أن الدخول في هذه المجموعة ليس أمرا سهلا، بل لا بد أن يكون من جماعتهم أو من المعروفين لديهم.
التاجر عبد الرحمن المرشد أعرب عن أمله في أن يقوم بعض الشباب بممارسة هذه المهنة، مؤكدا أنهم سيجدون أرباحا كبيرة ستزيل ما يقال إنه عيب، موضحا أنه لا عيب في العمل، وقال هناك من العاطلين ممن يبحثون عن العمل وهذا ربما يغطي جزءا كبيرا من هذا الخلل، لكنه أكد أن الكثير من الشباب السعودي سيرفض هذا الأمر بدعوى أن ذلك يشكل لهم حرجا أمام زملائهم.
وسألنا الشاب إبراهيم عسيري إن كان سيوافق على العمل في تلك العربات وقال لا مانع من ذلك فقط يتمنى أن تأتي مجموعة من الشباب ويسهموا في هذا الأمر، وأشار إلى مجموعة العمالة قائلا إنهم يكسبون الكثير من المال وبجهد لا بأس به، داعيا وسائل الإعلام إلى حث الشباب على العمل في أي مكان وليس فقط في البحث عن الكراسي المريحة والدوائر الحكومية، منوها بأن العمل عبادة وأن أشرف الخلق وهم الأنبياء كسبوا عيشهم عن طريق الرعي والحدادة والنجارة دون أن يشعروا بالعيب.

الأكثر قراءة