مطالبات بحملات صحية على محال العطارة
يجهل كثير من المستهلكين الفرق بين الزعفران الأصلي والزعفران المغشوش، وقد ينتج عن ذلك إصاباتهم بأمراض مفاجئة جراء تهاونهم في شراء الزعفران دون التأكد من خصائصه.
"الاقتصادية" التقت خالد السلمان تاجر زعفران فقال إن السوق تحوي عديدا من أنواع الزعفران الأصلي، إلا أن ذلك لم يرق لبعض ضعاف النفوس الذين رغبوا في إدخال زعفران مغشوش لغرض تحقيق هوامش أرباح كبيرة عن طريق التلاعب بمشاعر الآخرين من خلال عرضهم لبعض المواد الملونة على أنها زعفران أصلي، وأضاف قبل يومين قامت الإدارة العامة لصحة البيئة بتفتيش المحال في سوق المعيقلية ونتج عن ذلك مصادرة عديد من العينات المغشوشة ما يدل على أن الوضع خطير ومتعلق بصحة الإنسان، لافتاً إلى ضرورة تركيز الزبائن على اسم مستورد الزعفران أو شرائه من المتخصصين في بيعه منذ القدم لتلافي الوقوع في مصيدة من لا هدف لهم سوى جمع المال، ومطالباً بتكثيف الحملات لمعرفة طريقة انتشاره.
وأكد السلمان أن النظام الجديد في مصلحة الجمارك هو بقاء البضاعة لمدة 20 يوما للتأكد من مناسبتها للبيع، وفي ذلك ضرر على مستوردي الزعفران الذين يثقون في بضاعتهم، ومستطرداً القرار لمصلحة المستهلك، حيث أنه من الممكن القضاء على وجود الزعفران المغشوش عن طريق فحص البضاعة قبل انتشارها في السوق، مشيراً إلى تلف 400 كيلو جرام من الزعفران المغشوش عن طريق أحد المنافذ البرية التي تربط المملكة بإحدى الدول الخليجية.
#2#
وحول بعض الأنواع المغشوشة قال تاجر الزعفران يوجد في السوق نوع 124E وهو عبارة عن خيوط دقيقة مشابهة للزعفران من ناحية المظهر إلا أن من يستنشق رائحته سيلاحظ أن لا علاقة له بالزعفران إطلاقا، مضيفاً يوجد في داخل هذا النوع ورقة مكتوب عليها "للاستخدام الخارجي فقط" وهو من الأنواع الهندية التي يستخدمها (الهندوس) لوضع علامة على الجبين، لافتاً إلى وجود نوع آخر يسمى "صفار الزعفران" ويحتوي على بعض الصبغات الخطيرة والضارة بصحة الإنسان.
وكشف السلمان عن أنواع الزعفران الأصلية حيث يوجد زعفران (كل بيج) وهو مستورد من منطقة خراسان في إيران وله عدة أشكال من ضمنها "أبو شيبه" ويصل سعر الكيلو جرام منه إلى 12 ألف ريال، و"الأبيض" ويراوح سعر الكيلو جرام منه بين أربعة وخمسة آلاف ريال، ويوجد "النقيل" ويصل سعر الكيلو جرام منه إلى 18 ألف ريال، وأضاف يوجد في السوق أيضاً "البوشالي" ويصل سعر الكيلو جرام منه إلى 14 ألف ريال، و"السركل" الذي يصل سعر كيلو جرامه إلى 16 ألف ريال، لافتاً إلى وجود نوع آخر يسمى زعفران (غرك) بنفس أشكال زعفران (كل بيج) إلا أن أسعاره تقل بنسبة 20 في المائة بسبب اختلاف مكان زراعته, حيث يزرع في منطقة أصفهان في إيران، مرجعاً ارتفاع أسعار الزعفران إلى قلة الإنتاج في إيران، إضافة إلى ارتفاع تكاليف زراعته.
وحول الطريقة المناسبة لتمييز الزعفران المغشوش قال تاجر الزعفران، العينة المغشوشة يتضح اختلاف ألوان الخيوط في داخلها، كما أنه عن طريق وضع عينة مغشوشة في كأس ماء ساخن سيتضح تحول الماء إلى اللون (الغامق) بعكس الزعفران الأصلي الذي يتميز باللون الفاتح، لافتاً إلى صعوبة معرفة الزبون بالعينة المغشوشة بسبب قلة خبرته في الزعفران بشكل عام.
يذكر أن الزعفران من التوابل الثمينة النادرة، فهو ملون طبيعي يستعمل لإعداد أنواع الأطعمة والحلويات، كما يستخدم في القهوة والنعناع, إلى جانب استخدامه المرتفع في إضافة نكهة مميزة ولون مختلف على وجبة الكبسة الوجبة الأكثر شعبية لدى السعوديين.
وتستخدم نبتة الزعفران منذ القدم في علاج كثير من الأمراض من خلال وضعها مع الأغذية، كما أنه مضاد للتشنج ومنبه للمعدة، شديد المفعول للأمعاء والأعصاب، ويدخل في بعض الأدوية المستخدمة لتنشيط القلب, وبعض أنواع الكحل المساعد على إزالة الغشاوة من العين.