نتفق معكم على (المصير المجهول) للوضع التنظيمي في الجهات الشرقية
بداية لا يفوتني أن أشيد بما تتناوله صحيفتكم الغراء من موضوعات ترقى إلى مستوى رسالة "الاقتصادية" ودورها التوعوي والداعم للنشاط الاقتصادي في المملكة من خلال تسليطها الأضواء على قضايا استراتيجية تمس مصلحة الوطن والمواطن، ولعل من أبرز هذه القضايا ما نشرته "الاقتصادية" في عددها الصادر يوم السبت 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 تحت عنوان (مستثمرون يتحفظون على توسعة المسجد النبوي شرقا.. فما البديل؟).
وانطلاقا من دور شركة طيبة القابضة التي انطلقت لخدمة الإنسان والتنمية بطيبة الطيبة وتشرفت بقيادة عملية التطوير العقاري في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، حيث أصبحت أكبر المطورين فيها، فقد تابعت "طيبة" ما تناولته جريدتكم الغراء حيال تلك الندوة وما أعقبها من تعليقات والتي نشرتها "الاقتصادية" في عددها رقم (5534) الصادر بتاريخ 5 كانون الأول (ديسمبر) 2008 وعددها رقم (5549) الصادر بتاريخ 20 كانون الأول (ديسمبر) 2008 وما تناولته من آراء صائبة ورؤى ثاقبة صادرة من قبل بعض الملاك والمستثمرين في المنطقة الذين ضحوا بالغالي والنفيس للاضطلاع بدورهم في تنمية تلك المنطقة، وحيث إنه ورد اسم طيبة من خلال بعض المشاركين في تلك الندوة وإيضاحا للصورة وعلى ضوء الاتصالات والاستفسارات التي تلقيناها من العديد من المستثمرين في المنطقة الذين عبروا عن رغبتهم في التحدث نيابة عنهم وانطلاقا من دور "طيبة" المشار إليه أعلاه فقط وجب على "طيبة" توضيح الصورة حول هذا الموضوع، وكذلك موضوع شراء الأرض التي أشير إليها حيث إن "طيبة" لم تشتر أرضا بهذه القيمة في تلك المنطقة.
كما أننا في "طيبة" نشد هنا على أيدي إخواننا الذين أدلوا بدلوهم في تلك الندوة ونتفق معهم بالرأي حول المصير المجهول للوضع التنظيمي في الجهة الشرقية من المنطقة المركزية والذي يعد سابقة لم تشهدها المنطقة في الماضي، وقد أربكت مسيرة الاستثمار والتنمية في المنطقة بصورة لا تمس مصالح المستثمرين والملاك فحسب وإنما تمس المصلحة العامة لأبعادها الاقتصادية والاجتماعية.
إن الهدف المرجو من التطوير هو ظهور المنطقة بصورة تشرف الجميع وتحقق المصلحة العامة وتحقق مصلحة القطاع الخاص في الوقت نفسه، الأمر الذي يتطلب دعم مسيرة التطوير بالتشجيع والتحفيز وتذليل المعوقات وتلافي معالجة المشكلات والسلبيات التي يواجهها المستثمرون للحيلولة دون هروب رؤوس الأموال والاستثمارات إلى خارج المنطقة.
إن استمرار ضبابية الرؤية المستقبلية لهذه المنطقة التي تضع المستثمرين في حيرة كما وصفها أحد المشاركين بين القرار واللا قرار، وبين التصريح بالبناء والإيقاف الشفهي، يؤدي إلى إهدار موارد وطنية بمليارات الريالات وتوسيع هوة الخلافات التعاقدية بين المستثمرين والاستشاريين والمقاولين وتراكم سلسلة من التعقيدات من الصعب حلها في غياب وجود مبررات خطية يستعين بها المستثمرون لتبرير عدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية تجاه الغير.
ومن هذا المنطلق ولما تحتمه اعتبارات المسؤولية الوطنية كأحد القيم التي التزمت بها "طيبة" منذ تأسيسها من جهة وحماية لاستثماراتها واستثمارات من رغبوا في أن تتحدث طيبة نيابة عنهم من جهة أخرى، وحداً للمعاناة والأضرار وتفاقم الخسائر التي يتعرضون لها، نناشد المقام السامي الكريم للتدخل لحسم هذا الخلاف، وإصدار قرار واضح يعالج هذا الموضوع في أسرع وقت.
سائلين الله أن يحفظ ولاة أمرنا ووطننا العزيز
عبد الكريم بن عبد العزيز العتيق
رئيس قطاع العقار والسياحة بـ "طيبة القابضة"