الأدوية الغالية والرخيصة.. اختلفت الشركات و"المفعول" ذاته!
يسري اعتقاد لدى مستهلكين أن الأدوية الأغلى سعراً هي الأكثر فعالية، لكنه اعتقاد خاطئ وفقاً لما تحدث به عدد من الصيادلة إلى "الاقتصادية"، وقالوا إن أنواع الأدوية كثيرة، والشركات التي تنتجها مختلفة، وهذا ينعكس على السعر، في حين أن فعالية الدواء واحدة.
يوضح الصيدلي حسنين عبد ربه لـ"الاقتصادية" أن غالبية الذين يرغبون في خفض السعر تكون ظروفهم المادية صعبة، أو أن الصدفة تلعب دوراً في اكتشافهم لهذا الأمر، مشيراً إلى أن البعض لا يكون لديهم مال كافِ لشراء الدواء، فيضطر الصيدلي إلى استبدال الدواء الغالي بدواء رخيص له المفعول والتكوين نفسه، وهو ما يجعل المستهلك أو المريض يشك في الأمر ولا تعود إليه الثقة إلا بعد أن يبين له بأن الأدوية كلها تؤدي إلى المفعول ذاته، مضيفاً: "ليس هناك دواء تقليد وآخر أصلي، والأدوية الأوروبية هي الأغلى سعراً، بينما هناك أدوية سعودية، مصرية، أردنية، وسورية وغيرها من الأدوية العربية لها القوة والمفعول ذاته". وقال: "غالبية المرضى أو من الذين يشترون الدواء لا يدركون هذا الأمر ويعتقدون أن الدواء الأغلى هو الدواء الفعال والأكثر فائدة، ولذلك يشترونه ولو كلفهم الأمر الكثير من المال، رغم أن المفعول واحد".
#2#
من جانبه، أعرب الصيدلي مرتضى عبد الغفار عن أسفه للتصرفات التي يقدم عليها بعض الأطباء، قائلاً: "هناك نوع من الدواء يبلغ سعره 99 ريالا ونحن في الصيدلية نستبدله للمريض بدواء آخر لا يتجاوز سعره 12 ريالا فقط، وهو يؤدي الغرض نفسه، إضافة إلى ذلك فإن الطبيب الذي كتب الوصفة للمريض يدرك هذا الأمر، لكننا نفاجأ بأن الطبيب يثور غضباً ويدخل معنا في مهاترات ويصر على صرف ذلك الدواء بعينه وهو ما يجعلنا نشعر بالحرج الشديد, حيث يتهمنا الطبيب أمام المستهلك بالجهل". ويذكر: "بعض الأطباء يحصلون على هدايا وأدوية مجانية من الشركات مقابل الترويج لهذه الشركة أو تلك"، موضحاً أن الأدوية كلها تؤدي المفعول نفسه ولا فارق بينها إلا في التصنيع.
مستطرداً: "بعض المرضى اعتاد تناول دواء معين ويجد أنه استفاد منه، وبالتالي يرفض تبديل الدواء بدواء آخر، لذلك يحمل العينة ويعرضها للصيدلي مطالباً بمثيلها، ولا يقبل إلا بمثلها. البعض يتفهم أن هذا الدواء هو الدواء الآخر نفسه والفارق في الشركة المصنعة".
ويرى أن الصيدلي لا يمكن أن يغامر بحياة الشخص من أجل تحقيق الكسب المادي ومن مصلحة الصيدلي أن يبيع الدواء الأغلى ثمناً حتى تكون المكاسب أكبر، "علينا أن نعمل ما في وسعنا لمساعدة المريض أو طالب الدواء بقدر المستطاع خاصة أولئك الذين تكون ظروفهم المادية صعبة".
ويشير إلى أن الأطباء الذين يصرون على دواء معين فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكونوا قد حصلوا على مقابل مادي على شكل هدايا أو أدوية، بل إن ذلك سببه أن الطبيب مقتنع بما يصفه للمريض ويثق بذلك النوع من الدواء، وبعضهم يتفهم الأمر ويسمح بتغيير الدواء بعد أن يدرك أنه يؤدي المفعول ذاته، والبعض الآخر يصر على أن يتم صرف الدواء نفسه، مشيراً إلى أن الدواء سلعة استهلاكية مثلها مثل غيرها إلا أن لها أهمية أكبر من بقية السلع كونها ترتبط بصحة المريض، وقال إن الصيدليات التي تحاول الترويج وبيع الأدوية الأرخص ثمنا هي التي تشهد إقبالاً كبيراً من المرضى أو ممن يشترون الأدوية، ويصفونها بالصيدلية الجيدة كونها تقدم أدوية جيدة وأسعارا أقل من الصيدليات الأخرى.