مكة: الطرقات باعة الاشارات لا يهابون الجهات الرسمية

مكة: الطرقات باعة الاشارات لا يهابون الجهات الرسمية

مكة: الطرقات باعة الاشارات  لا يهابون الجهات الرسمية
مكة: الطرقات باعة الاشارات  لا يهابون الجهات الرسمية
مكة: الطرقات باعة الاشارات  لا يهابون الجهات الرسمية

سواك, عطورات, عقود من الورد, قوارير الماء, منتجات إفريقية لا يعرف مصدرها, علب مناديل, وقطع لبان (العلكة), كلها سلع بمجرد سماع أسمائها سيتبادر إلى ذهنك أنها موجودة في أحد المتاجر الكبرى ومعروض عليها أسعار مخفضة, ولكن الحقيقة تقول إن تلك السلع هي ما يقوم بعض المقيمين في السعودية ببيعها عند إشارات المرور وكأن لسان الحال يقول لقد أصبحت شوارعنا "هيبرات" يباع فيها كل ما لذ وطاب، أو بمعنى آخر قل إنها عمليات تسول ولكن بطريقة "دبلوماسية".
إن ظاهرة البيع عند نقاط إشارات المرور هو ما يميز الطرق في مكة المكرمة, ونادرا ما نسمع أو نشاهد أن هناك إشارات مرور في دول أخرى يتجول بين ثنايا المركبات فيها أطفال أو صبايا يقومون ببيع تلك السلع.

#2#

كانت في بداية نشوء هذه الظاهرة تعتمد على المجهودات الفردية, ولكن أخيرا أصبحت تشكل مناطق توزع بين تكتلات يقيمها هؤلاء الأجانب غير آبهين بالعقوبات التي قد تطالهم, فعمدوا إلى تشكيل فرق منظمة يقومون بتوزيع أفرادها على مناطق محددة متفق عليها من قبل رؤساء تلك الفرق الذين ما إن يبلج نور الصباح حتى يقوموا بتوزيعهم في الطرقات الخاصة بكل فرقة, ومن ثم العودة في المساء لتجميعهم وتحصيل مدخولات الأفراد وإعطاؤهم إكراميات على بيعهم سلعهم.
وأصبحت الإشارات المرورية التي تقع على مداخل منطقة مكة المكرمة من أثمن وأغلى المناطق التي يستطيع الباعة الجائلون بيع سلعهم فيها وفي وقت قياسي نظرا لما تمثله العاصمة المقدسة من مواسم تزدهر فيها الحركة السكانية القادمة من الخارج مثل مواسم الحج والعمرة وموسم شهر رمضان المبارك, فيتمركز الباعة وبكثافة عند تلك الإشارات المرورية, مما جعل هذه المظاهر غير حضارية, وتعكس الوجه الآخر لجمالية العاصمة المقدسة.

#3#

الكثير من الحوادث المرورية التي تحدث عند إشارات المرور يكون ضحيتها أطفال امتهنوا البيع في هذه الأماكن الخطرة من جراء تسابق السيارات بتجاوز الإشارات المرورية, وقد سجلت الإحصاءات المرورية الكثير من حوادث الدهس والتي يكون أعمار ضحاياها لا تتجاوز العشر سنوات فقط.
الجهات المعنية تحاول جاهدة ومن خلال تكثيفها للجولات الميدانية من قبل دوريات سريه أو لجان تجوب الشوارع في القضاء على هذه الظاهرة ولكن الملاحظ أن تواجد هؤلاء الباعة يزداد يوما بعد يوم.
وتلعب الأجواء المناخية دورا مهما في عملية البيع لدى هؤلاء الباعة فعند اشتداد سخونة الجو أثناء فترة الصيف يكثر بيع الماء حيث تعتبر السلعة الرائجة في هذا الوقت, بينما عندما يبدأ فصل الشتاء تتغير سلعة الماء وتحل مكانها سلع أخرى على حسب رغبات المشترين, أمثال عقود الورد, وبيع المكسرات, والحلويات.
ويقول المهندس مصطفى عيد مدير إدارة الأسواق في الإدارة العامة لصحة البيئة التابعة لأمانة العاصمة المقدسة، "إن هذه الظاهرة موجودة ولا أحد ينكر وجودها, ولكن جهود صحة البيئة تقتصر على القيام بجولات فجائية نقوم من خلالها بمصادرة تلك السلع فقط دون المساس بهم والقبض عليهم لأنه ليس من مسؤولياتنا القبض على هؤلاء الباعة".
وأبان عيد أن هؤلاء الباعة لا يكترثون بنا ولا يبالون بخطورة الوضع حيث إنه وبمجرد ظهور اللجنة يقومون بتسليمهم البضاعة عند عدم استطاعتهم الهرب بها دون الخوف من اللجنة.
وأضاف أن هذه السلع التي تباع عند إشارات المرور تكون في الأغلب ملوثة وذلك بفضل تعرضها لملوثات الجو التي من أهمها عوادم المركبات مما يجعلها خطرة صحيا مثل السواك الذي يكون مكشوفا, وكذلك قوارير الماء التي تتعرض لأشعة الشمس مما يؤدي إلى فسادها.
وأشار مدير إدارة الأسواق في صحة بيئة مكة المكرمة إلى أنه يتم تشكيل فرق ميدانية تقوم على مدار الشهر بجولات ميدانية يتم خلالها مصادرة الكثير من تلك السلع, بالإضافة إلى إعداد تقرير توضح فيه جهود إدارة صحة البيئة في القضاء على هذه الظاهرة السلبية التي تشوه العاصمة المقدسة.
وطالب عيد أن تكون هناك جهود مضاعفة من قبل جوازات منطقة العاصمة المقدسة التي تعتبر الجهة القادرة في القضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية.
من جهته، أفاد العقيد عائض اللقماني مدير إدارة جوازات العاصمة المقدسة أن هناك حملات دائمة تقوم بها إدارة الجوازات داخل جنبات مكة المكرمة خصوصا تلك الطرقات التي يكثر فيها تواجد المخالفين لنظام الإقامة, والذين يقومون بالبيع غير النظامي, حيث يتم تسليمهم بعد القبض عليهم إلى إدارة الترحيل تمهيدا لإنهاء إجراءات سفرهم إلى بلدانهم.
وأبان اللقماني أن هذه الظاهر تكثر وبشكل ملحوظ بعد انقضاء موسم الحج وتتزايد بشكل اعتيادي في المواسم الأخرى مثل موسم العمرة وموسم شهر رمضان, مما يحتم علينا تكثيف الجولات الميدانية من خلال دوريات سرية تساهم في القبض على هؤلاء الباعة المخالفين للأنظمة والاشتراطات.
وأضاف مدير إدارة جوازات العاصمة المقدسة أن هناك خطة جديدة وآلية ستفعل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة تهدف إلى تكثيف جهود الجوازات في القضاء على هذه الظاهرة السلبية.
وكشفت إحصائية صادرة من إدارة جوازات العاصمة المقدسة أن عدد الذين تم القبض عليهم من الباعة الجائلين عند إشارات المرور والميادين العامة بلغ 3655 شخصا, بالإضافة إلى أكثر من 377 متسولا في ميادين الإشارات المرورية وأمام المساجد.

الأكثر قراءة