بعد الصراع الفضائي.. لم يتبق من دورة الخليج سوى اسمها!

بعد الصراع الفضائي.. لم يتبق من دورة الخليج سوى اسمها!

كعادتنا نوجه أصابع الاتهام دائماً إلى كل منظمة كروية،  أو مؤسسة رياضيه عالمية، ونصفها بتزييف الحقائق، ما لم تضع هذه المنظمات رياضتنا الكروية على هرم تصنيف الكرة العربية.
خرج الدوري السعودي من قائمة أفضل دوري عربي التي يتصدرها الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء, والذي يعتمد في تصنيفه على عاملين رئيسين, هما: مدى قوة المنافسة على لقب البطولة من بين أكثر من ناد، إضافة إلى تحقيق الأندية لنتائج جيدة خلال مشوارها في البطولات القارية.
منذ سنوات ليست بالقصيرة,  لم نر فيها أفراح لاعبي منتخباتنا الوطنية تزين الصفحات الإلكترونية في موقع "فيفا"، أو الاتحاد الآسيوي وهم حاملون الكؤوس القارية, وما أن تقلع الطائرة الخاصة المقلة بالنادي الفلاني, حتى تعود صباح الغد بخروج مرير من الدور الأول للمسابقات الآسيوية.
وقد آن الأوان لنا كي نستوعب هذه الحقيقة المرة، ومواجهتها بمنأى عن العاطفة بدلاً من التشكيك والهروب من الواقع الأليم، ولعل ما ذكره المدرب حسن شحاته خير كلام في وصفه للكرة السعودية عندما ذكر أن أبرز مشكلات الكرة السعودية هي التركيز على تأمين النواحي المادية في نظام الاحتراف دون النظر إلى الجوانب الأخرى.
وإذا نظرنا إلى الدوري السعودي, سنجد قمة الإثارة والمنافسة الشرسة الساخنة خارج المستطيل الأخضر, تحديداً في تصاريح الإداريين التي ما فتئت توزع التهم جزافا، والمهاترات على شاشات القنوات الفضائية، والبرامج الحوارية وأعمدة الكتاب التي تشحن الجماهير وتغذيهم بالتعصب. أهذا هو الدوري الأقوى عربيا؟

* ركلات ترجيحية
 
خاض منتخب الكويتي مباراته الافتتاحية  في خليجي 19 بتكتيك عال جداً نجح فيه مدربه الوطني محمد إبراهيم في توظيف اللاعبين بدرجة امتياز، وكان قاب قوسين أو أدنى من الخروج بنتيجة إيجابية للغاية.
مثل هذه الخطط الكروية قلما نشاهدها في مباريات منتخبنا الدولية.
 
- لم يبق من دورة الخليج إلا مسماها, وقد يتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه، فالصراع الفضائي حول النقل التلفزيوني ألقى بظلاله على المدرجات كافة، وقد يتسبب في تفرقة الخليجيين فيما بعد, والأمر يدعو إلى التدخل في ذلك، ووضع الأمور في نصابها الصحيح لما يهدف إليه التجمع الخليجي.
أيضا أضحت دورة الخليج تقوم بدور مساهم في تطوير الحكام واللاعبين الأجانب!.
 - تمريرة بالكعب, تثبيت الكرة بالصدر، أو هدف حاسم في مرمى المنافس, هذه من أبرز الشروط لانضمام أي لاعب إلى المنتخب الوطني!. حيث كثرة التغييرات والإحلال وعدم الثبات على تشكيلة معينة, أفقدت المنتخب هيبته وهويته.
- المدربون الوطنيون أمثال المصري حسن شحاته والتركي فاتح تريم وصلوا إلى العالمية، وكسبوا احترام وإعجاب الجميع، وذلك لاعتمادهم بشكل كبير على الروح القتالية وصنع شخصية قوية للمنتخب تهابه الخصوم! 
 
- يفترض على قائد منتخبنا الوطني أن يلعب دور القائد بشكل أكثر جدية, وأن يتفاعل مع زملائه مطالباً إياهم باليقظة والحذر والتوجيه سواء بالتقدم أو بالتراجع لأنه عين المدرب في الملعب.
 
- العراق واليمن أصبحا بوابة عبور للمنتخبات الأخرى في التأهل وحصد الترشيحات المبكرة, وأعتقد أن محطة المنتخب العماني ستتوقف في دور الـ16 كونه يفتقد شخصية البطل، وتدفعه الجماهير للعب كرة هجومية, تاركين الثغرات في منطقة الدفاع، أما منتخب الكويت فهو الأكثر إقناعاً وأتوقع أنه سيكون طرفاً في المباراة النهائية.

عبد الله العسكر
[email protected]

الأكثر قراءة