نادي الانطلاق:عندما لا يكون لك من اسمك نصيب!

نادي الانطلاق:عندما لا يكون لك من اسمك نصيب!

نادي الانطلاق:عندما لا يكون لك من اسمك نصيب!
نادي الانطلاق:عندما لا يكون لك من اسمك نصيب!
نادي الانطلاق:عندما لا يكون لك من اسمك نصيب!
نادي الانطلاق:عندما لا يكون لك من اسمك نصيب!
نادي الانطلاق:عندما لا يكون لك من اسمك نصيب!

مقدمة:
تواصل "الاقتصادية 2" من خلال محرريها في مختلف المناطق طرق القضية الريا ضية الشائكة التي تتعلق بضعف إمكانيات الأندية الصغيرة، وعجزها عن رفد الرياضة السعودية بالمواهب الشابة، بسبب مشكلات مالية وإدارية واضحة. وتطرقنا الأسبوع الماضي إلى ناديين الأول الغوطة من الشمال السعودي وتحديدا من حائل، والآخر نادي بيش من الجنوب السعودي وتحديدا من منطقة جازان، حيث أظهر الاستطلاع تردي أوضاع هذه الأندية التي يتجاوز عددها 120 ناديا من بين 153 ناديا هي جميع أندية المملكة.
اليوم تتجه بوصلة "الاقتصادية 2" من خلال تقرير للزميل فيصل الدغمامي شمالا وتحديدا إلى منطقة الجوف، حيث عاصمتها الإدارية سكاكا، هناك يقبع أحد الأمثلة من خلال نادي "الانطلاق"، والذي يبدو أنه ليس له من اسمه نصيب. دخلنا فيه فخرجنا بحصيلة، ربما لا تفاجئكم، لكنها بالتأكيد ستثير فيكم الشفقة على ثلة من الشباب يرتادون النادي ويطمحون من خلاله إلى خدمة بلادهم. هنا في مقر النادي يمكن أن تسمي غرفة الأدوات الرياضية "الحديد" أي اسم إلا أنها غرفة تصلح للتدريب. كل شيء هنا يتحدث بصمت. فاقروا وتمعنوا الصور .. وارفعوا أيديكم بالدعاء ليفرج الله كرب الأندية الصغيرة .. إلى التفاصيل:

يبدو النادي الصغير القابع في جنوب مدينة سكاكا والمعروف باسم " الانطلاق " جزءا من الوجه الشاحب للرياضة السعودية عامة ورياضة الجوف على وجه الخصوص , ذلك النادي ما إن تضع قدميك على أول عتبة للدخول فيه حتى يتصور في ذهنك المدى الهزيل لإمكانات النادي وشح موارده المالية التي باتت تأتي من شبه العدم, الانطلاق الذي بات متوقفا مشلول الأطراف غير قادر على الانطلاق نحو الإنجازات والبطولات والسبب يعود لقلة الدعم من (الرئاسة العامة لرعاية الشباب ), هذا النادي بسبب المباني المتهالكة (الملصمقة) لم يعد قادرا على إقامة معسكرات أو اجتماعات , يعني بالمختصر النادي بكامله (غرفتان .. وصالة).
يعد نادي الانطلاق الرياضي في ضاحية قارا في الجوف حلقة واحدة من سلسلة متهالكة تعرف بالأندية الصغيرة جميعها واقفة على حافة الموت الرياضي بالرغم من المحاولات المستميتة من المتطوعين أو ما يعرفون بـ (أبناء النادي) ولكن إلى متى وكم يوما سيعيش هذا النادي؟ ومن صاحب مصلحة قتل الأندية الصغيرة في مهدها؟

#2#

* إعانة الرئاسة .. تحتاج إلى إعانة!
بعد إن أوقفت الميزانية السنوية قبل عشر سنوات بات نادي الانطلاق يعتمد بالكامل على الإعانة المقطوعة والمقدرة بـ (125 ألف ريال) سنويا التي بالكاد لا تسد الرمق لهذا النادي في الوقت الذي تعيش المملكة فيه أبهى سنواتها من حيث الازدهار الاقتصادي والطفرة التنموية الملحوظة , هل تعلم (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) أن نادي الانطلاق يعاني ديونا تزيد على 300 ألف ريال ولو جد النادي في تسديد ديونه والمستحقات المتراكمة علية بأنه من باب أولى أن يغلق أبوابه لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات متتالية!
هذا النادي الصغير المنزوي جنوب مدينة "سكاكا" لا يملك الحد الأدنى من البنية التحتية بسبب عدم وجود الداعم الرئيس لإحياء رفات النادي المتهالكة, ملعب واحد يمثل الحد الأدنى من مقاس الملاعب القانونية (90 X 65 ) لكل الفئات (درجة أولى , شباب , ناشئون ) ولكل الألعاب وحتى تمارين اللياقة.

#3#

كما يعاني (الانطلاق المتوقف) عدم وجود أسوار تحكم النادي, فهو دائما مشرعاً وفي كل الأوقات والتي أصبحت مشكلة تسويره إحدى أبرز المشكلات التي يعجز النادي بسبب قلة الموارد عن حلها, حيث يحتاج إلى مبالغ مالية لا تتوافر لدى النادي.
يقول درعان الدرعان, رئيس النادي قابلت الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام وعرضت علية مشكلة تسوير النادي فاستجاب للموضوع وتكفل بإدراج مشروع أسوار النادي ضمن الميزانية الماضية, ولكن مع الأسف لم نر شيئا حتى اللحظة بل إن الشؤون الهندسية في الرئاسة جاءت بخطاب محبط للنادي ومنسوبيه, حيث طلبت من النادي الانتظار لأن نظام العمل لديهم بـ (السرى) بمعنى حسب أولوية التقديم, وأضاف الدرعان, نحن في النادي لا نملك سوى ملعب واحد, فعندما يكون هناك ضغط كبير على الملعب نخاطب كلية التربية في الجوف لإقامة تدريباتنا على ملاعبها, وطالب الدرعان الرئاسة العامة لرعاية الشباب بأن تلتفت بجدية لناديه خصوصا وجميع الأندية الصغيرة عموما ودعمها حتى تستطيع أن تبني جيلا رياضيا جديدا قادرا على الوفاء بمتطلبات الرياضة الحديثة.

#4#

* الاستثمار في الأندية الصغيرة .. مشروع آيل للسقوط!
حينما نقرأ أو نسمع مصطلح "الاستثمار" نعتقد ونجزم أن الأندية الصغيرة تبالغ في طرح مشاكلها والصعوبات التي يواجهونها, إلا أن نادي الانطلاق نموذج للأندية التي لم تستطع أن تعبر نفق الاستثمار بسبب الكثير من العوائق التي تحد الاستثمارات في أراضي ومنشآت النادي إلى درجة اللاشيء والعدم.
مساعد النبط , أحد المسؤولين في النادي, ذكر , حاولنا كثيرا استثمار أرض أم النادي إلا أن البلدية ترفض لتعارض استثمار النادي مع الأنشطة الاستثمارية للبلدية, وأضاف, الرئاسة العامة لرعاية الشباب تضع شرطا غير مقبول ومرفوض تماما عند المستثمرين وهو عشر سنوات كحد أقصى للاستثمار وهو ما يرفضه المستثمرون على اعتبار المدة غير كافية للمشروع, وأشار النبط, إلى أنه لا بد أن ترفع الرئاسة مدة الاستثمار إلى 20 سنة للأندية الصغيرة لتشجيع المستثمرين على القدوم إليها والاستثمار فيها.

#5#

* الانطلاق : غرفتان .. وصالة!
أثناء جولتي في ردهات النادي , دخلت من ذاك الباب أو دعوني أسميه السياج الحديدي وأول ما لفت انتباهي تلك الحديدة الملقاة في منتصف الملعب تقدمت لها وإذا هي (رشاش) تقليدي وبدائي جدا لسقي زرع الملعب الذي يبدو باهت اللون كما هو النادي تماما , ثم تقدمت نحو المرمى على الرغم من أنني لست لاعبا ولا أريد تسجيل هدفالأنني ببساطة تقدمت بلا كرة فقط كانت كرتي هي (كاميرتي) التي التقطت بها صوراً ربما ستكون هي الهدف الأغلى بالنسبة لي وللنادي.
الحقيقة كل شيء هناك في ذلك النادي يستحق أن نفرد له موضوعا بذاته , أسلاك مكشوفة , مخلفات مكاتب , أخشاب , مخلفات أدوات رياضية , قطع حديدية , وحتى آلات متهرئة!
ولكن قبل هذا كله وقبل دخولي من ذلك الباب شاهدت تلك السيارة القديمة تالفة بجانب الباب , بفضولي الصحافي سألت عنها وذكر لي ثامر الرضيان , أحد منسوبي النادي , أنها أول سيارة يتملكها النادي عمرها يزيد على 30 عاما , يقول عنها الانطلاقيون من باب الفكاهة (إنها هي الوحيدة الباقية التي عاصرت أبناء النادي منذ التأسيس وحتى الآن).

* الانطلاق .. هدف واحد لكي أبقى!
منذ لحظة تأسيسه يبقى نادي الانطلاق الرياضي في الجوف من الأندية القليلة التي لم يؤسس فيها مجلس لأعضاء الشرف, والسبب يعود لقلة الإمكانات التي لا تكون مغرية للدعم من قبل الأعضاء الذي لم يأتوا حتى اللحظة.
ولكن , كما هو الحال تبقى صرخة هذا النادي الشاحب مدوية ولكن بلا صوت , فهو يئن من الوجع بصمت, هل ستأتي الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتقدم يدها وعونها لهذا النادي, وترى أكثر من عشرة آلاف شاب يقطنون الضاحية نفسها التي يمثلها هذا النادي؟
سأترك سؤالاً كبيرا بحجم هذا السؤال, ولأنني أثق بالرد من قبل أحد المسؤولين في الرئاسة سأصمت حتى حين.

الأكثر قراءة