ساعات اليد "الماركة" تحتفظ بزبائنها رغم التقليد

ساعات اليد "الماركة" تحتفظ بزبائنها رغم التقليد
ساعات اليد "الماركة" تحتفظ بزبائنها رغم التقليد

لم يعد أحد بحاجة إلى ساعة لمعرفة الوقت، فقد أصبحت أجهزة الجوال تقوم بهذا الأمر، وتشير إلى الوقت، ولكن هناك من أدمن ارتداء الساعات خاصة الثمينة منها لتزين معصمه ويعرف بها الوقت، وهؤلاء يشعرون بشيء ينقصهم ما لم تكن ساعته في معصمه ينظر إليها بين الحين والآخر.
يرى المواطن محسن المالكي أن هذا الأمر لم يعد ذو أهمية، فقد أصبح بالإمكان معرفة الوقت بأيسر الطرق وأسهلها منها جهاز الجوال التي حلت محل الساعة اليدوية في معرفة الوقت، وأيضا المنزلية (المنبهة) فجهاز الجوال منبها ويمكن ضبطه على أي توقيت، مشيرا إلى أن الساعة اليدوية يمكن شراؤها بسهولة ويسر، وهناك الكثير منها التي لا يتجاوز سعرها عشرة ريالات، وهي منتشرة في الأسواق بكثرة خاصة في حي البطحاء والأماكن الشعبية في مدينة الرياض، ويبيعونها على ناصية الشارع، وفي اعتقادي أن مثل هذا الأمر لم يعد يشكل أهمية للمستهلك، فالساعات المقلدة لم يعد لها قبول رغم تدني أسعارها، لكن الأمر يختلف خاصة إذا كان الهدف هو البحث عن الساعات الثمينة والباهظة التكاليف من الماركات المشهورة، فهذا أمر مرهون بطبيعة كل شخص خاصة الشخصيات الاجتماعية من المسؤولين والتجار ورجال المال والأعمال من الذين لا تفارق الساعات الباهظة الثمن معاصمهم.

#2#

من جانبه، يقول أحمد السعدي ( بائع ساعات ) إنه لم يعد هناك إقبال على شراء الساعات على الرغم من أن الشركات تحاول إيجاد ساعات أنيقة وجميلة وبأسعار رمزية، فقد انتفت الحاجة إليها، ولكن هناك من يشتري كميات من الساعات اليدوية الرخيصة، خاصة المقيمين الراغبين في قضاء إجازتهم في أوطانهم، فهم يشترونها، نظرا لتدني أسعارها من أجل تقديمها كهدية إلى الأصدقاء والمعارف ولأفراد أسرتهم عند عودتهم إلى بلدانهم والحقيقة أنها لم تعد تجارة مربحة، لسببين: الأول عدم الحاجة إليها بعد ظهور أجهزة الجوال التي تبين الوقت، والثاني أن أرباحها قليلة ولا تساوي الجهد المبذول للترويج لها .
فيما يعتبر عبد الباسط القويعي (عامل في إحدى محال الساعات المشهورة) أن سوق الساعات ذات الماركات العالمية لا يزال رائجا، ويلقى قبولا كبيرا، خاصة من التجار ورجال الأعمال الذين يتفاخرون بارتداء هذه الساعة أو تلك، بل إن الكثيرين منهم يعتبرون أن تقديم ساعة ثمينة كهدية هو أمر مبهج، وما يزال كثير من رجال الأعمال ينظرون إلى هذا الأمر باهتمام بالغ، بل إن البعض منهم يطلبون مواصفات محددة للساعات التي يرغبون في شرائها، وهو ما تقوم الشركة أو الماركة بتنفيذها لهم طالما أن ذلك يحقق لهم ربحا ماديا، مؤكدا أن الساعات ذات الماركات الشهيرة أثبتت جدارتها وتفوقها، وأنه لا يصح إلا الصحيح، فقد أزاحت تلك الساعات المقلدة التي كانت في الشوارع وبكميات هائلة، حتى إنه أصبح بالامكان شراء تلك الساعات المقلدة بالوزن، وليس بالعدد، وهو ما أسهم في ازدرائها والنظر إلى تلك الساعات المقلدة بسخرية ولا مبالاة من قبل المستهلكين أنفسهم.
من جانبه، يعتقد محمد الرميحي أن أبرز الأمور التي أسهمت في اندثار الساعات اليدوية وعدم الحاجة إليها هو أنها أصبحت غثاء كغثاء السيل، فهي منتشرة في كل مكان، ولم تعد تتحمل أدنى تأثير، بمعنى أنها سريعة العطب، وهو ما يدفع بالمستهلك للملل منها وعدم العودة الى شرائها رغم أنها رخيصة الثمن، وبأسعار متدنية للغاية، مشيرا إلى أن البعض يعتبر أن الساعات ذات الماركات العالمية لا يزال لديها القبول، خاصة أن لديها زبائنها الذين لا يفرطون في نوع الساعات اليدوية التي تزين معاصمهم مؤكدا أن بعض تلك الساعات يتجاوز سعرها الـ 100 ألف ريال خاصة حين تكون بحسب طلب الزبون.
ويعرب البائع ماجد بن حسان (يمني) عن أسفه لتلاشي أهمية تلك الساعات التي كانت – إلى وقت قريب - تحقق لمن يتولى بيعها وترويجها مكاسب ممتازة ويضيف: "منظر تلك الساعات وهي مرمية بكميات هائلة في حي البطحاء وفي مختلف أسواق الرياض ورخص ثمنها جعل المستهلك يعرض عنها ولا يلتفت إليها"، مشيرا إلى أن بعض الساعات المقلدة لا يتجاوز سعرها خمسة ريالات، ومع ذلك لا يوجد زبائن يشترونها باستثناء بعض أبناء الجاليات الهندية أو البنجالية أو الباكستانية، وهم قلة قليلة.

الأكثر قراءة