بائعو المساويك.. "الجمعة" يساوي أيام الأسبوع!

بائعو المساويك.. "الجمعة" يساوي أيام الأسبوع!

الغيث المنهمر يبدأ بقطرة، هذا هو الشعار الذي يتخذه بائعو المساوك لتحقيق دخل لا بأس به من خلال بيعهم تلك الأعواد المأخوذة من شجرة الآراك، ومخارج المساجد هي سوقهم الدائم الذي يعرضون فيه بضاعتهم، وغالبية من يبيعون تلك السلعة هم من المقيمين إن لم يكن جلهم فهل هي فعلا مجدية ومربحة؟
يقول مبارك أحمد (مقيم يمني) يبلغ من العمر 14 عاما - إن ظروف عائلته الصعبة دفعته - بعد إعاقة والده – إلى ممارسة ذلك العمل خاصة وأنه لايحتاج إلى جهد شاق وكثير عناء، مضيفا أن كثيرا من المصلين يشترون منه المساوك وبكميات كبيرة، معتقدا أن غالبيتهم يفعلون ذلك من باب المساعدة ومد يد المساعدة له، مشيرا إلى أن كثيرا من أبناء الحي شجعوه على ذلك العمل والاستمرار فيه بدلا من التسول في الجولات وأمام المساجد أنه سوف يستمر في ذلك العمل الذي يحقق له دخلا لابأس به يساعد في مصاريف المنزل ودفع الإيجار، إضافة إلى ذلك فبيع المساوك لا يعيقه عن الاستمرار في دراسته.
من جانبه، يقول فخر الدين (مسن باكستاني) إن أفضل المبيعات والأرباح التي يحققها هي يوم الجمعة، ويقول إن دخله يتجاوز في بعض الأحيان السبعين ريالا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعينه في مصاريفه حين يكون عاطلا عن العمل.
فيما يشير عبد المحسن الحمادي (تاجر جملة) إنه يبيع تلك المساويك غير جاهزة للمقيمين وبسعر زهيد لا يتجاوز بضع هللات، مشيرا إلى أن المقيم هو الذي يتولى تقشير المسواك وإعداده للاستخدام وهو أمر سهل، منوها بأنه يعطي للبعض ممن يثق فيهم كمية دون أن يأخذ منهم النقود ويتعهدون له بدفع القيمة بعد بيعها، مؤكدا إنه يرفض استرجاع المساوك التي لم يتمكن المقيم من بيعها، ويضيف : "البعض منهم يبيع بين الحين والآخر أو في أيام الجمعة فقط، لكن كثيرا منهم، وبعد أن وجد دخلا جيدا اتخذوها مهنة لهم، وإذا كان البائع نشيطا وانتهز فرصة التواجد في المساجد التي يكون فيها الزحام شديدا، في كل أوقات الصلوات، فإنه يحقق دخلا جيدا، وإذا تم جمعه فإنه يشكل راتبا شهريا لا بأس به، بل يمكن القول إنه راتب جيد مقارنة ببعض الرواتب الهزيلة التي يحصل عليها كثير من العمال".

الأكثر قراءة