البلوغ المبكر لدى الفتيات تساؤلات عديدة
البلوغ مرحلة بالغة الأهمية تمر بها كل فتاة، وتشمل مجموعة من التغيرات النفسية والجسدية، حيث تنتقل الفتاة من مرحلة الطفولة |إلى النضج الأنثوي. وتتساءل كثير من الأمهات عن السن المناسبة لبدء تلك المرحلة، كما تحار فيما يتعلق بكيفية ملاحظة ابنتها خلال تلك الفترة المهمة، وكيفية التمييز بين المتغيرات الطبيعية لمساعدة ابنتها في حال وجود أي أعراض تستدعي استشارة الطبيب المختص.
وتلك بعض الأسئلة التي تعرض لنا في عيادة الغدد الصماء للأطفال:
س1: ما السن الطبيعية لبداية البلوغ لدى الفتاة؟
ج: البلوغ يبدأ عادة لدى الفتيات بعد سن التاسعة، وفي بعض الحالات يبدأ في سن الثامنة ويعد أيضاً مسألة طبيعية، وتكون بدايته في معظم الأحيان على هيئة نمو حجم الثديين. ومن الطبيعي أن ينمو ثدي أكثر من الآخر في البداية. وفي نسبة أقل يبدأ البلوغ لدى الفتاة بظهور شعيرات في منطقة العانة وتحت الإبط.
س2: هل هناك سبب لحدوث حالات البلوغ المبكر لدى الفتيات؟
ج: البلوغ المبكر شائع أكثر لدى الفتيات مقارنة بالذكور، وفي معظم الأحيان يكون كبر حجم الثديين مسألة لا تحتاج إلى علاج، حيث إنها تكون مؤقتة ولا تشكل بلوغاً مبكراً حقيقياً ويتضح الفرق بين الحالتين عند مناظرة الطبيب وإجراء الفحوص اللازمة.
أما النسبة الأقل وهي حالات البلوغ المبكر الحقيقي فيتم تشخيصها عن طريق الفحص والتحاليل والإشعاعات اللازمة، وتحتاج إلى العلاج المناسب في مرحلة مبكرة قبل أن تؤدي إلى تأثيرات سلبية.
ويجب الأخذ في الحسبان أن بعض الحالات قد تكون نتيجة لوجود أورام في الغدة النخامية أو في الحوض وهنا يجب الإسراع بالتشخيص والعلاج اللازمين.
ومن الملحوظ ازدياد عدد حالات الفتيات المصابات بالبلوغ المبكر في الآونة الأخيرة مما يعكس زيادة نسبة استخدام المواد الكيميائية أو الهرمونات في الأغذية التي تتناولها أو الزراعات أو البيئة المحيطة بنا، إضافة إلى ارتباط السمنة والوزن الزائد بالبلوغ المبكر لدى الفتيات.
س3: ما الآثار المترتبة على حدوث تلك الحالات ؟
ج: للبلوغ المبكر عدة تأثيرات، منها التأثير العضوي أو النفسي.
أما عن التأثيرات العضوية فتتمثل في المعاناة من قصر القامة عند نهاية مرحلة البلوغ، حيث إن الطفلة تبدأ في زيادة النمو والطول في مرحلة مبكرة مع الانتهاء إلى قامة قصيرة عند نهاية مرحلة البلوغ.
وهناك الأثر النفسي لدى الطفلة حيث إنها تكون غير مؤهلة لتلك التغيرات وتلاحظ اختلافها عن أقرانها ممن هن في العمر نفسه.
س4: ما العلاج اللازم لمثل تلك الحالات ؟
ج: في معظم الأحيان تتم متابعة الحالات بعد استبعاد الأسباب العضوية.
أما الفتيات اللاتي يحتجن إلى علاج فيتم اختيار ما يلائم كل حالة بناء على التشخيص، فإذا ثبت وجود ورم في الغدة النخامية يتم التعامل معه عن طريق الجراحة أو العلاجات البديلة للجراحة مثل الجاما نايف أو الليزر.
ويتم علاج حالات البلوغ المبكر باستخدام الحقن الشهرية بانتظام وتحت إشراف الطبيب اختصاصي الغدد الصماء حتى يصل الطفل إلى السن المناسبة للبلوغ، وعندها يتم إيقاف العلاج مع استمرارية المتابعة.
س5: هل توجد مراكز متخصصة لعلاج حالات البلوغ المبكر ؟
ج: هناك مراكز متخصصة في تشخيص وعلاج حالات البلوغ المبكر بمراكز وعيادات الغدد الصماء للأطفال، وهذه الخدمة متوافرة في مستشفى المواساة في الدمام.
س6: هل يوجد ارتباط بين السمنة والبلوغ المبكر؟
ج: تشير الإحصاءات إلى أن الفتاة التي تعاني تراكم الدهون والسمنة والوزن الزائد تكون عرضة للبلوغ المبكر، ويكون الاهتمام بعلاج السمنة في تلك الحالات جزءاً أساسياً من الخطة العلاجية.
س7: ما الحالات الأخرى التي يتم علاجها في عيادة الغدد الصماء للأطفال ؟
ج: يتم لدينا تشخيص وعلاج حالات أمراض الغدة الدرقية واضطرابات البلوغ وحالات السمنة وحالات قصر القامة الناتجة عن نقص في إفراز هرمون النمو، كما يتم تشخيص وعلاج حالات السكر وأمراض الغدة الكظرية من حيث نقص أو زيادة إفراز هرمون الكورتيزون لدى الطفل.
كما يتم أيضاً تشخيص وعلاج حالات الأطفال المخنثين، حيث تكون هناك صعوبة في تحديد جنس المولود من ذكر أو أنثى مما يطلب تشخيصاً دقيقاً وعلاجاً مناسباً من قبل الطبيب المختص.
س8: في النهاية هناك استفسار بخصوص حالات تضخم الثديين عند الذكور في مرحلة البلوغ؟
ج: من الملاحظ حدوث كبر في حجم الثديين لدى نسبة كبيرة من الذكور في مرحلة البلوغ، وتكون هذه ظاهرة مؤقتة سرعان ما تزول، ولكن هناك نسبة صغيرة قد تعكس وجود خلل ما بالغدد الصماء وتحتاج إلى علاج، لذا يجب مراجعة الطبيب المختص لاتخاذ الإجراء الصحيح.
د. منى رشاد
استشارية أطفال
مستشفى المواساة في الدمام