المكان الأول لـ "السلع الرخيصة".. حركة تجارية غير منظمة
هو المكان الأول لـ "السلع" بجميع أنواعها وبأسعار متدنية. هذا بالضبط ما يعنيه "حراج بن قاسم" لسكان الرياض. شهرة الحراج تجاوزت المدينة إلى محافظات المنطقة، فقاصدي العاصمة من أجل التسوق لا بد أن يمروا بـ "الحراج".
مع ارتفاع الأسعار أضحى البحث عن السلع الرخيصة مطلباً ملحاً للمواطنين والمقيمين على حد سواء، خصوصاً لأولئك الذين يرغبون تأثيث منزل أو شقة، وما يصاحب ذلك من طلبات لشراء أدوات كهربائية منزلية لا غنى عنها، وغالباً ما تكون غالية الثمن في المحال التجارية، وكل هؤلاء يجدون مطلبهم في سوق كبيرة مترامية الأطراف مثل "حراج بن قاسم".
ورغم أن هذه السوق غير منظمة، إلا أن جميع السلع تتوافر فيها، وجميع المتسوقين تقريباً يدركون أن السلع التي سيشترونها ليست جديدة وقليلة الجودة وأيضا غالبيتها مستعملة، فإن الأسعار الزهيدة تغريهم على شرائها.
يقول رمزي عبد الجباري وهو مقيم يمني إنه استقدم أسرته منذ فترة وجيزة للإقامة معه في المملكة، وأن أصدقاءه نصحوه بالتوجه إلى حراج بن قاسم إذا أراد أن يؤثث منزله بسعر زهيد، ويضيف "تمكنت من تأثيث الشقة بسعر زهيد لا يمكن أن يخطر على البال بعدما كنت أفكر في كيفية توفير الأثاث".
مضيفاً: "سارت الأمور على خير ما يرام، لكن أحدهم خدعني في غسالة اشتريتها منه إذ عملت بضع ساعات ثم توقفت تماماً"، مشيراً إلى أن عيب "الحراج" عدم وجود ضمانة أثناء الشراء, ويتوقف الأمر على ذمة البائع وأمانته. لكنه تمكن من حل هذه المعضلة – معضلة ضمان الشراء فقد أنتشرت أخيراً محال تجارية تبيع أشياء مستعملة، مع إعطاء ضمانة قدرها شهر واحد لمن يشتري السلعة. يؤكد حمزة المالكي وهو تاجر في الحراج "في السابق لم نكن نعطي ضمانة إلا يوماً واحداً، لكن هذا الأمر انعكس سلباً على المبيعات وتكدست البضاعة، ما دفعنا لاتخاذ هذا الإجراء حتى نتمكن من بيع السلع المتوافرة. ويستطرد: "هذا الأمر صاحبه ارتفاع طفيف في السعر، لكن المستهلك لا يتأفف من هذا الأمر فهو يدرك أنها رخيصة رغم الزيادة، كما أن هذه الزيادة الطفيفة تضمن للمستهلك إعادة السلعة خلال شهر كامل".
ويرى عبد الله فالح وهو مقيم أردني يمتلك محلا للسلع المنزلية الكهربائية أن الحراج أصبح مصدر رزق له، يدر عليه أرباحاً كثيرة، مؤكداً أنه يذهب يومين فقط إلى الحراج (الخميس والجمعة).
ويذكر: "في هذين اليومين يأتي كثيرون لبيع أدواتهم المنزلية، ونظراً إلى حاجتهم يرضون بالأسعار الرخيصة، ونحن ننتظر هؤلاء وإذا ما قاربت الشمس على المغيب يأتون لبيع سلعهم, إذ تكون السوق قد أوشكت على الإغلاق".