أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!

أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!
أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض.. أزمة مستمرة ولا حلول!

تعيش أقسام الطوارئ في مستشفيات مدينة الرياض أزمة حقيقية بسبب زيادة متفاوتة في عدد المراجعين لهذه الأقسام، وبحكم التخصص العام لهذه الأقسام فإن جميع الحالات المرضية يتم استقبالها حسب أنظمة الصحة العالمية، ولا يتم رفض أي حالة تندرج تحت اسم "الحالات الطارئة"، وهي الحالات التي تستلزم تدخلا طبيا عاجلا، وتم تحديدها عالميا حسب نظام الفرز الكندي لتصنيف الحالات المرضية.
جولة ميدانية استمرت أربعة أيام على أقسام الطوارئ في مستشفيات الرياض أكدت وجود زحام لا يطاق في بعضها، مقابل "زحام عادي" في البعض الآخر، وهو أمر فسره لنا بعض مسؤولي أقسام الطوارئ بالسياسات التي تطبقها بعض المستشفيات فيما يتعلق بقبول الحالات الطارئة، فبعض المستشفيات ترفض الحالات الطارئة ولا تستقبلها، رغم معارضة هذا الأمر للأنظمة الدولية، وهو ما أكده لنا بعض المرضى الذين صادفناهم وقدموا من شمال وغرب الرياض إلى قسم طوارئ في شرق الرياض (مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للشؤون الصحية في الحرس الوطني).
اختلاف طريقة استقبال الحالات ليست النقطة الوحيدة التي سنتحدث عنها في تحقيقنا، نقاط كثيرة اكتشفناها ومعلومات مهمة ذكرها رؤساء أقسام الطوارئ ومسؤولون في مستشفيات الرياض تؤكد وجود خلل ما، ووجود هذا الخلل ليس في صالح المواطنين الذين كانوا سببا مباشرا في إنشاء هذه المستشفيات!

#2#

#3#

#4#

على الرغم من صدور أمر ملكي ينص صراحة على استقبال المستشفيات الحكومية للحالات الطارئة وعدم رفضها بأي شكل من الأشكال، ورغم تأكيد وزارة الصحة بتعميمات مستمرة تلزم فيه المستشفيات والمراكز الصحية بقبول وعلاج الحالات الطارئة كافة، وفي حال زيادة عدد الحالات الطارئة في أي مستشفى حكومي عن الطاقة الاستيعابية لقدرة قسم الطوارئ، فإن الشؤون الصحية في الرياض وجهت جميع المستشفيات عند حصول مثل هذه الحالات بنقل المرضى إلى مستشفيات القطاع الخاص وتحمل نفقات العلاج على حساب الشؤون الصحية.
كل ما سبق يؤكد حرص الحكومة على المرضى أيا كان جنسهم أو لونهم، وكاف لاحتواء أي أزمة قد تواجهها هذه المستشفيات في حال تجاوز المرضى الطاقة الاستيعابية، إذن ما الذي يحصل؟

#5#

#6#

مرضى يتم رفضهم في أقسام الطوارئ لعدد من المستشفيات الحكومية في الرياض بحجة عدم وجود أسرة، وأخرى ترفض قبول الحالات بحجة أخرى وهي أن الحالة ليست طارئة، إحدى الحالات التي صادفناها في مجمع الملك عبد العزيز الطبي (شرق الرياض) ذكر لنا أنه من غرب الرياض، وسبب حضوره كل هذه المسافة يعود إلى أن المستشفى الذي ذهب إليه قبل ذلك لا يوجد فيه طبيب مختص للحالة كما أخبروه هناك!

ملاحظات ميدانية
"الاقتصادية" رصدت خلال جولتها الميدانية سبع ملاحظات مهمة في ثلاثة مستشفيات في العاصمة هي: مستشفى مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، مجمع الملك سعود الطبي مستشفى (الشميسي سابقا)، ومستشفى الملك خالد الجامعي، 70 في المائة من الحالات التي استقبلتها هذه المستشفيات هي حوادث مرورية، قلة أعداد العاملين في أقسام الطوارئ خصوصا في الفترة الليلية، رفض المستشفيات بعض الحالات بحجة عدم وجود إثبات لشخصية المريض رغم حاجته الماسة إلى تدخل طبي، مشادات كلامية متكررة بين أهالي المرضى وموظفي الطوارئ، نقص في الأدوات المستخدمة للحالات الطارئة كالأسرة والكراسي الناقلة، تقاعس بعض موظفي الطوارئ عن تقديم الخدمات للمرضى، تضايق العاملين في الطوارئ من كثرة عدد المرافقين للمرضى.

جهل المرضى!
التقينا بعض المرضى ممن أمضوا أياما في أقسام الطوارئ، يقول ضيف الله الأحمري (مرافق لوالده المصاب في حادث) إنه جاء مع والده من عفيف ( 500 كلم غرب الرياض) إلا أن عدم توافر سرير داخل المستشفى اضطرهم إلى بقائهم في قسم الطوارئ، حيث يحتاج الأب إلى إجراء عملية لمعالجة الكسور في يده، مشيرا إلى أن الأطباء يرون أن الحالة طارئة، لكن عدم توفر سرير منعه ووالده من إجراء العملية حتى الآن رغم الحاجة الماسة لها، وحول سبب عدم نقله إلى مستشفى خاص للاستفادة من قرار الشؤون الصحية بتحملها تكاليف العلاج في مستشفيات القطاع الخاص، أكد ضيف الله أنه لا يعلم بوجود مثل هذا القرار، وأنه سيناقش المسؤولين في قسم الطوارئ عن الأمر!

#7#

أزمة سرير
يقول خالد الحزيمي أحد المواطنين الذي تعرض أحد أقاربه لحادث مروري: "تعرض أحد أقاربي لحادث مروري قبل سنتين بالقرب من الرياض، وخلال توجه سيارة الإسعاف إلى المستشفى القريب من الحادث، اتصل أحد أفراد هيئة الهلال الأحمر بالمستشفى للتنسيق معهم، وأفاد المستشفي أنه لا يمكن استقبال الحالة لعدم توافر سرير، على رغم تأكيد مسعف الهلال الأحمر للمستشفى بخطورة الحالة إلا أن هذه التأكيدات لم تشفع لاستقبال الحالة، حيث بقى قريبي أكثر من ثلاث ساعات في سيارة الإسعاف حتى تم التنسيق مع أحد المستشفيات لاستقبال الحالة، حيث إن هذا التأخير في إسعاف الحالة زادت الحالة سوءا حسب إفادة الدكتور الذي باشر الحالة".
ويضيف الحزيمي أن تعنت المستشفى بعدم استقبال الحالة كاد يفقد قريبي حياته، وأن هناك إهمالا كبيرا من العاملين في الطوارئ في المستشفيات، حيث إن من المفترض في مثل هذه الحالات استقبال الحالة والكشف على المصاب، مشيرا إلى أن الضحية دائما في مثل هذه الحالات هو المريض! وطالب الحزيمي بإنشاء مستشفيات متخصصة في الرياض لحالات الإسعاف تعالج إصابات الحوادث والحالات الطارئة فقط، حيث إن النسبة عالية من الوفيات والإعاقات بسبب الحوادث والتباطؤ في التعامل مع هذه الحالات.

#8#

"الشميسي" نموذجا
تكدس المرضى مشهد يومي تعود عليه قسم الطوارئ في مجمع الملك سعود الطبي (الشميسي)، فهذا القسم من المستشفى يستقبل يوميا أكثر من 550 حالة، تنتظر تلك الحالات أياما للدخول إلى أقسام أخرى في المستشفى للحصول على تقرير أو عمل فحوص متقدمة من أشعة مقطعية أو غيرها.
يذكر الدكتور عنبر عبد الحميد استشاري طب الطوارئ في المجمع أن العرف الدولي في طب الطوارئ يسمح ببقاء المريض ستة ساعات في الطوارئ، وبعد ذلك إما أن يغادر بعد أخذ العلاج اللازم أو دخول المستشفى في حين يبقى المصابون في الطوارئ أياما وليس ساعات.
ويؤكد الدكتور عنبر أن المجمع يستقبل جميع الحالات من جميع الجنسيات دون النظر إلى وجود ملف أو غير ذلك فعندما يصل المريض إلى بوابة المستشفى يتولى المسعفون نقله إلى غرفة الأطباء، حيث تعمل له الفحوص اللازمة وبعدها يقرر الطبيب مدى حاجته للعلاج والبقاء في المستشفى من خلال معايير محددة، ويشير عنبر إلى أن ما يدخل إلى المستشفى يراوح ما بين 30 و40 حالة من مجمل الحالات التي تصل إلى الطوارئ، ويتم التعامل مع هذه الحالات حسب صعوبتها, فمنهم من يدخل إلى غرفة الإفاقة، وبعد أن تتحسن حالته ينتقل إلى غرفة الملاحظة، وفيها ينتظر المريض حتى تتحسن حالته أو يجد سريرا خاليا داخل المستشفى.

#9#

حلول سريعة
ويوضح الدكتور عنبر أن الطوارئ تقدم حلولا لمعالجة نقص الأسرّة من خلال مضاعفة عدد الأسرّة في غرفة الإفاقة وتحويل الغرفة التي تتسع لشخص بحيث تتسع لشخصين، ويضيف الدكتور عنبر أن هناك مشكلات تواجه العاملين في هذه الغرفة مع المرافقين, حيث يصعب منعهم من الدخول رغم أهمية هذا الإجراء فتجد الممرات تزدحم بالمرافقين.
ويعلل الدكتور عنبر سبب هذا الازدحام بكثرة التحويل إلى هذا المستشفى, فالمستشفيات الأخرى لا تتعامل إلا مع حالات معينة ومعدودة، وفي الوقت نفسه جميع الحوادث والجنايات والمخدرات توجه إلى هذا المستشفى, الأمر الذي يجعلنا أحيانا نضطر لكتابة خروج لبعض المرضى ممن تكون حالتهم مستقرة في سبيل تأمين مكان لمصاب جديد، ويضيف الدكتور عنبر أن هناك حالات داخل المستشفى توضع في أماكن غير المخصصة لها من أجل توفير سرير.
يذكر الدكتور بعض الحالات التي تضاعف مشكلة الطوارئ ومنها: هناك من يأتي بقريب أو صديق ولا يحمل إثبات أو ما يدل عليه ويضعه أمام بوابة الطوارئ ثم يتركونه, ففي هذا الحالة تتحسن حالته إلا أن عدم وجود من يعرفه لاستلامه يحرم آخرين من الحصول على الخدمة, ومثل ذلك الخادمات اللاتي تتعرضن لمشكلات فيتهرب الكفيل ويصعب التواصل معهم فيضطر المستشفى لإبقائهن فترة طويلة.

#10#

فرز الحالات
من جانبه أكد لـ"الاقتصادية" الدكتور رائد حجازي رئيس مركز الإسعاف والطوارئ في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، أن الأسس التي يعتمدون عليها لاستقبال الحالات الطارئة تكون بناء على حاجة المريض أو المصاب الذي يحتاج إلى تدخلات الطبية الطارئة، وتحدد بناء على نظام الفرز الكندي لتصنيف حالات الطوارئ وحاجتها إلى تدخل طبي عادي أو مستعجل، ويقوم نظام الفرز الكندي بتصنيف الحالات إلى خمس درجات بناء على الأعراض المرضية والعلامات الحيوية والأخذ في الحسبان عمر المريض والتاريخ المرضي السابق، إضافة إلى متغيرات أخرى قد تؤثر في حالته، فحالات الدرجة الأولى والثانية تكون بحاجة إلى تدخل طبي مباشر، وحالات الدرجة الثالثة تحتاج إلى تدخل طبي خلال 30 دقيقة إذا أمكن، والدرجة الرابعة تحتاج إلى علاج طبي، أما الحالات من الدرجة الخامسة فهي حالات مستقرة يمكن التعامل معها في العيادات الخارجية، وهناك عامل مهم في قبول الحالات وهو أهلية علاج المريض أو المصاب، فالحالات من الدرجة الأولى والثانية يتم علاجها دون النظر إلى أهلية العلاج، أما الحالات من الدرجة الثالثة والرابعة والخامسة فيتم تحويلها إلى مستشفيات أخرى إذا لم يكن لها أهلية علاج.

مشكلات متكررة
وبين الدكتور حجازي أن طبيب الطوارئ المختص هو من يحدد استقبال الحالات الطارئة، بفرز الحالات بناء على النظام الكندي لفرز الحالات، وأن تقييم الحالة أولا من قبل الطبيب المختص بالفرز، وفي حالة عدم حاجة المريض إلى الدخول للإسعاف يشرح الطبيب للمريض حالته وأنها لا تستدعي العلاج في الإسعاف ويقوم الطبيب بعدها بتوجيهه إلى العيادات الأولية. وأشار رئيس مركز الإسعاف والطوارئ في مدينة الملك عبد العزيز الطبية إلى أن نظرة المريض أو أهله للحالة تسبب عوائق لعملهم في الطوارئ، إذ يرى هؤلاء على الأغلب أن حالتهم هي الأخطر ويجب تقديمها على جميع الحالات الأخرى، والنظر إلى الحالات الأخرى التي يتم علاجها قبل ذلك على أنها دخلت عن طريق "الواسطة".
ونفى الدكتور حجازي أن تكون هناك حالات طارئة ترفض، وأنه يجب أن نوضح معنى كلمة طارئة، فبعضهم يعتقد حالة الزكام على أنها حالة طارئة تحتاج إلى علاج فوراً، وهذا مفهوم خاطئ وغير صحيح، ومن الناحية الطبية الحالة غير المستعجلة يمكن علاجها في العيادات الخارجية دون الحاجة للطوارئ، فبعض الحالات التي لا تحتاج إلى تدخل فوري كحالات المستوى الثالث والربع والخامس ممكن رفضها في حالة عدم وجود أهلية علاج، والحالات التي من المستوى الخامس حتى في حالة وجود أهلية علاج تحول إلى الرعاية الأولية .
وأكد الدكتور حجازي أن تحويل المرضى والمصابين إلى المستشفيات الأخرى من أصعب المهام والأمور التي نواجهها في المستشفى، لأن الرد غالبا ما يكون بالرفض وعدم قبول الحالة لعدم توافر أسرة، مستذكرا أنه في عام 2007 تم تحويل ما يزيد على 15 حالة من مستشفى الحرس إلى مستشفيات أخرى، وهو رقم ضئيل نسبة إلى المرضى الذين يستحقون تحويلا فعليا.

الأكثر قراءة