"قدرات أندية "الأولى" المحدودة تحجب نجومها عن الأخضر

"قدرات أندية "الأولى" المحدودة تحجب نجومها عن الأخضر
"قدرات أندية "الأولى" المحدودة تحجب نجومها عن الأخضر

ابتعدت أنظار ناصر الجوهر مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عن الاستعانة بأسماء من دوري كرة القدم للدرجة الأولى في تشكيلته الأخيرة التي أعلنت للمشاركة في كأس الخليج 19 في عمان، رغم أنه زاخر بالكثير من المواهب والأسماء الكبيرة والمؤثرة في فرقها رغم ابتعادها عن أضواء دوري المحترفين السعودي.
ويتساءل الكثير عن السبب الحقيقي وراء عدم الاستعانة بهم في المنتخب رغم أن من ينتقل منهم إلى الدرجة الممتازة يقدم مستويات رائعة جدا تقوده لحلم الأخضر بسهولة، على الرغم من كون مستواه هو نفسه عندما كان في الدرجة الأولى، وعلى سبيل المثال لا الحصر مالك معاذ الذي انتقل من الأنصار إلى الأهلي والموهبة الجديدة حسن الراهب الذي انتقل من نادي الخليج إلى الأهلي، والحارس العملاق محمد الدعيع انتقل من الطائي إلى الهلال، وغيرهم كثير من النجوم البعيدة عن عيون المنتخب السعودي بسبب ابتعادها عن دوري الأضواء.
وأيضا لن تنسى الجماهير الرياضية اللاعب الدولي السابق شايع النفيسة الذي كان يمثل فريق الكوكب أحد فرق دوري الدرجة الأولى آنذاك، وكان وقتها من أبرز المهاجمين في المملكة.
وطالب كثير من منسوبي أندية الأولى بضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة، واقترح البعض منهم وجود لجنة فنية لاختيار الأنسب من لاعبي هذه الدرجة، و ألا يكون الجوهر هو من يختار وحده، كما اقترح البعض الآخر وجود تجمع لأبرز لاعبي الأولى واختيار الأنسب لضمه للأخضر.
"الاقتصادية" تناقش اليوم في حلقة خاصة بالفنيين القضية الأبرز المتمثلة في غياب لاعبي أندية الدرجة الأولى عن تمثيل المنتخب السعودي.

تحقيق: سامي السبيهين

يعد المدرب القدير محمد الخراشي بروز لاعبي أندية الدرجة الأولى من الظواهر الرياضية الجميلة، إلا أنه يصعب ضمهم لقوائم الأخضر بسبب حاجتهم لوقت أكبر للتجهيز بخلاف لاعبي الدرجة الممتازة.
وشدد على أهمية الجانب الإعلامي والنقل التلفزيوني لأكبر عدد من المباريات وتعديل مواعيد إقامة المباريات بحيث لا تكون في موعد واحد، كي يتسنى للمدرب اكتشاف اللاعبين ومتابعتهم بشكل أفضل .
ويؤكد علي كميخ المدرب الوطني المعروف ومشرف أكاديمية برشلونة وأي سي ميلان في الرياض أن النظرة القاصرة لدى لجنة المنتخبات هي سبب غياب لاعبي أندية الدرجة الأولى عن الانضمام للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، بدليل أن أشهر لاعبي الأخضر خلال السنوات العشر الماضية هم في الأساس من أندية الدرجة أولى: أمثال مالك معاذ، محمد الدعيع، بتسير الجاسم، وغيرهم وهؤلاء لا يتم ضمهم إلا عبر جواز المرور وهو انضمامهم لأندية الممتاز.
وأضاف الأجواء غير الصحية التي تعيشها أندية الأولى والثانية من مبان مستأجرة، رداءة ملاعب، ضعف الإمكانات المادية، بخلاف الفرص التي يجدها لاعبو الممتاز من خلال توفير جميع مقومات البروز التي تساعد اللاعب على التطور نفسيا وبدنيا من خلال طرق التدريب المتقدمة، والأجهزة الفنية المتمكنة والخدمات طبية الراقية،
إضافة إلى التركيز الإعلامي والنقل التلفزيوني والتغطية المميزة عبر القنوات الفضائية المتعددة، وكذا الدعم اللوجستي الذي يجده من المدربين والإداريين وشركات التسويق، وهذا بالتأكيد يدعم حضور هؤلاء اللاعبين عنهم في الدرجات الأخرى.
وأبدى كميخ استغرابه من عدم وجود أي خطه في أجندة لجنة المنتخبات المعنية بهذا الموضوع التي من المفترض أن تشكل جهازا فنيا متكاملا سواء كان وطنيا أو أجنبيا متفرغا لمتابعة ورصد أحداث دوري الأولى والثانية، لغرض اكتشاف المواهب مبكراً والعمل على تبنيها من خلال معسكرات وبطولات تقام في بعض الدول وفق برنامج تدريبي وأكاديمي يهدف إلى تطوير وتنمية مهارات هؤلاء اللاعبين ليشكلوا رديفا جيدا للمنتخب الوطني في حال انتقالهم للممتاز أو بقائهم في أنديتهم.
#2#
ويعلل المدرب بندر الجعيثن صاحب التجربة الجيدة في المنتخبات السنية السعودية سبب غياب مواهب أندية الدرجة الأولى إلى ضعف التغطية الإعلامية، والدليل حسن الراهب الذي كان الدور الأكبر لوصوله للأخضر هو الإعلام المرئي الذي جعل مدرب الأخضر يراه ويقتنع بقدراته.
وشدد على أن ضعف المتابعة من قبل أجهزة المنتخب الفنية في المنتخب الوطني ألقت بظلالها على عدم ظهور أسماء مميزة.
ويرى أن إداريي أندية الممتاز هم من أسهم في جلب لاعبي الأخضر حينما يتم انتقال لاعب الدرجة الأولى إلى فرق تلعب في الممتاز الذي هو بلا شك يعد أول اهتمامات مدرب الأخضر.
ورجح أن يكون محمد السهلاوي لاعب القادسية هو الأبرز حالياً وقد سبق له اللعب في المنتخب السعودي الأولمبي.
أما سلطان خميس مدرب شباب الرياض فيرى أن دوري الدرجة الأولى يعاني قصورا فنيا واضحا في تأهيل اللاعبين وغياب في الانضباط التكتيكي داخل الملعب، بسبب عدم قدرة الأندية على توفير مدربين على مستوى عال بسبب ضعف العوائد المالية للأندية و التي تجعلها تلجأ إلى مدربين أقل تكلفة.
وأوضح أنه من ناحية المواهب فلا يخلو الدوري منهم، لكنهم يفتقدون تطويرا في الفكر الفني والإداري.
ويرى أنه من الضروري تشكيل منتخب وطني رديف بجوار المنتخب الوطني الحالي يخصص لنجوم دوري الأولى والثانية يشارك في دورات الخليج وغيرها من البطولات التي تعتبر أهميتها قليله بحيث يجعل المنتخب الأول (أ) متفرغاً للاستحقاقات المهمة، وإن كان أبرزها التأهل لكأس العالم 2010 م وبطولة كأس آسيا.
وأشاد خميس بما يقدمه لاعب الرياض عبدالله الشيحان ولاعب القادسية محمد السهلاوي من عطاءات جيدة وممتازة تجعلهم مؤهلين وبقوه للانتقال إلى أندية الممتاز.
أما حمد اليامي المحاضر في الإتحادين السعودي والآسيوي لكرة القدم فيؤكد أن هنالك أمورا كثيرة أسهمت في عدم الاستعانة بلاعبي الدرجة الأولى وأهمها ضعف المتابعة الجماهيرية وضعف الكادر التدريبي، إضافة إلى أن ضعف نسق المباريات وحصص التدريب، إذ يحتاج اللاعب إلى مبارايات بمستوى الدوري الممتاز كما حدث للراهب هذا العام الذي لم يكن واضحا في الموسم الماضي مع فريق الخليج، وكان اكتشافه بعد بروزه في مباريات فريقه الجديد الأهلي.
ويرى عدم أحقية أي حارس في دوري الدرجة الأولى للانضمام للأخضر حاليا.
وطالب بعمل معسكرات طويلة تمتد إلى شهر تعمد إلى تأهيل اللاعبين بشكل صحيح وعمل مباريات قوية تثبت مدى جدوى لاعبي الأولى والثانية في تمثيل الأخضر.
وارجع المدرب الوطني سعد السبيعي السبب الرئيسي في عدم ضمهم للمنتخبات السعودية إلى عدم وجود عيون خبيرة وكشافين متواصلين مع المنتخب على مدار الموسم يكون لهم قنوات اتصال مفعلة ومتابعة ويتوجب على المتابع رصد اللاعب بالمشاهدة ورفع التوصيات إلى لجان المنتخب التي بات من الواجب عليها أن تحذو حذو أندية الممتاز التي تعين كشافين ومتابعين لخطف مواهب الأولى والثانية.
ويعتقد أن عدم انضمام اللاعب للمنتخب إلإ بعد وصوله للأندية الممتازة يعود إلى خضوع اللاعب لامتحان حقيقي يبين مستواه الفني الذي يصعب التأكد منه في دوري الأولى الذي يفتقد للجمل الواضحة، ويعتمد على الطريقة الدفاعية العشوائية، حيث يسعى كل فريق إلى التسجيل مبكرا، ومن ثم إغلاق جميع المنافذ وغالب الفرق فيه متقاربة المستوى والدليل هو أنه لا يحسم إلا في الجولات الأخيرة.
واقترح أن تشكل لجان خاصة لكل منطقة من مناطق المملكة ترصد وتتابع مواهب أندية الأولى والثانية والفئات السنية.
كما يرى المصري عبود الخضري مدرب نادي الرياض أن طريقة اللعب في دوري الأولى والتي تتركز على الطريقة الدفاعية البحتة، والتي يتركز فيها تسعة لاعبين في منطقة الجزاء ويكون اللعب على الهجمات المرتدة مع السعي المفرط لإضاعة الوقت وقتله بالسقوط المتكرر، أو التشتيت خارج الملعب وهذه الطريقة لن تمكن أي موهبة من البروز، بعكس الدوري الممتاز الذي يتم اللعب فيه بشكل مفتوح وتظهر فيه ملامح الخطط والانضباط التكتيكي .
وأضاف من المهم أن يتم تعيين جهاز فني يرصد اللاعبين بشكل دقيق مع ضرورة التواصل مع مدربي الأندية شريطة أن يبتعد الجهاز عن التحيز والميول لأي لون وأن يكون الهدف خدمة المنتخب الوطني فقط.
من جهته, أكد تركي سلطان مدرب حراس شباب الهلال من الطبيعي أن يكون دوري المحترفين هو المجهر الأول والوحيد للمدربين، ولا جدال حول ذلك لاعتبارات عديدة أولها أنه أقوى مسابقة محلية.
ويرى أنه من غير الطبيعي أن يتم اختيار لاعب من الدرجة الأولى لأنه لن يكون في جاهزية لاعب في الدوري الممتاز.
ويعتقد أن 12 فريقا كافية لانتقاء منتخب للمملكة منها فقط.
وأطلق تركي سلطان لقب المؤشر الأسود على دوري الدرجة الأولى بسبب كثرة المفاجآت، فلا يمكن التنبؤ بأي نتيجة، فالفرق تلهث خلف حلم الصعود، وجمع أكبر قدر من النقاط دون النظر لأي مستوى أو طريقة لعب.
كما يؤيده في ذلك جعفر السبيعي مساعد مدرب سدوس مضيفا:" نظرة مدرب الأخضر في حصر واختيار اللاعبين على أندية الممتاز فقط، لخضوعهم إلى مباريات وامتحانات قوية تؤكد جاهزيتهم لتمثيل المنتخب".
واستبعد وجود مواهب حالية قادرة على تمثيل الأخضر مباشرة دون المرور بأندية الممتاز، مشيرا على أهمية تكثيف النقل التلفزيوني لمباريات الأولى وزيادة التغطية الإعلامية في الصحف المحلية.
ويقترح خالد السفاعي مدرب نادي كميت عودة منتخبات المناطق لجميع الفئات السنية، ويعمل لها دوري مصغر، ويتم عمل معسكرات تجمع على فترات مختلفة من العام وتكون تحت إشراف مباشر من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وستكون هذه المنتخبات أسهل طريق لاكتشاف المواهب سواء للمنتخب أو لأندية الممتاز.

الأكثر قراءة