بائعو الأرصفة أكثر ربحاً.. قاعدتهم "العمل الشريف لا يُخجل"

بائعو الأرصفة أكثر ربحاً.. قاعدتهم "العمل الشريف لا يُخجل"
بائعو الأرصفة أكثر ربحاً.. قاعدتهم "العمل الشريف لا يُخجل"

لا يبدي محمد الروقي خجلاً من البيع أمام الأسواق، وفي الأماكن التي يتاح فيها إنشاء "البسطات"، ورغم أن الظروف هي من دفعته إلى البيع الجائل، إلا أنه يكسب شهرياً أكثر من ثلاثة آلاف ريال.
يقول لـ "الاقتصادية": "لم أعتقد أن ظروفي المادية ستجبرني في يوم من الأيام أن أبيع الملابس على الأرصفة والشوارع"، لكن "العمل الشريف لا يجب أن نخجل منه"، مشيراً إلى أن "دخلي الشهري من بيع هذه الملابس يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، وهذا المبلغ يسهم بشكل كبير في تحسين موازنة الأسرة".

#2#
وعما إذا كان يجد مضايقات في عمله أكد أن أكثر ما يقلقه هو نظرة الدونية التي يجدها من بعض زبائنه، لافتاً إلى أن أكثر ما يغضبه هو عندما يرى نظرة الشفقة والرحمة منهم، مشيراً إلى أن عددا كبيرا من الزبائن يشترون منه تشجيعاً فقط، رغم عدم حاجتهم أحياناً.
وفي رصيف على شارع الخزان في الرياض، اقتسم محمد حسان جزءا كبيراً من الرصيف لعرض أنواع من العطورات، وبسؤالها عن سبب أخذه جزءا من الرصيف، لفت إلى أنه منذ سبعة أعوام وهو يعرض بضاعته ولم يتعرض لمضايقات، موضحاً أنه بحكم طول المدة استطاع احتكار زبائن محددين يعتمد عليهم في إيراداته.
وحول مصدر البضاعة التي يعرضها، أكد أن هذا هو سر المهنة، مكتفياً بالقول إنها مستخلصة من زيوت وأعشاب طبيعية، يشتريها من العطارة ومن ثم يقوم بصنعها بنفسه، مستبعداً أن يكون لها أي ضرر، لأنها أعشاب طبيعية وليست صناعية وفقاً لقوله.
ويرى محمد العتيبي الذي ظل يعمل في مجال البسطات مدة تزيد على ستة أعوام، أن البيع والشراء لديهم أهم من الوظيفة الرسمية، لافتاً إلى أنه يبيع بضائع منوعة ما بين ملابس إلى أوان منزلية وأحياناً أشرطة، ويكسب شهرياً ما بين خمسة إلى ثمانية آلاف ريال. مستطرداً: "الربح هنا حسب المكان والموسم، ففي رمضان أشتري أشرطة القرآن الكريم من التسجيلات وأقوم بعرضها أمام المساجد وفي الأماكن المتاح لي رسمياً الوقوف فيها، وأجد عليها إقبالاً كبيراً، كذلك السواك بضاعة مهمة في هذا الشهر، وفي الشتاء أتحول إلى بيع الفراء والملابس الشتوية التي تأتي من الموزع أو أحياناً أشتريها من المحال"، لافتاً إلى أن فرق الربح أحياناً ما بين عشرة إلى 15 ريالاً.
ويشير إلى أن العمل ما دام شريفاً فإنه لا يعيب الإنسان، وهو من الناس الذين لا ينتقصون العمل الشريف، خصوصاً إذا ما كان يتعلق بالبيع والشراء، مستدركاً: "ما الفرق بين من يبيع في المحال ومن يبيع في الأماكن العامة، جميعها تجارة فيها ربح وخسارة، ربما أن البائع الجائل أفضل قليلاً إذ إنه لا يتقيد بمكان أو زمان، ومن الممكن أن يغير بضاعته من وقت إلى آخر".
وأكد أنه لا يحبذ مزاحمة الناس أو الوقوف في أماكن مخالفة، فهو لا يرضى الوقوف إلا في الأماكن المخصصة سواء من البلدية أو من "الأمانة"، معتبراً أن مزاحمة الناس ليست تجارة، والأفضل التقيد بالتعليمات المخصصة للباعة الجائلين في هذا الشأن.

الأكثر قراءة