الكيابل البحرية .. اقتصاد العالم على كف " سفينة"

الكيابل البحرية .. اقتصاد العالم على كف " سفينة"

الكيابل البحرية .. اقتصاد العالم على كف " سفينة"
الكيابل البحرية .. اقتصاد العالم على كف " سفينة"
الكيابل البحرية .. اقتصاد العالم على كف " سفينة"
الكيابل البحرية .. اقتصاد العالم على كف " سفينة"
الكيابل البحرية .. اقتصاد العالم على كف " سفينة"

يتأمل مستخدم الإنترنت، خصوصا الذي يعتمد عليها اعتمادا كليا في حياته العملية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، حال الإنترنت عند فقد كيبل أو كيابل الإنترنت الموصلة إلى دولته، حيث تعد الإنترنت الركيزة الأساسية لسريان أعماله اليوميه بالشكل الطبيعي. فمن الطبيعي أن يصاب بالأرق والقلق حتى زوال المشكلة، حيث أصبحنا في وقتنا الراهن نعتمد على الإنترنت في كثير من العمليات اليومية، حتى أصبح كثير من الشركات ذات الفروع المختلفة تعتمد في ربط بياناتها فيما بين الفروع على تقنيات الإنترنت والاتصالات الخاصة.
فيما أكد موقع bloomberg.com الإخباري، أن سفينة خارج ميناء الإسكندرية قامت بقطع أحد ثلاثة كيابل بحرية تربط الشرق الأوسط بأوروبا، وهي كيابل "SMW4" و"SMW3" و "FALG"، وتم تحويل مسارات الإنترنت عن طريق آسيا "الهند، سنغافورة، هونج كونج وطوكيو" إلى أمريكا وأوروبا. وأوضح الموقع أن ينتج عن هذا بطء في استخدام الإنترنت لمدة أسبوعين، مشيرا إلى أن هذا الانقطاع يعد الثاني من نوعه خلال هذا العام، حيث ما زال الإصلاح قائما على الكيابل المقطوعة في أوائل هذا العام.

#2#

وبين الموقع أن المشكلة بدأت عندما ساءت الأحوال الجوية مقابل شواطئ الإسكندرية، على بعد خمسة كيلو مترات، حيث قامت إحدى السفن برمي المراسي لتثبيت السفينة، إلى أن تلك المراسي الحادة والثقيلة أحدثت ثقبا في أراضي البحار، ما أدى إلى تجريح وقطع في أحد الكيابل البحرية الممتدة على الأراضي البحرية.
إلى أن تأثير هذا الانقطاع الثاني على التوالي يختلف عن الأول، إذ إن الأول كان شديدا، خاصة في مجال تصفح الإنترنت، حيث كانت الخطط الاحتياطية بطيئة لمعالجة الوضع في المرة الأولى، إلى أن هذه المرة تعد الكيابل المقطوعة هي كيابل رئيسة موصلة إلى عدة قارات وليس في قارة واحدة.
وأوضح عديد من الخبراء أن هذا الانقطاع تسبب في ازدحامات وضغط في الكيابل الاحتياطية بمقدار 60 في المائة، وأن كثيرا من المواقع الدولية أصبحت لا تعمل نهائيا بسبب عدم وصول المتصفح إلى ملفات الموقع، وهذا مما لا شك فيه أن الأسباب تعود إلى انقطاع هذه الكيابل.

#3#

ومن جهة أخرى أعلنت السلطات الإيطالية إن القطع البحري شمل ستة كابلات بحرية دولية، منها ثلاثة كابلات تربط بين إيطاليا والشرق الأوسط، وكيبل بين إيطاليا وشمال إفريقيا، وكابلان بين إيطاليا ومالطة، على مسافة تقدر بنحو 100 كيلو متر من السواحل الإيطالية في البحر المتوسط, وأن القطع قد تم على مسافات متباعدة تصل بعضها إلى أكثر من 120 كيلو مترا بين مواقع تقطع الكابلات بعضها ببعض.
وأوضحت السلطات الإيطالية أن مؤسسة "ميكما" المسؤولة عن إصلاح الكابلات الدولية، بالتنسيق مع الشركات مالكة هذه الكابلات، أرسلت سفن إصلاح لهذه الكابلات، مشيرة إلى أن عملية الإصلاح سوف تستغرق عدة أيام، وقد تصل إلى أسبوع من خلال جدول زمني تم وضعه.
وطالبت السلطات الإيطالية المؤسسات المالية والشركات المحلية والعالمية المختلفة، التي لها اشتراك في خدمات نقل المعلومات الدولية، أن يقوم المختصون في هذه المؤسسات باختبار خدماتها الدولية مع مقدمي الخدمة فورا دون الانتظار إلى صباح غد تفاديا لظهور أية مشكلة إضافية.
وقد تأثرت خدمات الإنترنت في الربط بين جنوب أوروبا في إيطاليا وفرنسا من ناحية، وجنوب شرق آسيا عبورا بالبحر المتوسط بنسب وصلت في الهند إلى 70 في المائة، وباكستان إلى 75 في المائة، إضافة لتأثر تونس والجزائر تأثرا سلبيا لفصلهما عن فرنسا وإيطاليا، إذ تسعى هذه الدول إلى طلب سعات إضافية.

#4#

لا شك بأن المتأثر الوحيد جراء هذا الانقطاع هو ذاك الشخص الذي يتعامل في حياته العملية اليومية مع مواقع الإنترنت العالمية، مثل أسواق الأسهم العالمية، أو مواقع البيع الإلكترونية في الصين واليابان، ومواقع البنوك، وسوق العملة العالمي، فجميع تلك المواقع تصنف تحت مواقع الأعمال التي قد تصل خسارتها إلى الكارثية، هذا من جهة الأفراد، حيث إن الشركات قد تكبد خسائر أكبر من تلك التي لحقت بالأفراد، إلا أن الشركات الكبرى تعتمد على خطوط احتياطية عبر الأقمار الصناعية التي لا تتأثر كثيرا بهذا النوع من الانقطاعات.
وتعود أسباب هذا التأثير كون المتصل من داخل المملكة الذي يرغب في زيارة تلك المواقع العالمية، فإن الأمر يتطلب مرور بيانات المتصل من خلال تلك الكيابل المقطوعة، بما يؤدي إلى منع الزيارة، وبذلك لا يمكنه زيارتها، أو أن عليه المرور من الخطوط الاحتياطية التي قامت المملكة بنقلها من الشرق، وبالتالي يحدث بطء في زيارة الموقع، كونه زار الموقع عن طريق أبعد.
في المقابل كثير من المتصفحين للمواقع المحلية "المستضافة في المملكة أو عن طريق أحد مزودي خدمات الإنترنت"، لم يتأثر على الإطلاق، كون تلك المواقع مستضافة داخل المملكة، وتعتمد في مسار اتصالاتها على البنية التحتية للمملكة ونوعية الاتصال، وهذا بكل تأكيد ينبع منه اطمئنان لجميع مستخدمي المواقع المحلية، كالبنوك والشركات الكبرى المحلية.

#5#

وفي السياق نفسه تشكل الثلاثة كيابل تحمل ما نسبة 75 في المائة من قدرة الإنترنت بين الشرق الأوسط وأوروبا، حيث طال الضرر بعض أكبر شركات الاتصالات المحمولة في كل من البرتغال وفرنسا، خاصة مناطق الجنوب كشركات مصر، وكذلك الاتصالات وتدفق البيانات بين الهند وبريطانيا، وقد تم تحويل كثير من وحدات نقل البيانات إلى خطوط بديلة، خاصة ما بين الهند وبريطانيا، إذ تم تحويلها من خلال هونج كونج.
وبحسب المصادر العالمية، فإن السعودية تعمل حاليا على 10 في المائة فقط من السعه الفعلية لها، أي أن كل مستخدم للإنترنت يحصل على 10 في المائة من السرعة المتوقعة، وأن أكثر الدول المتضررة من الانقطاع هي باكستان، اندونيسيا، سنغافورة، ماليزيا، بنغلاديش، الهند، سيريلانكا، الإمارات، السعودية، مصر، إيطاليا، وفرنسا.
لقد أصبحت الإنترنت جزءاً من حياة كثير من الناس في العالم، وبالتالي فإنه لا يمكن الاستغناء عنها، حيث أصبحت التعاملات التجارية الدولية ونقل الرسائل وتبادل المعلومات وتسديد الفواتير والاستفادة من الثقافة والبحوث وكثير من الأمور التي لا تتم إلا عن طريق الإنترنت، والتي أصبح روتين وعادة ووسيلة لا بد منها يوميا، وبعد كل ذلك، ماذا لو انقطع الإنترنت بشكل نهائي؟ حيث لا تتوفر الإنترنت، وبالتالي لا تتوفر وسائل الاتصال عبرها، فكيف ستكون حياتنا؟ وكيف سنعيش من دونها؟

الأكثر قراءة