سجلات التقويم المستمر .. رصد يدوي في عصر الكمبيوتر
سجلات التقويم المستمر .. رصد يدوي في عصر الكمبيوتر
ينشغل المعلمون هذه الأيام بنتائج الطلاب عن الفترة الأولى من العام الدراسي، ففي الوقت الذي سلمت فيه بعض المدارس النتائج لطلابها، فإن البعض الآخر سيسلم النتائج مع نهاية هذا الأسبوع.
تدور الفكرة حول أن يعطى كل معلم (رائد صف) سجلات خاصة بطلاب فصله تراوح بين 24 و40 سجلا بحسب عدد الطلاب، ليقوم بدوره بجمع الصور الخاصة بالطلاب منهم أولا، ومن ثم تعبئة البيانات الأساسية عن كل طالب بنفسه، ليبدأ بعدها بالركض على جميع المعلمين الذين يدرسون المواد الأخرى لطلاب فصله ليقوموا بتعبئة ملاحظاتهم حول طلابه، ابتداء بمعلمي مواد الدين واللغة العربية ومرورا بمعلمي الرياضيات والعلوم وانتهاء بالاجتماعيات والبدنية والفنية.
#2#
تجد أسياب المدرسة وقد ازدحمت بمرأى المعلمين، وتجد سلم وقد صار رياضة إجبارية لهم خصوصا أن النزول منه مفيد لمرضى السكري، شافاهم الله، ولا تقل المعاناة عن المعلم الآخر الذي يدون في السجل نتائج طلابه في الفصول التي يدرسها، بل تزداد لتجد طاولته قد ازدحمت بأنواع السجلات الملونة (الأصفر والأخضر والأزرق) دلالة على اختلاف المراحل التي يدرسها، ويزداد الأمر سوءا عند مدرس الاجتماعيات، والذي عادة ما يكون مطلوبا من جميع المعلمين بل ويتسابقون للظفر به، فتجده يتسلف طاولة زميله للاستعانة بها في وضع هذا الكم الكبير من السجلات خصوصا عندما لا يوجد إلا هو في المدرسة، ويكاد الأمر يكون كارثيا عندما تضاف إلى ذلك مادة أخرى كالوطنية، هذا في الظروف العادية، ولكن في حال عدم وجود طاولة خاصة به ـ نتيجة نقص بعض الأدوات المكتبية ـ يكون الأمر أشد صعوبة.
عندما تدخل غرفة الوكيل تجد معلما قد استعان بزميل له في عملية الرصد والتدوين، وعندما تذهب إلى غرفة المعلمين تجدها قد تحولت إلى خلية نحل، بل لا يكاد الأمر يقف عند ذلك، فقد استطاع أحد المعلمين أن يبتكر طريقة ليجد له مكانا لتعبئة سجلاته، مستغلا أحد الفصول التي ذهب طلابه لغرفة التربية الفنية، ليتمكن من ممارسة عمله بهمة ونشاط.
يقول المعلم عبد الله الشهري، نشهد استنفارا هذه الأيام في المدارس، نتيجة تعبئة هذه السجلات من قبلنا، نحن المعلمين، والركض خلف زملائنا الآخرين لتسليم نتائجهم متسائلا لماذا توكل إلينا هذه المهمة المتعبة، وأين دور التقنية في ذلك؟ لماذا لا تطبع السجلات وتدون بشكل إلكتروني وتوزع المهارات على المعلمين ثم تدون في كشوف عادية وتسلم للحاسب الآلي، أما أن يتم تدوينها بهذا الشكل المتعب والمرهق فهذا لا يصح.
ويضيف محمد العتيبي "إن معلم الاجتماعيات عادة ما يكون الضحية في هذه العملية (عملية رصد الدرجات للطلاب في السجلات)، فكثرة المواد التي أدرسها لجميع مراحل المدرسة تجعل المهمة بالنسبة لي شبه انتحارية، مضيفا أنه لا توجد أساسيات واضحة لتقييم الطالب فقد يلجأ بعض المعلمين إلى التقويم الشفوي في تقييم الطالب، وهذا في رأيي خطأ بل لا بد أن يشمل الاثنين الشفوي والتحريري، ولا بد أن يكون للمشرفين التربويين دور في ذلك حتى يتسنى لبعض المعلمين فهم عملية التقييم والاستناد إلى معيار معين في هذه العملية وإلا كان الموضوع عرضة للمحاولة والخطأ، والطالب هو الخاسر الأكبر في هذه المجال".