متحف الأحساء يروى قصة 12 مليون عام من تاريخ المنطقة
متحف الأحساء يروى قصة 12 مليون عام من تاريخ المنطقة
يعد متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي أحد أبرز المواقع السياحية في المنطقة، حيث يقصده العديد من السواح من زوار المنطقة فضلا عن أهالي المنطقة الذين يحرصون على زيارته للاطلاع على تاريخها خلال الحقبة الماضية .
ويجمع المتحف الذي أنشأته وكالة الآثار والمتاحف التابعة لوزارة التربية والتعليم وذلك قبل انضمام قطاع الآثار إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار بين أركانه العديد من القطع التراثية والأثرية مثل قطع الفخار، النباتات الصحراوية، الأسلحة، الملابس، الأدوات الزراعية، الأواني النحاسية، العملات، الوثائق والخرائط التي تؤرخ حركة القارات والأزمنة الجيولوجية التي عاشتها المنطقة منذ ملايين السنين، فترات العصر الحجري القديم والوسيط والحديث بعرض نماذج من أدوات ومواقع كل عصر، كما يضم المتحف الذي افتتحه الأمير سعود بن نايف عام 1417هـ, اللوحات التوضيحية والخرائط التفصيلية حسب تسلسلها الزمني والتاريخي للمنطقة مقسمة إلى عشرة أجزاء، يعرض من خلالها تاريخ وآثار المنطقة منذ 12 مليون سنة, وحركة القارات وعمر الأرض.
#2#
ويشاهد زوار المتحف في صالة الاستقبال عددا من اللوحات الرئيسة منها لوحات لبعض الآيات القرآنية التي تحث على النظر والاعتبار من الأقوام السالفة، إضافة إلى بعض اللوحات التي تبين تاريخ التنمية الحديثة في المملكة والمواقع الأثرية وعدد من الصور التي تحكي تاريخ الأحساء وبعض سمات التراث المعماري للأحساء.
وأوضح وليد بن عبد الله الحسين مدير مكتب الآثار في الأحساء، أن المتحف يعرض أدوات ومواقع لفترات العصر الحجري الثلاث ومنها عين قناص في الأحساء التي تمثل آخر مراحل العصر الحجري الحديث، وما كشف فيه من حظائر تدل على استئناس الحيوان وما يعاصرها مثل موقع الدوسرية وعثر فيه على نماذج لمساكن الأكواخ البدائية، كما يعرض مظاهر لتأثر المنطقة بالحضارات الموجودة في وادي الرافدين كحضارة العُبيد التي تعود إلى نحو 2500 ـ 3500 ق. م .
ويحتوي الجزء الثالث على نبذة عن الحياة الفطرية التي تبين النباتات الصحراوية والحياة النباتية للأشجار المعمرة والحولية في الأحساء، والحيوانات البحرية والبرية، ويبين المتحف مواقع الألف الثالث ق . م ومدن العصر البرونزي في شرق الجزيرة العربية، وهو ما يطلق عليه فترة حضارة دلمون وأساطيرها وظهور رعاة الجمال 1700 ق. م 400م .
ويضم المتحف نماذج من الخطوط واللغات في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام، مع عرض نماذج لأنواعها ومنها عرض لشاهد حجري كتب بالخط المسند الأحسائي، كما يعرض المتحف اتحاد القبائل العربية والفترة الساسانية في شرق الجزيرة، ويركز الجزء السابع من المتحف على الفترة الإسلامية والخلافة في شرق الجزيرة العربية، مع عرض لدور قبيلة بني عبد القيس في الاقتناع بالإسلام والدخول فيه، وتأسيس أقدم المساجد فيها وهو مسجد جواثا، إضافة إلى مدينة هجر والأحساء والعقير في صدر الإسلام، ومن الفترة الإسلامية إلى الدول التي حكمت الأحساء، يستعرض المتحف بالخرائط فترة الحكام المحليين للأحساء ومنهم العيونيون والعصفوريون والجبريون، وصولا إلى حكم بني خالد والفترة العثمانية، ثم الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية، والفترة العثمانية الثانية، واسترداد الأحساء على يد - المغفور له بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ولا يغفل المتحف عن عرض المواد والأدوات الخاصة بالتراث الشعبي في حياة البدو والمجتمع القروي الزراعي، والمجتمع الحضري، ومدن وأسواق الأحساء وأبرز صناعتها المحلية، مع عرض للعملات الإسلامية وعدد من المخطوطات وصورها .
ويستقبل المتحف الزوار من طلبة المدارس وبعض الوفود السياحية التي تنظمها الفنادق ومؤسسات القطاعين العام والخاص طوال أيام الأسبوع .