تقديرات: بناء الميزانية على سعر للنفط في حدود 40 دولارا
رجح تقرير مصرفي أمس أن تكون السعودية قد بنت ميزانيتها على تحفظ شديد لأسعار النفط، وقال البنك السعودي البريطاني "ساب" – حسب ما نقلت "رويترز" - إن ميزانية 2009 تفترض أن يبلغ سعر برميل الخام الأمريكي 43 دولارا و37 دولارا للبرميل من الخام السعودي. وهذا يعني أن المتوسط سيكون 40 دولاراً. وتوقعت المملكة عجزا في الميزانية قدره 65 مليار ريال (16 مليار دولار) مع زيادة النفقات إلى 475 مليار ريال، بينما يتوقع أن تنخفض الإيرادات إلى 410 مليارات ريال. ويتفق هذا المعدل الذي أورده "ساب" مع تصريحات الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية الذي قال في حوار مع التلفزيون السعودي البارحة الأولى، إن التقديرات التي بنيت عليها الميزانية "مناسبة" و"متحفظة كالعادة".
من جهة أخرى، أكد الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية أنه وفقا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فإن الدولة ملتزمة ببرنامج الابتعاث, وهو يعني أن ترشيد الإنفاق في بعض القنوات لن يمس هذا الجانب ولن يمس تطوير القدرات البشرية.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
رجح تقرير مصرفي أمس أن تكون السعودية قد بنت ميزانيتها على تحفظ شديد لأسعار النفط، وقال البنك السعودي البريطاني "ساب" – حسب ما نقلت "رويترز" إن ميزانية 2009 تفترض أن يبلغ سعر برميل الخام الأمريكي 43 دولارا و37 دولارا للبرميل من الخام السعودي. وتوقعت المملكة عجزا في الميزانية قدره 65 مليار ريال (16 مليار دولار) مع زيادة النفقات إلى 475 مليار ريال بينما يتوقع أن تنخفض الإيرادات إلى 410 مليارات ريال. ويتفق هذا المعدل الذي أورده "ساب" مع تصريحات الدكتور إبراهيم العساف وزير الماليةالذي قال في حوار مع التلفزيون السعودي البارحة الأولى: إن التقديرات التي بنيت عليها الميزانية "مناسبة" و"متحفظة كالعادة".
وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين في بنك ساب "هذه ميزانية لبناء
الثقة"، مشيرا إلى أن آخر مرة سجلت فيها المملكة عجزا في ميزانيتها كان في
2002 . وأضاف "العالم يواجه ركودا والسعودية تنفق الأموال" وقال اقتصاديون إن السعودية تحاول تشجيع القطاع الخاص على مواصلة
الاستثمار فيما تجعل أزمة الائتمان العالمية من الصعب الوصول إلى تمويل وافر وبتكلفة رخيصة.
وأمس الأول قال تقرير أصدرته شركة جدوى للاستثمار إن حجم إنتاج النفط ومتوسط أسعاره اللذين يراوحان عند مستوى 8.1 مليون برميل يومياً و44 دولارا للبرميل (أي ما يعادل 48 دولارا من خام غرب تكساس) سيستوفيان تقديرات الإيرادات النفطية للميزانية. ورغم أن توقعات أسعار النفط تعد أقل تحفظاً من الأعوام السابقة (سعر خام غرب تكساس يبلغ 42 دولارا حالياً)، إلا أننا نتوقع أن تتخطى الإيرادات الفعلية تلك المقررة بموجب الميزانية، بل نتوقع استنادا إلى تقديراتنا بأن يأتي متوسط سعر الخام السعودي عند مستوى 68 دولارا خلال عام 2008، وبأن يتخطى الإنفاق الحكومي المستوى المتوقع في الميزانية وأن يتم تحقيق فائض في الميزانية قدره 89 مليار ريال. ويعتقد تقرير "جدوى" أن الحكومة لن تلجأ إلى الاستدانة وستغطي العجز في حالة حدوثه فعليا من خلال الاحتياطيات التي بنتها خلال الأعوام الماضية.
على صعيد تعاملات الخام في الأسواق العالمية، حولت أسعار النفط اتجاهها من الهبوط إلى الارتفاع أمس الثلاثاء لترتفع مرة أخرى عن 40 دولارا للبرميل بفعل عمليات شراء لتغطية مراكز دائنة وتسوية حسابات قبل صدور بيانات أمريكية مهمة. وارتفع سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي
الخفيف لشهر شباط (فبراير) 11 سنتا إلى 40.02 دولار للبرميل بعد أن هوى 6 في المائة أمس الأول. وكانت حركة التعامل هزيلة إذ عمد التجار إلى تسوية مراكزهم في أسوأ عام تشهده العقود الآجلة للنفط التي هبطت أسعارها الآن 57 في المائة عما كانت عليه في بداية العام. وصعد سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن 20 سنتا إلى 41.65 دولار للبرميل.
وذكت الخسائر المتزايدة للأسهم الأمريكية وأكبر هبوط على الإطلاق للصادرات اليابانية من مشاعر القلق يوم الإثنين على حالة الاقتصاد العالمي وهي علامات على احتمال أن ينكمش الطلب على النفط للمرة الأولى منذ ربع قرن وساهمت في هبوط أسعار النفط أكثر من 100 دولار من ذروتها التي بلغتها في تموز (يوليو) الماضي.
وقبل إعلان الميزانية، أكد لـ"الاقتصادية" محللون اقتصاديون أن بيع السعودية النفط في 2009 بمتوسط 50 دولارا للبرميل ـ كما تتوقع مراكز الدراسات العالميةـ، سيحقق عجزا طفيفا في الميزانية المتوقع إعلانها اليوم، مشيرين إلى أن هذا العجز لن يكون خارج سيطرة الحكومة ويمكن للسعودية تجاوزه بالاعتماد على احتياطياتها النقدية التي حققتها من مبيعات النفط بمتوسط 100 دولار للبرميل في عام 2008.