الرؤوس تتطاير!
ترقب الوسط الرياضي بشغف انطلاق الموسم الحالي، موسم "دوري المحترفين السعودي"، متوقعا أن يكون أكثر انتظاما وأجود تخصصا وأقدر فكرا في ظل زمن الاحتراف الحقيقي والرخاء المادي.
واصطدمت أحلام النقاد والرياضيين بتطاير رؤوس المدربين من أول عثرة بسبب تخبط الإداريين ومسؤولي الأندية غير المتخصصين فنيا في شؤون المدربين. وتوقع الرياضيون أن يتبدل الوضع عما كان عليه في المواسم السابقة من حيث التنظيم والتخطيط والاحترافية والتمرس الإداري، ولا سيما أن الرياضة السعودية تعيش مرحلة انتقالية تطويرية في المستوى والمضمون خصوصا بعد إعلان الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب من خلال مؤتمر صحافي عن تفاصيل مشروع تطويري من أربعة أبواب وأن أندية دوري المحترفين لن يقل دخلها عن 15 مليون ريال عام بحلول عام 2010.
وكان من بين الكلمات التي أذاعها الأمير نواف بن فيصل في ذلك المؤتمر "إن التطوير في العمل الرياضي لابد أن يرتكز على خطط علمية طموحة تثري العمل وتضمن نتائج تتوافق مع الأهداف المرسومة لهذه الخطط، والتطلعات تكون دائما نحو الأفضل في المحيط الإقليمي والقاري والدولي. هيئة دوري المحترفين التي وضعت الخطة مع شركائها من القطاع الخاص تعرف أن الهدف صعب ولكن بتعاون الجميع وأولهم أندية دوري المحترفين ستتكاتف جميعا لتصل بدوري المحترفين نحو العالمية".
الكلمات التي ذكرها الأمير نواف بن فيصل حول دوري المحترفين السعودي، تعطي مدلولاً واضحاً على وجود احترافية العمل من قبل الأندية التي ستزخر خزانتها بملايين الريالات مستقبلا ووجوب صرف تلك الأموال وفق استراتجية واضحة وخطط محددة الأهداف لكي يتواكب عمل الأندية المحترفة مع ما يدور في عقلية القيادة الرياضية التي تسعى جاهدة لتطوير الرياضة إلا أن وجود تقارير واضحة تؤكد أن نصف فرق الدوري المحترفة قامت بالاستغناء عن أجهزتها الفنية يضع أكثر من علامة استفهام بغض النظر عما إذا كان ذلك الاستغناء عن طريق إقالة المدرب أو تقديم المدرب استقالته، أو كما حدث في نادي أبها عندما هرب مدربه يومير فرنسا الجنسية مغربي الأصل وكذلك فعل الجزائري موسى صائب المدير الفني لفريق الوطني بخلاف هروب لاعب فريق الرائد المغربي زكريا يعبوب، فجميع تلك الأمور تنم عن سواء التخطيط وضعف القيادة الإدارية في عمل الأندية المحترفة، وكيف أن ناديا محليا يحضر مدربا أجنبيا بعد دراسة وتأن كما تزعم إدارات تلك الأندية ومن ثم وقبل نهاية الدور الأول من مسابقة دوي المحترفين تتم إقالته كما فعل نادي النصر مع مدربه الكرواتي رادان، وكذلك نادي الشباب أقال المدرب الأرجنتيني بومبيدو وتعاقد مع ابن جلدته إنزو هكتور فيما ذهب الروماني كوستيكا مدرب فريق نجران ضحية الخسارة التاريخية التي تلقاها الفريق من الهلال، وتمت إقالته ليلحق به مدرب الرائد محمد ألدو الذي أقيل من تدريب الفريق وتبدو إقالة الأرجنتيني كالديرون المدير الفني لفريق الاتحاد تطبخ على نار هادئة فيما سبق لنادي الأهلي أن فكر جدياً في إقالة مدربه الروماني مالدينوف وهي مؤشرات خطيرة تعطي دلالة أن دوري المحترفين يقاد بعقليات إدارية غير محترفة أسهمت بشكل أو بآخر في كثير من المشكلات الفنية لفرقها الكروية وأرهقت ميزانيتها مبالغ ذهبت أدراج الرياح مع كل إقالة، وكان بود الجميع معرفة ما الأسس التي تم بناء عليها اختيار تلك الأجهزة الفنية، وهل بالفعل يكمن الخلل في تلك الأجهزة أم هي مشكلات إدارية وفنية وعناصرية ويكون كبش الفداء فيها هو المدرب الذي يترتب على تسريحه جملة من الأمور لعل من أهمها اهتزاز الاستقرار الفني للفريق وتكلفة مادية نتيجة الإقالة المتضمنة الشرط الجزائي، ومن ثم التعاقد مع جهاز آخر ولا غرابة في أن يطلق على الدوري السعودي مقبرة المدربين.
#2#
#3#
#4#
#5#
#6#
ويا ليت الأندية السعودية تقتدي بما يفعله مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي يعيش مع مدربه السير إليكس فيرجسون لما يفوق عقدين من الزمان وتحديداً منذ عام 1986م فيما الفرنسي آرسن فينجر مدرب فريق آرسنال الإنجليزي يتجاوز عامه الـ 12 مع فريقه وهو دليل على بعد الرؤية ووضوح الصورة وتطبيق النظام والعمل وفق احترافية فيما كان لأحد الأندية الأوروبية من العبرة لأنديتنا السعودية خاصة والأندية العربية بشكل عام عندما تعاقد مع مدرب لقيادة فريقه بشكل مؤقت ليستمر ذلك المدرب في منصبه لأكثر من أربعة أعوام متواصلة يعمل مؤقتاً بينما المدرب الرسمي لأنديتنا المحلية يعد بقاؤه لأكثر من موسم إنجازا وهو ما ينم عن ضعف تخطيط وضيق نظره لإدارة الأندية يجب التخلص منها خصوصاً بعد الخطوات الجبارة التي تقوم بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل والتي كان من أهمها وأبرزها القيام بتوقيع عقود تنفيذ برامج هيئة دوري المحترفين السعودي في مجال الاستثمار والتخطيط الاستراتيجي والتي تهدف لدعم الأندية وتغذيتها بالموارد المالية لتكون قادرة على معايشة الاحتراف والنقلة النوعية التي تمر بها رياضة الوطن.
من جانبه، علق المدرب الوطني خالد القروني على إقالة المدربين بقوله:" من المؤكد أن النادي الذي يسعى إلى الاستقرار وتحقيق النتائج الإيجابية والعمل وفق احترافية يجب عليه في البداية اختيار الجهاز الفني الجيد ومن ثم المحافظة عليه من خلال دعمه ومنحه الثقة وتوفير احتياجاته كافة داخل الفريق وتوفير الجو المريح الذي يساعده على العمل ويجب ألا تكون العلاقة قصيرة بين الطرفين فالمهم في الجهاز الفني أن يكون عمله مبنيا على استمرارية لكي يتمكن من وضع برنامجه التدريبي وفق برنامج زمني محدد فليس من المعقول أن يتم التعاقد مع جهاز فني مطلع الموسم الرياضي ويتم اختيار معسكر خارجي أو داخلي لبدء التحضيرات وهي مرحلة شاقة ومهمة في المجال التدريبي خصوصاً للمدربين الذين لا يعلمون عن المستوى الفني للاعبين ومن ثم تبدأ اللقاءات الودية استعداداً لانطلاق الموسم وبعد عدد قليل من خوض المباريات نجد أن المدرب تتم إقالته فهو أمر غريب ولماذا يكون المدرب هو الضحية فربما النتائج السلبية التي يجنيها الفريق لا ذنب للمدرب فيها وربما يكون لسوء التوفيق دور وحتى العناصر الكروية يحتمل أنها هي خلف تلك النتائج لضعف الإمكانات أو خلافه فيما نشاهده حالياً لبعض الأندية من تغير مدربين بإقالتهم أو استقالتهم بدوره ينعكس على الفريق سلباً. ولو أمعنا النظر في النتائج التي يحققها فريقا الاتحاد والهلال والمنافسة الحامية بينهما على انتزاع بطولة الدوري السعودي للمحترفين نجد أنه بفضل عدد من الأمور ساهمت في ذلك التفوق يأتي في مقدمتها الاستقرار الفني وهو عنصر مهم فناديا الاتحاد والهلال يقودهما الأرجنتيني كالديرون والروماني كوزمين وهما مدربا الفريقين نفسيهما للعام الماضي ما يعني أن هناك استقرار في الطواقم التدريبية ومن ثم تأتي أمور أهم أيضاً وتكمن في توافر العناصر الفاعلة داخل الملعب والتي تؤدي ما يطلب منها باقتدار وتحرز النتائج الإيجابية إلى جانب التحفيز المعنوي والمادي وهو ما ينعكس بدوره على استقرار الفريق والمنافسة على البطولات في كل أصعدتها. وخلاصة القول إن الاستقرار الفني مطلوب لأي فريق متى ما كان يطمع في تحقيق النتائج الإيجابية وحتى وأن كانت البداية متعثرة وحضرت النتائج السلبية في مقدمة مشوار الفريق فيجب على إدارة النادي اتخاذ القرار الصحيح والأسهل من خلال دعم المدرب وزرع الثقة به من جديد وتحفيز اللاعبين لبذل أفضل ما لديهم بدلاً من الإقدام على إقالة الجهاز الفني لأن ذلك سيحدث شرخا ويهز الفريق الذي سيعود لنقطة الصفر من جديد ومع تلك الإقالة سيضيع العمل الذي قام به والتحضير الذي عمله وتنتهي الفائدة من معسكرات بداية التحضير والاستعداد".