اكتتابات 2008 في السعودية تجمع 11.25 مليار ريال وتحتل المرتبة الثانية عالميا
أكد تقرير لمركز "أبحاث مباشر" حول اكتتابات 2008 في السوق السعودية، أنه لم يبق للسوق السعودية على نهاية العام الحالي سوى ست جلسات عمل، ولم تعلن هيئة السوق أي اكتتابات متوقعة خلال الأيام المتبقية، ولذا فتكون اكتتابات العام (2008) قد انتهت قبل الثلث الأخير من الربع الثالث من العام، حيث كان آخر تلك الاكتتابات هو اكتتاب "كيمانول" الذي كان في منتصف آب (أغسطس) الماضي. وأرجع العديد من الخبراء توقف الاكتتابات في الأسواق المالية إلى الخوف من فشلها بعد أن جفت السيولة وتقلصت من الأسواق المالية بعد الأزمة العالمية المالية التي أطاحت بكثير من الأعمدة الاقتصادية في العالم.
الاكتتابات بين عامي2007 و 2008
على الرغم من أن الاكتتابات قد أغلقت بابها مبكرا إلا أن اكتتابات هذا العام كانت أكثر من مميزة، وفي تلك الفترة القصيرة مقارنة بالفترة التي كانت متاحة للاكتتابات العام الماضي، إضافة إلى قلة عدد الشركات المكتتب عليها في عام 2008 مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت 50 في المائة من عدد الاكتتابات في العام الماضي (13 في 2008 مقابل 26 في 2007)، كذلك تراجع رأسمال الشركات التي تم الاكتتاب فيها العام الحالي عن تلك التي تم الاكتتاب فيها عام 2007 بنسبة 44 في المائة، إلا أن الأموال المتحصلة من الاكتتابات هذا العام زادت على ضعف متحصلات الاكتتابات (103.24 في المائة) في العام الماضي، حيث حققت اكتتابات 2008 نحو 36.6 مليار ريال مقارنة بنحو 18 مليار ريال في 2007، وذلك ناتج بالطبع عن زيادة الأسهم التي تم الاكتتاب عليها في تلك الشركات عام 2008 عن تلك التي تم الاكتتاب عليها في الشركات في عام 2007 بنسبة 87.89 في المائة.
4 شركات تحتل مراكز قيادية في السوق
وبالنظر إلى الشركات التي تم الاكتتاب على جزء منها في 2008 نجدها تضم أربع شركات تحتل مراكز قيادية وسط شركات السوق، وذلك من حيث عدد الأسهم المصدرة وعدد الأسهم الحرة والقيمة السوقية لها (حسب إغلاق 17 ديسمبر 2008)، وهي "بترو رابغ"، "زين السعودية"، "معادن"، ومصرف الإنماء، حيث نجد أن هذه الأربع تقع ضمن أكبر 20 شركة من حيث عدد الأسهم المصدرة، بينما تقع 3 منها "بترو رابغ"، "زين"، و"الإنماء" ضمن أكبر 20 شركة من حيث القيمة السوقية، وتقع 3 منها "معادن"، "زين"، و"الإنماء" ضمن أكبر 20 شركة من حيث عدد الأسهم الحرة، حسب آخر تقارير صادرة عن هيئة سوق المال السعودية، وبذلك يكون مصرف الإنماء و"زين السعودية" ضمن أكبر 20 شركة في الثلاثة جوانب السابقة.
وكذلك نجد أن اكتتابات 2008 ضمت أكبر شركة من حيث سعر الطرح على مدار العامين (2007 و 2008) وهي مجموعة المعجل الذي بلغ سعر سهمها عند الطرح 70 ريالا فما كان أكبر الشركات من حيث سعر الطرح في 2007 هي الخليج للتدريب بسعر 65 ريالا.
وتميزت شركات الاكتتاب في عام 2008 بالطابع الاستثماري ووجود شركات كبيرة، إضافة إلى أنها تحت قطاعات مؤثرة سواء في السوق أو الاقتصاد الكلي في المملكة العربية السعودية، حيث تركزت في قطاعات المصارف والبتروكيماويات والاستثمار الصناعي، في حين كان معظم شركات عام 2007 في قطاع التأمين ومن الشركات الصغيرة نسبيا.
اكتتابات 2008 وأسعارها الحالية
وأشار تقرير مركز "أبحاث مباشر" أن شركات اكتتابات عام 2008 لم تشهد في أول يوم لها في سوق الأسهم بعد إدراجها ما كانت تشهده الشركات في عام 2007 من ارتفاعات في هذا اليوم، حيث كان أكثر الشركات ارتفاعا في مستوياتها السعرية في اليوم الأول لها من الإدراج شركة الصناعات الكيميائية الأساسية (بي. سي. آي)، حيث ارتفع سهمها في أول يوم له في السوق بنسبة 283.3 في المائة، كما شهدت بعض الأسهم ارتفاعات طفيفة جدا مقارنة بما كان يحدث من ارتفاعات في شركات اكتتابات عام 2007، حيث شهد سهم "أسترا الصناعية" ارتفاعا بنسبة 11.9 في المائة فقط، ويظهر ذلك جليا إذا عرفنا أن أقل الشركات ارتفاعا في الشركات التي تم الاكتتاب عليها وإدراجها في عام2007 كان بنسبة 30 في المائة، وكان ذلك في سهم "كيان"، في حين كان هناك عشرة شركات ارتفع سعرها في أول يوم بأكثر من 500 في المائة، وكان من هذه الشركات العشرة ست شركات ارتفع سعرها بأكثر من 900 في المائة.
كذلك نجد أن أسعار الشركات التي تم إدراجها في عام 2008 قد شهدت تراجعات ملحوظة عند مقارنة أسعارها الحالية وأسعار طرحها للاكتتاب، حيث نجد أن منها ما تراجع بنسب وصلت إلى 47.75 في المائة كسهم معادن، ومنها ما تراجع بنسبة 44.8 في المائة مثل أسترا، بالإضافة إلى أن ما شهد ارتفاعا منها كان بنسب بسيطة، ولم يتميز فيها سوى المتحدة للتأمين التي ارتفع سعر سهمها بنسبة 120 في المائة، في حين كان أقل الشركات ارتفاعا (عند مقارنة أسعار اكتتابات 2007 وسعر إغلاقها في نهاية 2007) هو المملكة وارتفع بنسبة 21.9 في المائة في حين كان هناك ثلاثة أسهم شهدت أسهمها ارتفاعات سعرية زادت على 1000 في المائة، وهي: "ملاذ" بنسبة 1427 في المائة و"سايكو للتأمين" بنسبة 1307 في المائة و"الأهلي للتكافل" بنسبة 1352 في المائة. ولعل كل ذلك راجع إلى تعرض هذه الأسهم لما تعرض له سوق الأسهم السعودية من تراجعات حادة تأثرا بالأزمة المالية العالمية التي لم ينج منها أحد.
4 شركات تستحوذ على 85.5 في المائة من إجمالي متحصلات الاكتتاب
#3#
تربع مصرف الإنماء على عرش الاكتتابات في 2008 من حيث متحصلات الاكتتاب، حيث استحوذ منفردا على ما نسبته 28.6 في المائة من قيمة متحصلات الاكتتابات في العام، تلاه "معادن" بنسبة 25.24 في المائة التي كان اكتتابها هو الأكبر عالميا في الربع الثالث من عام 2008 من حيث متحصلات الاكتتاب، وتلاها في المرتبة الثالثة "زين السعودية" بنسبة 19.10 في المائة، ثم "بترورابغ" بنسبة 12.55 في المائة، وبذلك تكون الشركات الأربع قد استحوذت على ما مجموعه 85.5 في المائة من إجمالي متحصلات الاكتتاب للشركات الـ 13 التي تم عليها الاكتتاب في 2008.
الاكتتاب في 2008 ربعيا
#2#
قسمت الاكتتابات في هذا العام على ثلاثة فصول من فصول السنة، وليس على 4 ككل الأعوام، حيث كان نهاية عمر الاكتتاب هذا العام في الربع الثالث، وقسمت الاكتتابات على ثلاثة أرباع بشكل شبه متساو، خمسة اكتتابات في الربع الأول ومثلهم في الربع الثاني والعدد الأقل (ثلاثة اكتتابات) في الربع الثالث، وذلك مختلف تماما عن العام الماضي، حيث كان في الربع الثاني من العام الماضي النسبة الأكبر من الاكتتابات، حيث شهد 11 اكتتابا بينما في الربع الأول كان هناك سبعة اكتتابات، وفي الربع الرابع من عام 2007 كان هناك ست شركات، ولم يشهد الربع الثالث سوى ثلاثة اكتتابات.
اكتتابات العام تستحوذ على 8.4 في المائة من الأسهم الحرة للسوق
استحوذت الشركات الـ 13 التي تم الاكتتاب عليها هذا العام التي تمثل 10.3 في المائة من إجمالي شركات السوق، على ما نسبته 6.6 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المصدرة لجميع شركات السوق، في حين تستحوذ على ما نسبته 8.4 في المائة من إجمال الأسهم الحرة لشركات السوق، وتستحوذ الشركات الـ13 على ما نسبته 7.15 في المائة من إجمالي القيمة السوقية للسوق السعودية، كذلك تستحوذ ثماني شركات منها أو ما يمثل 6.4 في المائة من إجمالي عدد شركات السوق على ما نسبته 6.45 في المائة من إجمالي القيمة الدفترية للسوق ككل، في حين أن الشركات الخمس الأخرى لم تظهر لها قوائم مالية سنوية لتظهر القيم الدفترية لها.
السعودية تستحوذ على 52 في المائة من الاكتتابات خليجيا
وذكر تقرير اقتصادي أن معدل حجم الاكتتابات الأولية في دول الخليج ارتفع بنسبة 106 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2007 . واستقطبت المملكة وحدها 13 من أصل 25 اكتتاباً أولياً في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بلغت قيمتها 36.3 مليار ريال (9.7 مليار دولار) .
في المقابل استقطبت الإمارات ثمانية اكتتابات أولية بقيمة 1.3 مليار دولار بينما شهدت قطر اكتتابا واحدا بقيمة 511 مليون دولار، وتم في الكويت اكتتاب واحد بقيمة 98 مليون دولار، بينما شهدت عمان اكتتابين بقيمة 70 مليون دولار.
عالميا .. السعودية تحتل المركز الثاني و"معادن" الأول في الربع الثالث من 2008
وحلت المملكة في المرتبة الثانية عالمياً على صعيد حجم العائدات، إذ حصدت اكتتاباتها ما مجموعه ثلاثة مليارات دولار، أي ما يوازي 23 في المائة من قيمة سوق الاكتتابات العالمية حسب تقرير أعدته إرنست ويونغ، شركة الخدمات المهنية، وحلت الصين في المرتبة الأولى مسيطرة على 25 في المائة من قيمة السوق بعائدات وصلت إلى 3.3 مليار دولار، بينما احتلت أستراليا المرتبة الثالثة بعائدات بلغت قيمتها 1.3 مليار دولار، أي 10 في المائة من قيمة السوق العالمية للاكتتابات.
وحسب التقرير فقد استأثرت منطقة الشرق الأوسط بخمسة من أكبر 20 اكتتابا في العالم من حيث حجم العائدات في الربع الثالث لعام 2008، وجاء اكتتاب الشركة العربية السعودية للتعدين "معادن" في المرتبة الأولى عالمياً، محققاً عائدات بلغت 2.467 مليار دولار. ومن بين الاكتتابات الإقليمية التي احتلت مكاناً لها على لائحة أكبر 20 اكتتابا، جاء اكتتاب شركة دريك آند سكل محققاً 333 مليون دولار، تليها شركة داماس إنترناشيونال بعائدات وصلت إلى 226 مليون دولار، وأخيراً جاءت الشركتان السعوديتان مجموعة أسترا الصناعية بعائدات بلغت 248 مليون دولار، وشركة ميثانول كيميكالز أو "كيمانول" الذي حقق اكتتابها 193مليون دولار.
ويأتي ذلك في ظل الأزمة المالية العالمية التي تعصف ببعض دول العالم فقد قاومت أسواق الشرق الأوسط الهبوط الحاد الذي عصف بأسواق الاكتتابات محققة 3.61 مليار دولار من عائدات 12 اكتتاباً شهدها الربع الثالث من العام الحالي 2008، مقابل 4.72 مليار دولار تحققت عبر 13 اكتتابا خلال الربع الثاني لهذا العام.
وتراجع نشاط الاكتتابات العالمية إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003، فقد شهد الربع الثالث لعام 2008 عدد 159عملية اكتتاب في جميع أنحاء العالم بلغت عائداتها 13.1مليار دولار. وهذا هو أدنى مستوى للنشاط الربعي من حيث عدد الاكتتابات والعائدات المحققة على حد سواء منذ الربع الثاني لعام 2003، والذي شهد 130عملية اكتتاب بعائدات لم تتجاوز آنذاك 6.8 مليارات دولار.
وتشير البيانات الإجمالية للأرباع الثلاثة الأولى من عام 2008، أن عدد الاكتتابات العالمية الذي بلغ 676 اكتتاباً، وقيمة عائداتها التي وصلت إلى 92.5 مليار دولار قد تراجع للنصف مقارنة بنتائج الفترة نفسها من عام 2007، إذ سجلت تلك الفترة 1388 اكتتابا بعائدات بلغت 185 مليار دولار. وعلاوة على ذلك، تم تأجيل وسحب 242 اكتتاباً حتى هذا التاريخ من عام 2008 مقارنة بما مجموعه 169 اكتتابا تم تأجيلها وسحبها في عام 2007.
الاكتتابات في الـ 10 سنوات الأخيرة
احتل عام 2008 المرتبة الثانية وسط السنوات العشر الأخيرة من حيث عدد الاكتتابات التي تمت به بعدد 13 اكتتابا، في حين كان في المرتبة الأولى عام 2007 بعدد 26 اكتتابا، وجاء في المرتبة الثالثة عام 2006 بعدد 9 اكتتابات، وبذلك تكون الأعوام الثلاثة الأخيرة قد استحوذت على ما نسبته 75 في المائة من إجمالي الاكتتابات التي تمت في سوق الأسهم السعودية في السنوات العشر الأخيرة، أي حتى عام 1998، وزاد عدد شركات السوق في هذه السنوات العشر الأخيرة بنسبة 80 في المائة.
وحدث انخفاض في عدد الشركات، وذلك بعد أن تم دمج شركات الكهرباء تحت شركة واحدة قابضة وإدراجها في السوق باسم السعودية للكهرباء وتحت رمز وحد وهو 5110، وذلك في يوم 29 يونيو 2002.
وتم الاكتتاب في 13 اكتتابا جديدا تم إدراجها كلها إضافة إلى ثلاث شركات كانت قد تم الاكتتاب عليها في 2007، وتم إدراجها في 2008، وبذلك يكون عدد شركات السوق 127 شركة إلا أن شركة بيشة الزراعية تم إيقاف التداول عليها، وبذلك يكون عدد الشركات المتداولة في نهاية 2008 عدد 126 شركة فقط.