ارتفاع نسبي في إشغال الفنادق والصحة والمياه تستنفر طاقاتها
سجلت أرقام ومعدلات نسب التشغيل اليومية للفنادق في المدينة رقمها الأكبر منتصف الأسبوع الجاري مع معدلات أرقام شارفت على عتبة 90 في المائة, وهو الرقم الذي لم يتحقق في أغلب فترات الموسم مع اتساع قاعدة المساكن المعدة لاستقبال الحجاج, وتبعا لذلك ازداد الطلب الأسبوع الماضي على الخدمات الصحية والمياه مع بلوغ أعداد الحجاج رقمها الأعلى فيما لم يسجل نقصا ملحوظا في خدمات أي من هذين القطاعين المهمين.
وتقدم المؤسسة الأهلية للأدلاء المعنية بالتنسيق مع بقية القطاعات الخدمية المعنية بخدمة الحجيج خدماتها التنظيمية - في انتظار اكتمال قدوم أفواج الحجيج إلى المدينة المنورة (ما يعرف بالموسم الثاني) ومغادرتهم المدينة نهاية الشهر الجاري - وذلك من خلال جميع مرافق المؤسسة الميدانية المتمثلة في ثلاثة مراكز استقبال و18 مكتب خدمة ميدانية وخمسة مراكز إرشاد للحجاج التائهين, إضافة إلى عشرة مكاتب للمساندة والدعم وخمسة مجالس تنفيذية واستحدث خمسة مراكز جديدة في المنطقة المركزية للمغادرة الميدانية النهائية .
ويقدم أكثر من 3500 موظف موسمي تعاقدت معهم مؤسسة الأدلاء جهودهم لاستقبال أكثر من 800 ألف في الموسم الثاني وتوديعهم من خلال استخدام أكثر من 1500 جهاز تقني ما بين حاسب آلي محمول وثابت وأجهزة اتصال لا سلكي, إضافة إلى المركبات الصغيرة و(الميكروباص) والدراجات النارية, التي بلغ عددها 200 مركبة, فيما قام رئيس وأعضاء مجلس الإدارة بجولات ميدانية لتفقد جميع المرافق والتأكد من أدائها عملها بكامل طاقاتها لخدمة الحجاج.
يذكر أن خطة هذا العام شهدت عدة مستجدات منها تشغيل الصالة الجديدة التي أنشأتها الوزارة في محطة الهجرة وإنشاء وحدة لإدارة المواقف لمعالجة تكدس وقوف الحافلات في المحطة وسرعة إنهاء الإجراءات وتسريع إجراءات الاستقبال والمغادرة من خلال خدمة المسارات السريعة, كما فعّلت مشاركة مكاتب الخدمة الميدانية في برنامج الطوارئ والسلامة فيما بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الاستراتيجية لتقنية المعلومات متوسطة الأجل, كما تم ربط كل المواقع الميدانية التابعة للمؤسسة بمشروع الأرشفة الإلكترونية.
الفنادق .. نسب إشغال متدنية
رغم أن حركة الحجيج وصلت في المدينة المنورة إلى ذروتها في منتصف الأسبوع الماضي إلا أن معدل أرقام المتبقين في المدينة المنورة نسبيا كان أقل من مثيله في العام الماضي بنحو 12 في المائة, ترافق ذلك مع انخفاض في معدلات إشغال الفنادق التي شهدت انخفاضا ملموسا عن معدلاتها السنوية.
وبلغ عدد القادمين إلى المدينة المنورة حتى الأحد الماضي أكثر من 310139 حاجا غادر منهم 120190 حاجا وتبقى نحو 190 ألف حاج يشغلون نحو 89 في المائة من غرف الفنادق المعدة لاستقبالهم وقرابة 51 في المائة من إجمالي المساكن المخصصة لاستقبالهم.
وإجمالا تظهر أرقام وإحصائيات الحج لهذا العام انخفاضا ملحوظا في نسب الإشغال الفندقي يعزى أولا إلى التوسع في خدمات الإسكان التي عرفتها المدينة المنورة هذا العام مع زيادة الفنادق والمساكن المخصصة لاستقبال الحجاج وإلى أسباب اقتصادية أخرى وفقا لما يشرحه مختصون فندقيون.
يشير الخبير الفندقي عبد الغني الأنصاري عضو لجنة السياحة والحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة إلى أن نسب الإشغال الفندقية تعد العام الحالي متدنية نسبيا لاعتبارات عدة ربما تكون من بينها الأزمة المالية العالمية التي أسهمت في تقليص نفقات الفرد والأسرة في غالبية المجتمعات.
وسجلت المدينة المنورة أرقاما أصغر لمعدلات أسعار الفنادق مقارنة بمكة والرياض ومدن سعودية وعربية أخرى في تقرير أصدرته شركة مختصة بتقييم أداء فنادق النجوم الخمس مع بلوغ معدلات أسعارها في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام 2008 نحو 98 دولار أمريكيا ما يعادل نحو 370 ريالا سعوديا (للغرفة الواحدة في حين سجلت مكة خلال الفترة نفسها 195 دولارا للغرفة الواحدة.
الخدمات الصحية ..خدمات متميزة ووعود بالأفضل
تعد الخدمات الصحية إحدى أهم الركائز لخدمة الحجاج في المدينة المنورة مع وصول أعداد الذين راجعوا المستشفيات والمراكز الصحية من الحجاج أكثر من تسعة آلاف حاج في يوم الأحد الماضي فقط, فيما بلغ عدد الحالات المنقولة عبر الهلال الأحمر135 حالة في اليوم ذاته, وتفقد الدكتور حمد المانع وزير الصحة قبل بداية الموسم الثاني الخدمات الصحية المقدمة للحجاج في المدينة المنورة وبحث مع الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة الاستراتيجية الصحية في المنطقة والمشاريع المستقبلية ومتطلبات الخدمات الصحية للحاج والمواطن على حد سواء.
وكان أمير المدينة قد ألمح خلال اجتماع لمجلس المنطقة حضره وزير الصحة إلى الحاجة الملحة إلى زيادة السعة السريرية لتواكب الأعداد المتزايدة من زوار طيبة الطيبة ولتخفف الضغط عن الخدمات الصحية في المنطقة, لافتا إلى مشاريع صحية عدة تم اعتمادها وأخرى في طريقها للتنفيذ.
وأعلن أمير المدينة بحضور وزير الصحة في ذلك الاجتماع اعتماد 103 مراكز صحية على مستوى المنطقة ومحافظاتها لمواجهة الضغط المتزايد على الخدمات الصحية مع التطور الطبيعي لأعداد السكان إلى جانب ازدياد أعداد الزوار, مشيرا إلى استكمال بناء ثلاثة مستشفيات بعد أن تم إعلان تشغيل مستشفى الحمنة بسعة 50 سريرا
المياه: طاقة متزايدة لتلبية الطلب المتزايد
ومع ازدياد الطلب على المياه في مواسم الحج أعلن أخيرا مدير عام إدارة المياه في منطقة المدينة المنورة, أن مديرية المياه في المنطقة رفعت معدل ضخها للمياه, وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على توفير المياه ليرتفع إلى 325 ألف متر مكعب يوميا وفق الخطط الموضوعة لذلك.
ويقدر معدل الاستهلاك اليومي لأهالي المدينة المنورة بنحو 290 ألف متر مكعب يوميا, ويزداد هذا المعدل بالتنسيق المستمر مع المختصين في محطة تحليه المياه المالحة في ينبع لضرورة إرسال أكبر كمية من المياه المحلاة إلى المدينة المنورة وتنسيق أعمال الصيانة في وحدات التحلية, وذلك لضمان توفير المياه اللازمة للمواطنين والحجاج في المدينة المنورة, التي تعتمد في مصادرها على مصدرين أساسيين هما المياه الواردة من محطة تحلية المياه المالحة في ينبع والمياه المنتجة من آبار العين الزرقاء في منطقة آبار الماشي.
وأعدت مديرية المياه في المدينة خطة عمل طوارئ المياه للتصدي للأعطال التي قد تحدث –لا قدر الله - في مضخات المياه وكمية الضخ التي تتضمن مواجهة الاحتمالات الطارئة, وتكثف مديرية المياه في المدينة جهودها خصوصا لتوفير المياه للمواطنين والمقيمين والحجاج على مدار الساعة خاصة في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم النبوي الشريف, وكذلك استمرارية أعمال الصيانة والنظافة لشبكة الصرف الصحي لضمان عدم حدوث أي انسداد في الشبكة مع توفير الأيدي والمعدات والأجهزة على مدار الساعة لمواجهة أي حالة طارئة.