مسلسل العنف مع الأبناء .. أب يضرب ابنه بالعقال في "الفسحة"
مسلسل العنف مع الأبناء .. أب يضرب ابنه بالعقال في "الفسحة"
اعتدى ولي أمر طالب على ابنه بلكمات خطافية وبالعقال في إحدى المدارس الثانوية شرق الرياض أمام الطلاب والمعلمين، أدى إلى هروب الطالب من المدرسة، بعد أن تم استدعاء الأب من قبل إدارة المدرسة لارتكاب ولده مخالفة سلوكية.
وتعود تفاصيل الحادثة وفقاً لوكيل المدرسة سلمان العنزي أن بعض الطلاب ارتكبوا مخالفة سلوكية وهي مخالفة من الدرجة الرابعة، وبحسب ما تنص لائحة المخالفات السلوكية التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم، تحتاج إلى استدعاء أولياء أمورهم، ومن هذا المنطلق تم الاتصال بهم والطلب منهم الحضور للمدرسة، وعند حضور أحد أولياء الأمور للمدرسة وفور رؤيته لأبنه، وفي لحظة إشراف إدارة المدرسة على الطلاب بالفسحة، قام بالاعتداء بالضرب باللكمات والعقال علىابنه، ولولا تدخل بعض الزملاء لحدث ما لا تحمد عقباه، وفي أثناء المعمعة هرب الطالب من المدرسة.
ويضيف العنزي أنه بعد أن تم السيطرة على الموقف وفك الطالب من يدي والده وتهدئته، تم إخباره بأن هذه الطريقة غير تربوية خاصة أمام الطلاب والمعلمين، وربما تكون ردة فعل الابن عكسية، وأن الأمور لا تحل بهذه الطريقة الخاطئة مهما كانت الأخطاء، حيث يرى الأب أنه ما دعاه إلى ضرب ابنه تكرار السلوك السيئ من ولده سواء في المدرسة أو خارجها، لأنه بحسب قوله يرى أنه لم يبخل على ابنه بشيء وأنه وفر له جميع طلباته، والمفترض عليه أن يتفرغ لدراسته لا للمشاكل والسلوكيات الخاطئة.
ويبين وكيل المدرسة أن مثل هذه الحوادث كثيراً ما تحصل في المدارس، من قيام أولياء الأمور بضرب وشتم أبنائهم أمامنا، ولولا تدخل إدارة المدرسة لحصلت أمور لا تحمد عقباه، وأن اعتداء الآباء على أبنائهم أصبح من الأشياء المألوفة لدينا.
ويذكر لـ"الاقتصادية" وليد الشنيفي مرشد طلابي للمرحلة الثانوية، أن اعتداء الأب على ابنه أمام زملائه ومعلميه لأي سبب من الأسباب هي من الطرق الخاطئة التي يرتكبها كثير من الآباء، وأن هذا السلوك الخاطئ سيكون ردة فعل سلبية من قبل الابن، من عدم رغبته في الدراسة، ومحاولة الهروب من المدرسة. وقد أجمع فريق من علماء النفس على أن ضرب الطفل في المراحل الأولى من عمره يجعله في المستقبل إنسانا خائفا وجبانا، لا يستطيع التعبير عن رأيه بصراحة، لأن هذا الطالب الصغير إما أن يشعر بأنه منبوذ ومضطهد، وإما أن يرتفع عنده إحساسه بذاته فيصبح عدوانياً.
وبين الشنيفي أن أحد علماء النفس والتربية ذهب أبعد من ذلك حين ذكر أن أسلوب الضرب يترك أثراً سيئاً في شخصية الابن، بحيث يفقده قدرته على التمييز والثقة بالنفس, كما يؤدي شعوره بالإحباط إلى سلوك عدواني موجه ضد المجتمع الخارجي، وحين يصل أولادنا إلى مرحلة الخطأ يكون عقابه هو حرمانه من جزء من اهتماماته, مثل حرمانه من مشاهدة التلفزيون أو منعه من النزهات، وفي الوقت نفسه يجب التركيز على مبدأ المكافأة والثواب.
من جهة أخرى، كشفت إحصائية لوزارة الداخلية السعودية أن العنف المدرسي في المملكة يشكل 82 في المائة من إجمالي الحوادث، وأن العنف المدرسي أصبح من أكثر المشكلات شيوعاً، حيث بلغت هذه الحوادث في عام 2004 في منطقة الرياض 1406 حوادث اعتداء، ووصلت إلى 4528 حالة اعتداء في عام2006.