"الشتاء" يرفع أسعار الحطب في الأسواق
اعتاد الكثير من أبناء العاصمة على قضاء وقت ماتع في البر سواء مع ثلة من الأصدقاء والأصحاب، أو مع أفراد الأسرة للاستماع بالهدوء والهواء العليل، فالذهاب الى البر بعد قضاء أسبوع كامل بين زحمة السيارات وضجيجها من شأنه أن يسهم في تهدئة الأعصاب التي أثارها الضجيج والزحام والعمل المرهق، إلا أن اقتراب ودخول موسم البرد يجعل من قضاء وقت ماتع في البر أمرا متعذرا, خاصة أن البرودة في البر أكثر منها في المدينة، ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد ، فقد فكر البعض في استغلال هذا الأمر بحيث يحقق رغبة هواة البر سواء للجلوس والاستمتاع بالهدوء أو في القنص والصيد في الرمال الشاسعة، فكانت فكرة بيع الحطب الذي يتم استقدامه من المناطق الجنوبية نظرا لتوفره بكميات كبيرة , إضافة إلى رخص ثمنه، ويقول بندر الروقي الذي يعمل تاجرا للأحطاب إنه في البداية كان يذهب بنفسه، ويقود سيارته الكبيرة ليحضر بها الحطب من هناك، ثم يأتي الى الرياض لبيع بضاعته التي تلقى رواجا وإقبالا من قبل هواة الذهاب إلى البر، ويضيف " كان الأمر متعبا وشاقا نظرا لبعد المسافة ودخول موجة البرد، لكن كل هذا يهون في سبيل تحقيق الأرباح ", مؤكدا أن الحياة لم تعد سهلة، ولا بد من الكد لتحقق ما تصبو إليه نفسك، وأشار الروقي إلى أن معاناته توقفت منذ أمد بعيد بعد اتفاقه مع بعض تجار الحطب في الجنوب، فهم يبعثون له بالكميات التي يطلبها ويحددون له السعر الذي يكون شاملا لقيمة الحطب وأجرة النقل، وهذا الأمر ساهم في زيادة أرباحه وكذلك قلة جهوده. وعن أسعار الحطب أوضح الروقي أن حزمة الحطب يراوح سعرها بين ال70 و 100 ريال إلا أنه رفض الكشف عن أسعارها الحقيقية في الجنوب قائلا إن هذا سر المهنة ومن يريد أن يعرف فعليه أن يذهب إلى الجنوب.
من جانبه, أكد منصور الهبدان أنه لا يستطيع الاستغناء عن قضاء وقته الأسبوعي في البر مع أفراد أسرته مهما كانت الظروف، مبينا أن دخول موجة البرد أو الحر لا تمنعه من قضاء وقته الماتع في البر، فهو يذهب في النهار إذا كان الجو باردا، ويقضي وقتا ماتعا في الليل أثناء الصيف, مشيرا إلى أن مسألة الحطب حلت مشكلة البرد وأنهت الإشكالية ، منوها بأن أسعار الحطب غالية مقارنه بأسعارها في الجنوب، وأضاف " هذا أمر طبيعي، فنقل الحطب من المناطق البعيدة الى الرياض يحتاج إلى جهود وأموال من قبل تجار الحطب, وهو ما يعني أن أسعاره سترتفع حتى يحقق التاجر الربح فيما يحقق الراغب في قضاء وقت في البر رغبته، معتبرا أن أسعار الحطب التي تباع في العاصمة مناسبة. ولا يتفق مع هذا الأمر المهندس إبراهيم الراهب الذي يرى أن أسعار الحطب التي تباع في الرياض مبالغ فيها، وقال إن المدمنين على الطلوع في البر يدفعون ثمن إدمانهم لتجار الحطب الذين يستغلون هذا الموسم لرفع أسعار بضاعتهم، مضيفا أن سعر حزمة الحطب الجيد في المنطقة الجنوبية يراوح بين 25 و30 ريالا، بينما الحزمة تباع هنا بأسعار تفوق ضعف هذا السعر، وقال صحيح أن التاجر حر في تحديد سعر بضاعته ولا يلزم أحد بشرائها، لكن هذا يعتبر نوعا من الاستغلال، مؤكدا أن تجار الحطب يستطيعون تحقيق الأرباح بشكل معقول وليس باستغلال حاجة الناس إلى الحطب.
فيما قرر البعض من المواطنين والمقيمين ترك رحلات البر المكلفة والتي عادة لاتكون مريحة في موجة البرد خاصة لصغار السن الذين لايستطيعون ممارسة اللهو واللعب في البرد القارس، وآثروا البقاء في منازلهم أو الذهاب إلى الملاهي والأماكن الدافئة حتى تنحسر موجة البر ويعاودون طلعاتهم إلى البر.