"البرد" ينعش أسواق بيع المناقل والمشبات

"البرد" ينعش أسواق بيع المناقل والمشبات

هناك بعض السلع التي لا يحتاج المستهلك إليها إلا في أوقات محددة، لذا فإن مثل تلك السلع تلقى رواجا كبيرا في تلك المواسم، وهو ما يدفع البائعين لاستغلال تلك الفترة أحسن استغلال, مدركين أنهم سيمرون بمرحلة ركود طويلة الأمد، وليس عليهم سوى تشمير سواعدهم واستغلال فرصتهم قبل أن ينقضي الموسم ويعودون إلى بياتهم الصيفي الطويل.
ففي هذه الأيام التي تشهد موجة برد يبدوا أنها ستكون طويلة الأمد, حيث ارتفعت مبيعات محال المناقل والمشبات، المستخدمة لإشعال الحطب والفحم، وأرجع متعاملون في السوق أسباب ذلك الارتفاع إلى دخول فصل الشتاء، ورغبة الأغلبية في الاستمتاع بإشعال الحطب لغرض التدفئة، بعد تسرب الملل لديهم من استعمال التقنيات الحديثة مثل "الدفايات".
يذكر فيصل الهتار مشرف أحد محال غرب العاصمة، ازدهار سوق المناقل والمشبات هذه الأيام، حيث يعتبر موسم الشتاء فرصة سانحة لكسب أرباح كبيرة لهم من خلال بيع عديد من المناقل والمشبات، مضيفاً أن المناقل هي الأكثر مبيعا في الوقت الحاضر، ويرجع السبب في ذلك إلى تنوع صناعتها وأنواعها، لافتاً إلى أن المشبات الحديدية تجد إقبالا متوسطاً لصعوبة تركيبها في المنزل، بعكس تلك التي يمكن التنقل بها في أي موقع، مشيرا إلى تعدد أنواع المناقل، فهناك ماهو مصنوع من الألمنيوم، النحاس، والمناقل المصنوعة من الحديد، وقال إن كل واحدة لها ميزتها، فالمناقل المصنوعة من الألمنيوم لا تتغير ألوانها رغم كثرة استخدامها، فيما تتميز المناقل النحاسية بمظهرها الجميل أثناء اشتعال الحطب، وينصح الهتار بشراء المناقل الحديدة خاصة لمن يرغبون في الذهاب إلى البر.
من جانبه, كشف عبد الملك حمود - عامل في أحد المحال - أن أسعار المناقل الموجودة في السوق تختلف من نوع لآخر، حيث تراوح أسعار مناقل الألمنيوم بين 100 و180 ريالا بحسب الحجم، فيما تراوح أسعار مناقل النحاس على حسب الألوان والعازل والنقش بين 900 و1300 ريال، لافتاً إلى تراوح أسعار مناقل الحديد بين 250 و350 ريالا وعلى حسب سماكة الحديد وحجمه.
موضحا أن هناك نوعين من المشبات الحديدية، النوع الأول مصبوغ بدهان عادي، والنوع الآخر محروق بدهان حراري وهو النوع الذي لا يتأثر بالظروف الحرارية، وأشار إلى أن أسعار المشبات تراوح بين 400 و2500 ريال وفقا للجودة وطلب الزبون، منوها بأنه تتم طلبية الزبائن بتركيب تلك المشبات في المنازل، إذا تطلب الأمر ذلك، مؤكدا أن جميع المناقل الموجودة في السوق هي من الصناعات المحلية، ماعدا المناقل النحاسية فهي مستوردة من الخارج، وبالنسبة للمشبات فهي ذات صناعة محلية أيضاً.
من جانبه, حذر الدكتور فهد الخضيري عالم أبحاث طبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في حديث سابق لـ "الاقتصادية" من أضرار استنشاق الأدخنة والغازات الناتجة عن اشتعال الحطب الذي يلجأ إليه الناس في الوقت الحالي لغرض التدفئة، وقال: إن إشعال الحطب في غرفة دون تهوية أو غرفة ذات تهوية سيئة يسبب زيادة نسبة غاز أول أكسيد الكربون السام، كما أنه يساعد على زيادة نسبة غازات الكربونات التي تؤثر في الجهاز التنفسي تأثيرا سلبيا، لافتا إلى أن استنشاق مثل هذه الغازات قد يسبب الاختناق, وبالتالي الوفاة أو الوفاة الدماغية المفاجئة، وحول تأثير هذه الغازات في الذين يستنشقون الأدخنة باستمرار، قال الدكتور الخضيري إن ذلك قد يسبب بعض التأثيرات السلبية مثل الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية، أو الإصابة بالالتهاب الرئوي أو الإصابة بالالتهابات الصدرية، وأضاف "إن دخول الغازات السامة إلى تيار الدم له دور في التحول الخلوي وهو تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، وأكد الخضيري أن الأشخاص الذين يستخدمون مادة الكيروسين ( القاز) بهدف التعجيل بإشعال الحطب، أو يستخدمون المواد البترولية الأخرى لهذا الغرض قد يكونون عرضة لاستنشاق المواد الهيدروكربونية الضارة التي يكون تأثيرها أشد ضررا في المدى البعيد.

الأكثر قراءة