شارع السبالة.. محال "وقف" سينتهي في عام 1432هـ

شارع السبالة.. محال "وقف" سينتهي في عام 1432هـ
شارع السبالة.. محال "وقف" سينتهي في عام 1432هـ
شارع السبالة.. محال "وقف" سينتهي في عام 1432هـ
شارع السبالة.. محال "وقف" سينتهي في عام 1432هـ
شارع السبالة.. محال "وقف" سينتهي في عام 1432هـ

يشتهر شارع السبالة في حي الشميسي "وسط الرياض" وصاحب العمر الزمني الذي يتجاوز 60 عاما بتخصص المحال في بيع الأواني المنزلية. ويعرف كبار السن هذا المكان قبل أن يتحول إلى مركز تجاري يعد الأشهر في مجاله أو ما يعرف عند بعض أهل نجد "بالمواعين"، حيث كانت المزارع تغطي جزءا من المساحة التي تنتشر فيها المحال والمنازل الطينية القديمة، كما أن انتشار الأسواق التجارية في مناطق مختلفة من مدينة الرياض لم يقلل من قيمته، بل ما زالت المحال في تزايد مستمر، ويمتد شارع السبالة من الغرب إلى الشرق في مسافة لا تتجاوز كيلو متر واحد، هذا الامتداد الطولي لا يعبر عن حجم الدخل التجاري في هذا المكان ، إذ إن دخله يوازي دخل كثير من المراكز التجارية، حيث ترتفع المبيعات في شهر شعبان إلى قرابة 50 في المائة فيما عداه من الشهور.

السبالة "المسمى"

جاء هذا المسمى"شارع السبالة" عندما حول الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله المنطقة الواقعة قرب طريق الملك فهد إلى "سبيل" لكي يؤمن احتياجات مسجد المريقب في الديرة في ذلك الوقت بنظام "الصبرة"، وهو نظام يحبس الأصل، ويسبل الثمرة، للانتفاع منها، في ذلك الوقت تولى الإشراف على هذا السبيل إمام مسجد المريقب، حتى تحول في الوقت الحالي إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للإشراف عليه، ومتابعته. على امتداد تلك الفترة التي يزيد عمرها على 70 عاما أقام الناس على تلك الأرض عديدا من المباني الطينية مقابل أجور رمزية، وتبايعوا تلك المنازل ومن ثم تحولت إلى محال تجارية ومستودعات للبضائع. يمثل عام 1432هـ تاريخا مهما لكثير ممن يدفعون المبالغ الرمزية مقابل تلك المباني, حيث سوف تنتهي المدة المحددة للصبرة في ذلك العام.

#2#
التاريخ الحديث للسبالة

يؤكد سليمان السكيت صاحب محل منذ أكثر من 25 عاما، ونائب مدير مصنع الرياض للأواني المنزلية, أن التغيرات في شارع السبالة محدودة جدا، فطوال الفترة الماضية وشكل الشارع لم يتغير، فمن تركه قبل 20 عاما ويراه الآن لن يجد كثير اختلاف أو تغير إلا الطبقة الأسفلتية التي عملت منذ مدة، ويشير السكيت إلى حركة الشارع حيث كانت تتجه من الشرق نحو الغرب بعكس ما هي عليه الآن، حيث تبدأ من شارع عسير غربا حتى تصل إلى طريق الملك فهد شرقا، وهذا التغيير تزامن مع تطوير شارع الكباري وتحويله إلى طريق الملك فهد، مضيفا رغم انتشار الأسواق والمراكز التجارية إلا أن هذا الشارع ما زال محتفظا بمكانته فتجد هناك محال تجارية تترك نشاطها وتتحول إلى محال لبيع الأواني.
فيما يوضح سعيد المغيرة - تاجر يعمل في الشارع من أكثر من 30 عاما- أن الأسباب التي جعلت التجار يختارون هذا المكان تكمن في قربه من منطقة الديرة، وكذلك الإيجارات المعقولة، موضحا أن السبالي شأنه شأن أي مركز تجاري بالنسبة يشهد إقبالا في آن وتراجعا في آن آخر، وقال هناك تقلبات، فالشارع مر بفترات ازدهار وفي المقابل تسمع عن سنوات تراجعت المبيعات وقل الزبائن ، ويؤكد المغيرة أن تطوير طريق الكباري من الأسباب التي أدت في وقتها إلى تراجع المبيعات وقلة الزبائن التي تأتي إلى هذا المكان، ويضيف أن الأوضاع عادت كما كانت من قبل.

#3#
نوعية البضائع

أمتار محدودة تتكدس فيها بضائع مختلفة، تتشابه في ترتيبها وتنظيمها, فالقدور توضع فوق بعضها بعضا حتى تصل إلى مستوى ارتفاع الأبواب، هذا الأسلوب المنتشر بين المحال يجعل من الصعب أحيانا أن تفرق بين محل وآخر، ومع هذا التقارب، والتشابه ألا أن هناك تفاصيل دقيقة تؤثر في الجودة والسعر، وهما ما يبحث عنه الزبون، ويعود السبب في ذلك كما يشير السكيت إلى مصادر هذه البضائع، فهناك محال متخصصة في الجملة والاستيراد والتصدير إضافة إلى البيع بالقطاعي وأخرى للقطاعي، فالمحال التي تبيع بالقطاعي تأتي إلى الموردين وتشتري منهم عينات وتعرضها في محالهم، وعندما يأتي الزبون إلى ذلك المحل وتعجبه تلك القطعة فإنه يأتي إلى تاجر الجملة ويأخذ الكمية التي يريد وفي نهاية الدوام يكون هناك تصفية بين المحال، ويرى السكيت أن هذه الطريقة مجدية للجميع، فمن ناحية تاجر الجملة تسهم في انتشار بضاعته في أكثر من محل، وتصبح فرصة التسويق أكبر، لأن الزبون لن يمر على جميع المحال من أول الشارع حتى نهايته، ومن جانب تاجر القطاعي فهو لم يخسر شيئا، ولم يتكدس محله بالبضاعة.
ويتفق كثير من العاملين في هذه المحال على أن شهر شعبان يعد أفضل الشهور بالنسبة للمبيعات حيث ترتفع إلى نسبة قد تصل إلى أكثر من 50 في المائة. دون أن يوضحوا الأسباب التي تجعل هذا الشهر يستأثر بنصيب الأسد من بين بقية الشهور، إلا أن بعضهم يعتقد أن السر في ذلك هو قدوم شهر رمضان المبارك الذي يعقب شهر شعبان.

#4#
40 ذبيحة هو الأكبر

يصعب أن ترى نوعية من البضاعة في أي مكان أو محل من المحال المتخصصة في بيع الأواني المنزلية إلا في هذا المكان، حيث يشير محسن المغيرة إلى أن هناك قدورا ضخمة تتسع لأكثر من 20 ذبيحة، بل إن بعض المناسبات الخاصة صممت لها أنواع تتسع لقرابة 40 ذبيحة.

#5#
دلال "رسلان" وأباريق "غضار"

من جانبه أكد تاجر الآواني المنزلية عبدالله الحربي أن هناك نوعية من الزبائن تأتي للبحث عن نوعية بضاعة معينة مثل دلال الرسلان التي تصل أسعارها إلى 300 ريال رغم قدم النوعية، فهؤلاء لا يتناولون القهوة إلا في هذا النوع الذي ما زال الطلب عليه مستمرا ولم ينقطع، وفي المقابل يذكر السكيت أيضا أن نوعية أباريق" الغضار" التي ترتبط بالقدم والتراث حينما كانت هي المنتشرة في ذلك الزمن، مؤكدا أن كثيرا من محبي الشاي لا يفضلون سوى هذه النوعية التي تكون مصنوعة من الاستيل ومغلفة بنوعية من الفخار من الداخل والخارج، مشيرا إلى أن هناك عديدا من المصانع التي تقدم هذا المنتج إلا أنها لم تصل إلى مستوى تلك النوعية القديمة ومعها تتفاوت الأسعار وقد يظن الزبون أن هناك تلاعبا من بعض أصحاب المحال.

الأكثر قراءة