أسعار "الأصلية" ترفع الطلب على السلع "المقلدة"!
دفعت الموجة العاتية لارتفاع الأسعار كثيرا من المستهلكين للبحث عن السلعة الأقل تكلفة حتى ولو كان ذلك على حساب جودتها، وأسهم هذا الأمر في بروز كثير من السلع المقلدة أو التي يصفها بعض التجار بأنها سلع مغشوشة وعديمة الجودة، والمستهلك الذي يقبل على شراء تلك السلع التي توصف بالمغشوشة أو المقلدة يدرك تماما هذا الأمر، ويعي أن هناك سلعا أكثر جودة، لكن ماذا يفعل هذا المستهلك إذا أدرك البون الشاسع بين هذه وتلك من حيث فارق السعر، فمثلا السلعة الأصلية قد يصل سعرها إلى 1000 ريال بينما المقلدة لا تتجاوز200 ريال، وإذا كان المستهلك حرا في اختياره بين الجودة الغالية أو السعر الأرخص ، فإن السؤال الذي ينبغي أن نجد له إجابة هو هل يحق لمؤسسة حماية المستهلك أن تحرم المواطن أو المقيم من شراء تلك السلع المقلدة تحت ذريعة حمايته من الغش؟
"الاقتصادية" زارت عديدا من أسواق الرياض ولاحظت الإقبال الشديد على السلع المقلدة، وطرحت السؤال على عديد من المواطنين والمقيمين عن سر إقبالهم على تلك السلع المقلدة رغم معرفتهم بقلة جودتها وهل يوافقون على أن يتم منع تلك السلع من قبل مؤسسة حماية المستهلك باعتبار هذا الأمر نوعا من الغش التجاري، وفؤجئنا بالمواطن إبراهيم الزهراني يتحدث بحدية وسخط قائلا "أنا أعلم أن الغسالة أو الثلاجة اليابانية هي الأفضل والأجود، ولكن يا أخي ما الذي يدفعني لشراء الغسالة أو الثلاجة اليابانية التي يفوق سعرها خمسة أضعاف الثلاجة أو الغسالة الصينية؟ وطالب الزهراني بعدم محاربة تلك السلع وترك الخيار للمستهلك يقرر هذا الأمر، مؤكدا أن ظروف الناس وإمكاناتهم المادية تتفاوت من شخص لآخر .. وأيده في ذلك مصطفى قنديل وهو مقيم مصري, معتبرا أن منع تلك السلع يؤذي المستهلك ويخدم التجار الذين يرفعون أسعار بضائعهم، مضيفا أن هذا الأمر سيسهم في خفض أسعار السلع ذات الجودة العالية وربما تصبح الأسعار متقاربة، مؤكدا أنه يفضل قارورة العطر التي لا يتجاوز سعرها عشرة ريالات وإن كان مفعولها يزول في وقت قصير على تلك القنينة التي تفوح رائحتها الطيبة ولكن سعرها يتجاوز 300 ريال، واختتم قنديل حديثه "هذا هو حال السوق ...العرض والطلب، والمستهلك هو الذي يقرر ماذا يناسبه من السلع وفقا لظروفه المادية".
من جانبه طالب المواطن نايف الهزازي بأن تقوم مؤسسة حماية المستهلك بمحاربة ومنع الترويج للسلع المغشوشة والمقلدة التي تمس حياة المواطنين والمقيمين مثل كفرات السيارات المقلدة التي تسهم في رفع مستوى ضحايا حوادث السيارات وتفاقم حجم الخسائر البشرية والمادية، وغيرها من السلع المغشوشة التي تقود إلى كوارث صحية مباشرة على المستهلك، وأضاف "بالنسبة للأشياء الاستهلاكية المنزلية أو الشخصية فمثل هذه السلع لها أهمية بالغة، فليس الكل مقتدرا على شراء العلامات التجارية الغالية الثمن وكما تتفاوت الأذواق فإن ظروف الناس وإمكاناتهم المادية تتفاوت أيضا من شخص لآخر.