جازان .. صقور على قارعة الطريق
جازان .. صقور على قارعة الطريق
لم يدع مجهولو الإقامة ومخالف أنظمة العمل أي وسيلة للحصول على المبالغ المالية من مختلف الوسائل فلم تقتصر جهودهم الحثيثة والمستمرة للحصول على المال في منافسة أبناء البلاد والمقيمين نظاميا في البلاد من خلال العمل بمبالغ زهيدة مقارنة بما يطلبه المقيم نظاما في القيام ببعض الأعمال في مجالات الزراعة والتشييد والبناء والرعي والعمل في المزارع في منطقة جازان وغيرها من المناطق بل تعدى الأمر إلى أكبر من ذلك فتوصل عدد منهم إلى عمل جديد كليا عن الأعمال التقليدية التي يمارسها مجهولو الإقامة ويتمثل ذلك العمل في صيد الصقور والنسور والطيور بأنواعها وبيعها على الطرقات العامة في منطقة جازان مقابل مبالغ مالية يحصدون من خلالها مئات الريالات يوميا.
#2#
"الاقتصادية" وقفت على أحد المواقع التي يتم فيها بيع تلك الطيور والتقت عددا من الباعة ومنهم شوعي أحمد الذي بين أن سبب لجوئه لصيد الطيور وبيعها هو حاجته الماسة إلى مبالغ مالية يستطيع من خلالها تأمين مبالغ مالية تمكنه من الوصول للمناطق الداخلية من البلاد عن طريق المهربين الذين يقومون بنقل المجهولين مقابل مبالغ مالية عالية تصل أحيانا إلى أكثر من ألف ريال وذلك حسب المنطقة التي يود المجهول الذهاب إليها وأنه يقوم بصيد الصقور وبيعها بأسعار متفاوتة حسب ما يتم الاتفاق عليه مع المشترى والتي يصل بعضها لنحو 500 ريال حسب نوعية الصقر الذي يتم صيده.
من جانبه أشار علي أبكر إلى أنه يعمل في هذه المهنة منذ سنوات والتي يجمع من خلالها مبالغ مجزية تمكنه من الإرسال لأسرته وتجميع بعض المبالغ المالية مما يمكنه من العودة إلى بلاده كل ستة أشهر تقريبا، معتبرا أن هذه الطريقة هي الوسيلة للحصول على اللقمة الحلال بعيدا عن اللجوء إلى السرقة والنهب وغيرها من الممارسات غير المشروعة.
وفي سؤال حول الكيفية التي يعملون بها على الطرق العامة وأمام أعين ودوريات الجهات الأمنية أوضح أحد الأشخاص العاملين في هذا المجال - رفض ذكر اسمه - أن ذلك يتم من خلال تقسيم المهام فيما بينهم حيث يتولى البعض مراقبة الطريق فيما يقوم البعض الآخر ببيع ما يصيدونه من الطيور التي يمكن أن يكون قد أمضى في الحصول عليها أكثر من يوم أو يومين وبذلك يتم إخبار البائع بقدوم رجال الأمن بوقت كاف يستطيع معه الهرب وسط الغابات والمزارع المجاورة للطرق العامة حتى يتأكد الجميع من مغادرة رجال الأمن ثم يعودون إلى ممارسة أعمال البيع، مؤكدا أن الجهات الأمنية تقوم بمطاردة الباعة والقبض على بعضهم وترحيل من تقبض عليه لكن الحصول على المال يجعل المقبوض عليهم يعودون مجددا إلى العمل في بيع الطيور مرة أخرى وفي المواقع نفسها أحيانا.