المكتبات التجارية تخسر بسبب الإنترنت!

المكتبات التجارية تخسر بسبب الإنترنت!

شهدت محال بيع القصص والروايات في المكتبات الكبيرة عزوفاً من قبل الزبائن، وضعف في الإيرادات، وأرجع عاملون في هذه المكتبات سبب ذلك إلى توافق هذه الأيام مع أيام الدراسة سواء على مستوى المدارس أو على مستوى الجامعات، حيث أن أغلب مقتني هذه القصص والروايات هم من طلاب التعليم العام والتعليم الجامعي، ونشر كثير من المواقع الإلكترونية لهذه القصص والروايات أسهمت في انخفاض مبيعاتها.
يقول سعيد ماهر مشرف في إحدى المكتبات غرب الرياض، أن أيام الدراسة تشهد إقبالاً ضعيفاً من قبل الزبائن المهتمين بقراءة القصص، لانشغالهم بدراستهم، وأن أكثر من يطلب القصص في الوقت الراهن هم من طلاب المرحلة الثانوية، وطلاب الجامعات، لافتاً إلى وجود قلة من الكبار ممن تجاوز سن الأربعين يتردد بين الحين والآخر لاقتناء قصة أو رواية معينة.
وأكد ماهر وجود فئة من الشباب هوايتها قراءة الروايات، تتردد على مدار العام لاقتناء القصص الجديدة، لتعلقها بما هو جديد، وهي من تحافظ على مبيعات القصص، وأضاف أكثر القصص المطلوبة هي من القصص المترجمة ويعود السبب في ذلك إلى الرغبة في التعرف على الثقافات الأجنبية، كما أن هذه القصص تتميز بطابعها "البوليسي" وهي مرغوبة لدى كثير من الشباب.
وأوضح ماهر أن من يحدد أسعار القصص والروايات هو الناشر والمؤلف، وهم الأدرى بتكاليف القصة عليهم، مضيفاً تراوح أسعار القصص الأجنبية بين 20 و 25 ريالا، وتراوح أسعار القصص العربية بين 15 و 20 ريالا في الغالب، وتراوح أسعار القصص المحلية بين 10 و 12 ريالا، و قصص الأطفال تراوح أسعارها بين خمسة ريالات و15 ريالا.
وأكد مشرف المكتبة وجود سلاسل لقصص توجيهية وتوعوية، وهي عبارة عن قصص قصيرة الهدف منها توجيه الشباب إلى ما هو مفيد لهم، وأضاف تراوح أسعار هذه السلاسل بين 30 و35 ريالا، إلا أنها مع الأسف تشهد عزوفاً كبيراً من الشباب.
وقال صالح المنيف أحد الشباب الذي وجدناه يقتني إحدى الرويات، إن ضعف الإقبال على شراء القصص والروايات يرجع إلى نشر عديد منها على شبكات الإنترنت، وأن أكثر من موقع لنشر القصص الطويلة والقصيرة، بل أن بعض المواقع يستقبل مشاركات الشباب الواعدين الذين قاموا بكتابة الروايات لتقييم تجربتهم، مشيراً إلى وجود أكثر من قصة ملفتة للأنظار قام بكتابتها شبان سعوديون.
في السياق ذاته، شدد خبراء متخصصون على أهمية قراءة القصص بين فترة وأخرى، وأنها أحد أسباب تعلم الخبرات، وأنها أحد الطرق لحل المشكلات، كما أنها مهمة لغرس كثير من القيم والسلوك، وتعتبر مجالاً لتعلم كثير من المصطلحات الجديدة. وأكد الخبراء أهمية قراءة القصص للأطفال لتنمية قدرتهم على الخيال عند سماع القصة، كما أنها وسيلة جيدة لتقريب الأطفال للوالدين أكثر فأكثر.
ونصح الخبراء بالتوقف أثناء رواية القصة حتى تتم مناقشة بعض القضايا، وأن أفضل الأوقات للقراءة هي فترة ما قبل النوم، حيث تكون موجات المخ في هذه الفترة ذات فاعلية أكبر لاستيفاء المعلومة والتأثر بها.

الأكثر قراءة