"الأكاديميات".. ملاذ المواهب الكروية التي تلفظها الأندية !
تتسابق دول العالم إلى الارتقاء بكرة القدم أشهر الألعاب على الإطلاق، وجعلها واجهة مشرقة عن طريق تأسيس الأكاديميات الكروية التي تعد أسهل الطرق لضخ الكثير من المواهب الرياضية للأندية وإيصالها إلى المنتخبات الوطنية، وكذا الإسهام في احترافها في أفضل الأندية في العالم.
وقد فطنت القيادة الرياضية السعودية إلى أهمية إيجاد الأكاديميات الرياضية التي تسهم في تطور ورقي كرة القدم وجعلها طريقا لصقل المواهب الكروية وتنشئتهم التنشئة السليمة لشق طريقهم إلى عالم النجومية.
ورغم أن المنتخبات السعودية نجحت في اعتلاء مجد الكرة الآسيوية من خلال تحقيق بطولات القارة والوصول إلى المونديال العالمي لأربع مرات متتالية إلا أن الدول الآسيوية الأخرى لم تقف موقف المتفرج وبحثت عن أفضل السبل والطرق للوصول إلى ما وصلت إليه الكرة السعودية وهو ما حدث بالفعل واليابان خير مثال على ذلك ففي بضع سنوات أصبح المنتخب الآسيوي المرعب ونال نصيبه من الألقاب والبطولات. ويكمن سر ذلك التفوق والنجاح في الاهتمام بإنشاء أكاديميات رياضية والصرف على المواهب الصغيرة وتصديرهم لأوروبا للالتحاق بالمدارس الكروية الأوروبية وفتح المجال للاعبين للاحتراف الخارجي ومساعدتهم على ذلك.
#7#
ونجد أن النموذج الياباني في مختلف القطاعات السنية متفوق ولذا كان القرار السعودي بالاهتمام بالقاعدة السنية منذ الصغر وفتح المجال للأكاديميات في أن تشق طريقها لتعليم النشء السعودي وتأسيسهم وفق معايير واضحة وسليمة حتى تكون الفائدة مثمرة لكرة القدم السعودية خاصة
"الاقتصادية" إيمانا منها بأهمية إطلاق الأكاديميات في المناطق السعودية في النهوض بالكرة السعودية بمختلف درجاتها، تواصل في حلقة جديدة طرح الفكرة على المختصين في الكرة وشؤونها فإلى المحصلة.
#2#
عد المدرب الوطني علي كميخ مدير أكاديمية برشلونة في الرياض الاهتمام الذي توليه القيادة الرياضية السعودية بالأكاديميات الرياضية يعد نقطة تحول ثانية بعد إقرار دوري المحترفين السعودي بنسخته الجديدة لما فيها من الفائدة والنفع في تطوير اللاعبين السعوديين.
وقال" الزيارات التي يقوم بها الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب مفرحة وتدل على الاهتمام والتركيز في المستقبل على مشروع هام من شأنه أن يحدث نقله نوعية في رياضة كرة القدم السعودية، فالأمير نواف بن فيصل حريص على الوقوف على هذا الأمر بنفسه من خلال زيارته لعدد من الأكاديميات وإبرام عقود واتفاقيات سيكون لها مردود إيجابي على الأندية السعودية".
وأبان أن وجود الأكاديميات وتفعيل عملها يضمن محاور رئيسة مهمة وهي استقطاب المواهب وصقل إمكاناتهما على أساس فني وفق البرامج المعدة في الأكاديميات، إضافة إلى تطبيق المنهج الاحترافي على اللاعبين في سن مبكرة، فمن المعلوم أن الأندية حتى في فئاتها السنية تحرص على اللاعبين الذين تصل أعمارهم إلى الـ 15 فما فوق بينما في الأكاديميات يكون تلقين الدروس والبرامج لفئات البراعم، إلى جانب خلق بيئة مناسبة للتواصل بين اللاعبين وأولياء أمورهم بعيداً عن صخب الأندية والغاية والجماهير والإعلام الذي قد ينجرف معه اللاعب الصغير ويرى أنه وصل النجومية رغم أنه في بدايتها.
وأضاف هناك فرق بين أن يحضر ولي أمر أبنه لأكاديمية يتعلم فيها ويتدرب وفق معايير سليمة وبين التوجه به إلى الأندية الرياضية التي تحرص فقط على عينة محددة من اللاعبين وفق معايير تراها مناسبة ومن ثم تطلب من البقية المغادرة.
وأكد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم شخص الحالة التي وصلت إليها المنتخبات السنية في مشاركاتها الآسيوية السابقة والتي كان الحظ عاثراً في تحقيق نتائج إيجابية وفوت فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم سواءً للشباب أو الناشئين من خلال ثلاثة محاور أساسية وهي أن اللاعبين السعوديين في القطاعات السنية المبكرة لا يأخذون الفرصة الكافية مع أنديتهم ولكنهم في الأكاديميات سيلمون بالتكتيك الفني منذ سن مبكرة، إلى جانب عدم قدرة الأندية على استيعاب اللاعبين بشكل كبير وهو ما قد يفوت على الكرة السعودية فرصة مشاهدة مواهب كروية واكتشافها.
وأضاف أيضا هناك أمر مهم وهو نظام المسابقات للفئات السنية الذي يعد قليلا وغير كاف لقياس قدراتهم، فالاهتمام يرتكز على من هم فوق 14 لتمثيل فريق الناشئين بينما من هم في سن الـ 11 والـ 12 ليس لهم اهتمام وصقل وكما ذكرت فالأكاديميات نقطة تحول سيكون مردودها إيجابي بشكل كبير على كرة القدم السعودية.
وواصل كميخ حديثه " بالطبع نحن نسعى من خلال عملنا في أكاديمية برشلونة إلى اكتشاف المواهب وصقلها بطرق احترافية ووفق مناهج علمية سليمة، ومن ثم يتم تسويق تلك المواهب على الأندية من خلال مكاتب تعاقدات وشراكات راعية كما يحدث في عديد من الدول التي تهتم بالمواهب الناشئة".
وأضاف: للأمانة فإن هناك مواهب مدفونة تحتاج لمن يكتشفها ويصقلها ويساعدها ويأخذ بيدها نحو طريق النجومية ويساعدنا في ذلك وجود المنشآت المتميزة التي صممت من قبل عدد من الأندية وكذلك المنشآت التجارية التي تقام عليها الأكاديميات حيث تعد نقله نوعيه تضاهي عديدا من الأكاديميات العالمية في الدول المتقدمة كروياً.
#3#
من جهته، شدد فؤاد أنور المدرب الوطني واللاعب الدولي السابق على أهمية وجود الأكاديميات الرياضية المتخصصة التي تعنى بالجيل الصاعد وتقوم بتدريبه وتعليمة الأساسيات الرياضية المهمة لكرة القدم حتى يكون نموه الرياضي مكتملاً ويصل إلى مرحلة نضج مبكرة.
وقال " في السابق كانت الكرة تمارس بشكل هواية ومتعة وحب كرة القدم كان يفوق كل اعتبار لذلك كانت الملاعب متوافرة في كل مكان داخل الأحياء وتشهد تنافسا كبيرا حتى من قبل اللاعبين صغار السن الذين تجد البعض منهم يتفوق مهارياً بعد كسبه للاحتكاك ممن يفوقونه سناً ومهارة، ولكن العصر الحالي الذي أصبحت كرة القدم فيه علما ودراسة وفي ظل الثورة الكروية التي تشهدها جميع دول العالم أصبح من الضروري توفير الأكاديميات الرياضية المناسبة لتستقطب من خلالها المواهب الكروية المتميزة ويتم تعليمهم الأساسيات اللازمة لكرة القدم وصقل مواهبها منذ الصغر.
#6#
واسترسل: من الجميل أن تشاهد ناشئا لا يتجاوز الـ 13 ولديه معرفة بعملية الانضباط التكتيكي ويدرك المفاهيم الأساسية والرئيسة لكرة القدم وبذلك تكون الفائدة كبيرة سواءً للأندية وكذا على مستوى المنتخبات الوطنية وربما شاهدنا أن بعض الأكاديميات الخاصة حققت نجاحات جيدة رغم أنها مازالت في سنواتها الأولى.
وأشار إلى أن هناك عديد من البرامج التنافسية التي تعقد في الأكاديميات لفترة زمنية قصيرة وتكون نتائجها كبيرة على اللاعبين المشتركين فيها.
وتمنى أن يكون مشروع الأكاديميات الكروية هو الهدف الذي يعمل له الآن وتفعل أركانه سواءً في الأندية أو من خلال مساهمة شركات القطاع الخاص التي تحرص على المضي قدما في تطور ورقي الرياضة أسوة بالنماذج المميزة لدول آسيوية كثيرة حالفها التوفيق في أن تصنع كرة قدم قوية ومحترمة.
واستشهد بتجربة اليابان الدولة التي لم تعرف كرة القدم إلا في مطلع التسعينيات الميلادية ومع ذلك أصبحت حالياً من أقوى الدول الآسيوية بفضل المنهجية التي اعتمدت عليها بالاهتمام بالنشء ومنحهم فرصة الالتحاق بالأكاديميات وابتعاثهم لتعلم ودراسة كرة القدم في الدول المتقدمة كروياً.
#4#
من جهته، شدد بدر الحقباني نجم الوسط في نادي الشباب على أن وجود الأكاديميات بات حاجة ملحة لاكتشاف المواهب وصقل إمكاناتها في ظل أن كرة القدم أصبحت علما يدرس ولم تعد هواية وتسلية إلى جانب أن الدول المتقدمة وغير المتقدمة نهجت هذا المنهج وصبت تركيزها في استحداث الأكاديميات وإلحاق المواهب السنية بها.
وقال" بات وجود الأكاديميات الرياضية المتخصصة في صناعة وفرز المواهب الكروية حاجة ملحة وربما هذا التوجه دأبت عليه الأندية السعودية في الآونة الأخيرة".
وأكد أنه يوجد لدينا عدد من الأندية شرعت في إنشاء الأكاديميات وبدأت تجني ثمار عملها، كما أن هناك أندية تفكر في صنع ذلك وربما المسؤولون الرياضيون شددوا على أهمية وجود تلك الأكاديميات التي تساعد على بناء المهارة والفكر والنمو السليم للاعب كرة القدم.
وأضاف ربما تكون هناك عوائق في بداية المشوار تكمن في ضرورة إيجاد كوادر فنية متخصصة في هذه المرحلة من المدربين الوطنيين وكذا التنسيق بين النادي واللاعب المبتدأ فيما يخص الحقوق والواجبات وكيفية التواصل بين الأندية المحلية والأكاديميات الرياضية المتخصصة في عملية استقطاب المواهب التي لديها وجميعها أمور يجب أن تؤخذ في الحسبان.
#5#
ووصف وجود الأكاديميات في هذه المرحلة بأنه بات أمرا مهما، ولا شك أن كرة القدم السعودية تزخر بالكثير من المواهب وربما يظهر ذلك جلياً في الإنجازات التي حققتها كرة القدم السعودية ولكن الكرة علم يتطور ويجب مواكبته بالطريقة الصحيحة لنكون في مقدمة الركب ومنافسين حقيقيين للدول التي سبقتنا كروياً واحترافيا، وبالتأكيد أن الجميع من أندية ومنتخبات سيجني ثمار ذلك وفي وقت قريب جدا.