قلة الدخل وكثرة الأبناء ترغمان أما على العمل كخادمة!

قلة الدخل وكثرة الأبناء ترغمان أما على العمل كخادمة!

تحت سقف خشبي اخترقته زخات المطر التي هطلت خلال الأسابيع الماضية، تقطن أسرة سعودية في منزل شعبي في حي العجلية (وسط العاصمة الرياض)، حيث توجد عائلة يحاصرها الفقر والحاجة بين تلك الجدران التي لا تصلح للعيش فيها لاحتمالية انهيارها في أي لحظة، إلا أنهم لا يستطيعون مغادرة هذا المنزل لغلاء المساكن، فهم يرونه أفضل حالا بكثير من بقائهم في الشارع بلا مأوى، وقد أجبر نزول الأمطار رب الأسرة على وضع أغطية بلاستيكية في سقف المنزل لتحميهم من نزول الماء إلى منزلهم.
وخلال جولة "الاقتصادية" على منزل العائلة لوحظت رداءة المنزل الذي يعد مثل الكوخ أو العشة، تقبع فيه الأسرة الفقيرة في حي لم تعد تقطنه الأسر السعودية، كما تحيط بها شقق العزاب من جنسيات أجنبية من كل صوب، وفي ظل الحاجة الماسة التي ألمت برب أسرتها المسن، تزداد آلامهم بمرض ابنتهم الكبرى البالغة من العمر 26 عاما وهي عاجزة عن الحراك وتعاني تخلفا عقليا حادا أدى إلى تدهور حالتها بشكل مستمر وتتكبد الأسرة خسائر مادية بسبب ارتفاع مصاريف علاجها.
وأجبرت الحياة الصعبة ربة المنزلة على العمل في خدمة البيوت لتسد حاجة ومستلزمات أبنائها وكذلك زوجها السبعيني الذي تقاعد براتب لا يتجاوز الـ 1700 ريال شهريا، الذي لا يكفي لتلبية متطلبات هذه الأسرة.
ولكن الأم الخمسينية "ك. خ" التي رفضت الجلوس وقررت البحث عن عمل عند الناس، لتجد نفسها في النهاية خادمة في المنازل لعلها تسد رمق بناتها وأطفالها.
وتقول "ك.خ" وجدت نفسي قادرة على العمل لأضيف مع زوجي دخلا يساعدنا على سد حاجتنا ولقمة عيشنا، وأتقاضى أقل بكثير من مرتبات العاملة الأسيوية الذي لا يتجاوز 800 ريال شهريا من إحدى الأسر في مدينة الرياض، متسائلة ما الأسباب التي منعت من زيادة مرتبات الخادمات السعوديات بعد الزيادة في مرتبات الخادمات الأجنبيات.
وتضيف " ك.خ" أن المرتب الشهري التي تحصل عليه لا يكفي لمدة قصيرة في شراء طلبات أبنائها وبناتها، مطالبة أهل الخير والمسؤولين بمساعدتهم على تأمين مسكن لتأمين حياة أبنائها وبناتها، وإيجاد حل لمعالجة ابنتها الكبرى التي أثبتت التقارير الطبية أنها تحتاج إلى رعاية خاصة وهي عاجزة عن تسيير أمورها ولا تستطيع التحكم بنفسها.
الجدير بالذكر أن وكالة وزارة الشؤون الاجتماعية لشؤون الجمعيات الخيرية، أوضحت أن الوزارة تبحث عن جميع الأسر الفقيرة في مدينة الرياض، مشيرة إلى أنه يوجد ما يقارب 11 فرعا لجمعية البر الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في العاصمة ومن مهام عملها البحث عن الأسر الفقيرة.

الأكثر قراءة