استمرار المفاوضات لفك احتجاز الناقلة السعودية .. والخاطفون يرفضون التنازل

استمرار المفاوضات لفك احتجاز الناقلة السعودية .. والخاطفون يرفضون التنازل

استمرار المفاوضات لفك احتجاز الناقلة السعودية .. والخاطفون يرفضون التنازل

تتواصل المفاوضات مع القراصنة الصوماليين الذين يحتجزون سفينة النقل السعودية العملاقة "سيريوس ستار" مع مالكي السفينة من أجل إطلاق سراحها.
وأكد محمد سعيد، متحدث باسم القراصنة أمس في اتصال هاتفي، تمسكهم بطلب فدية بقيمة 25 مليون دولار.
وقال محمد سعيد في مدينة هرارديري الساحلية الصومالية حيث ترسو ناقلة النفط حاليا إن "المحادثات متواصلة مع مالكي الناقلة، متمنيا أن يفهم المفاوضون الوضع".
وأضاف سعيد أنه يرأس حاليا "لجنة" مكلفة إجراء المحادثات التي سهلها "وسيط" في هرارديري، مضيفا أن "الثمن لم يتغير" في إشارة إلى مطالبة القراصنة بفدية قدرها 25 مليون دولار.
وسئل سعيد عن تهديد المتمردين الإسلاميين في نهاية الأسبوع الماضي، بمهاجمة القراصنة، فقال إن القراصنة عززوا قواتهم على البر.
وأضاف "لدينا وجود أقوى في هرارديري ولا نواجه أي تهديد على اليابسة".
وأوضح أن أفراد الطاقم الـ 25 يلقون معاملة جيدة، مؤكدا بذلك ما قاله قبطان الناقلة مارك نيشكي لهيئة الإذاعة البريطانية بي. بي. سي أمس الأول. مشيرا إلى أنهم "يعاملون هؤلاء الأشخاص على السفينة بتهذيب".
وترسو السفينة التي هاجمها القراصنة وسط المحيط الهندي، منذ الثلاثاء الماضي، في منطقة هرارديري، ميناء الصيد ومعقل القراصنة على بعد نحو 300 كيلو متر شمال العاصمة مقديشو.
من ناحية أخرى، نقل عن مجموعة القراصنة التي تحتجز "سيريوس ستار" قولها في بادئ الأمر، إنها تسعى لفدية قدرها 25 مليون دولار مقابل إطلاق سراح الناقلة التي خطفت من المياه الصومالية على بعد نحو 450 ميلا بحريا جنوب شرق كينيا. لكن المتحدث الإسلامي عبد الرحيم عيسى أدو الذي يوجد رجاله في هرديري وهي المنطقة التي ترسو قبالتها الناقلة قال إن المبلغ الأصلي للفدية خفض.
وأوضح أدو "الوسطاء طرحوا فدية قدرها 15 مليون دولار للسفينة السعودية. هذا هو الموقف الآن". ومع ذلك قال قرصان على متن الناقلة لهيئة الإذاعة البريطانية بالهاتف أنه لم تجر "أي شركة" اتصالا مع الخاطفين، وأنما فقط أشخاص يدعون أنهم وسطاء.
وقال القرصان الذي أطلق على نفسه اسم دايباد "هؤلاء أشخاص لا يمكن الثقة بهم. ولا نريد أن نجري اتصالا مع أي شخص لا نستطيع أن نثق به".
وأضاف "خطفنا السفينة من أجل الحصول على فدية بطبيعة الحال ولا
يوجد أمامنا شخص يعتد به لنتحدث معه مباشرة في ذلك". مشيرا إلى أنه فور بدء مفاوضات حقيقية فإنهم "سيطلبون الثمن المعتاد" لكنه نفى التقارير التي ذكرت أنهم يطلبون فدية تصل إلى 25 مليون دولار.
وشدد قائلا "هذا لا وجود له ولا يوجد شيء من هذا القبيل ونحن نحذر محطات الإذاعة وغيرها من بث مثل هذه الروايات غير الموثوق بها".
ويقول سكان إن القراصنة توغلوا بالناقلة السعودية في البحر لنحو مائة كيلومتر قبالة ساحل وسط الصومال بعدما دخلت ميليشيا إسلامية البلدة بحثا عن القراصنة.
ويضيف أدو الذي يمثل اتحاد المحاكم الإسلامية أن رجاله يسعون لمواجهة
القراصنة واطلاق سراح الناقلة السعودية العملاقة لأنها سفينة تابعة لبلد مسلم. لكن بعض السكان يشيرون إلى أن ميليشيات إسلامية أخرى تسعى
للحصول على نصيب من الفدية.
وقال القرصان دايباد إن طاقم السفينة في حالة طيبة وسمح لهم بالاتصال بعائلاتهم وهي حقيقة أكدها لهيئة الإذاعة البريطانية قبطان الناقلة سيريوس ستار البولندي. وقال القبطان "أقول إنه لا يوجد ما يدعو للشكوى".
ويوضح شهود أنه مع احتجاز "سيريوس ستار" تحول ميناء هرديري
الصغير إلى فورة من النشاط حيث انتشر رجال مسلحون على متن سيارات في أنحاء البلدة.
ويعلن الإسلاميون الذين يقاتلون الحكومة الصومالية وحلفاءها من
الجيش الإثيوبي منذ عامين إدانتهم للقرصنة، لكن محللين يقولون إن بعض
الفصائل تأخذ نصيبا من الغنائم وتستخدم القرصنة، لتتمكن من تسلم شحنات أسلحة عبر البحر.
ويقول دبلوماسيون في المنطقة إن بعض المسؤولين الصوماليين الكبار
متورطون في أعمال القرصنة. وتنفي الحكومة هذا الأمر.
على الصعيد نفسه، أكد مصدر يمني مسؤول أن السلطات اليمنية تجري اتصالات حاليا مع القراصنة الصوماليين الذين اختطفوا الأسبوع الماضي، سفينة شحن يمنية في خليج عدن، بينما كانت في طريقها إلى جزيرة سقطرى.
وذكر المصدر في تصريحات لموقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع أن "الخاطفين طالبوا بمليوني دولار كفدية للإفراج عن السفينة".
من جانبه، نقل الموقع عن المصدر قوله إن "السفينة تعرضت للاختطاف قبل نحو أسبوع، وهي تابعة لمقاول ينفذ مشروعا في جزيرة سقطرى (جنوب اليمن)، وكانت تحمل على متنها 517 طنا من الحديد وكميات من الأسمنت".
وكان موقع إخباري تابع لوزارة الداخلية قد ذكر في وقت سابق أن الأجهزة الأمنية في محافظة حضرموت (جنوب)، تلقت بلاغا من ممثل إحدى شركات الملاحة اليمنية حول تعرض سفينة تدعى "أدينا" للاختطاف من قبل قراصنة صوماليين اعترضوا طريقها بينما كانت متوجهة إلى سقطرى.
وقد انقطع الاتصال بها في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.
وأوضح الموقع كذلك أن طاقم سفينة الشحن اليمنية يتكون من سبعة أفراد بينهم يمنيان وبنميان وثلاثة صوماليين.
ويحتجز قراصنة صوماليون حاليا 17 سفينة وأكثر من 250 شخصا هم أفراد طاقمها.
وكان مسؤول في مجموعة إقليمية للنقل البحري قد كشف أمس، أن قراصنة صوماليين خطفوا سفينة شحن يمنية في خليج عدن.
وقال أندرو موانجورا منسق برنامج مساعدة بحارة شرق إفريقيا ومقره
كينيا، إن السفينة المخطوفة هي السفينة أماني، لكن لم تتكشف على الفور
تفاصيل أخرى.
وجاءت أنباء أحدث عمل من أعمال القرصنة البحرية بعد عشرة أيام من
خطف مسلحين من الصومال ناقلة عملاقة سعودية في أكبر حادث خطف في تاريخ النقل البحري.
وسلط حادث خطف الناقلة العملاقة سيريوس ستار في 15 تشرين
الثاني (نوفمبر) الحالي، وعلى متنها نفط قيمته 100 مليون دولار وطاقم من 25 ملاحا من بريطانيا، بولندا، كرواتيا، السعودية، والفلبين أنظار العالم على تفشي القرصنة قبالة سواحل الصومال.
وتمخضت عشرات من حوادث خطف السفن عن دفع فدى قيمتها ملايين الدولارات وارتفاع تكاليف التأمين البحري وجعلت القوات البحرية للدول ترسل سفنها إلى المنطقة وما زال نحو عشر سفن على متنها أكثر من 200 رهينة في أيدي القراصنة.
من جهته، اقترح عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية تشكيل قوة بحرية عربية لمواجهة القرصنة الملاحية قبالة السواحل الصومالية.
وقال موسى للصحافيين أمس الأول إن "تشكيل مثل هذه القوة يجب أن يستند إلى المواثيق العربية وخاصة معاهدة الدفاع العربي المشترك" مشيرا إلى أن أعمال القرصنة باتت "تهدد الأمن والاستقرار في الصومال والبحر الأحمر".
وأضاف أن "هذه القوة يمكن أن تتعاون مع قوات أخرى في المنطقة، وذلك لحماية الأمن في البحر الأحمر".
وكانت الدول العربية المطلة على البحر الأحمر قد عقدت اجتماعات الخميس الماضي في القاهرة، وقررت التنسيق فيما بينها لمواجهة ظاهرة القرصنة في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، ولكنها لم تتخذ أي إجراء ملموس.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إنه لم تتم مناقشة فكرة إنشاء قوة عربية خلال هذا الاجتماع.
وتولي مصر، التي تعد عائدات قناة السويس إحدى المصادر الرئيسية لدخلها من العملات الأجنبية، أهمية خاصة لظاهرة القرصنة الملاحية قبالة السواحل الصومالية، إذ إنها قد تؤدي إلى تراجع حركة الملاحة في القناة.
وأعلنت شركات ملاحية دولية بالفعل أنها قررت استخدام طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من المرور في البحر الأحمر تجنبا لأي عمليات قرصنة محتملة.
وتم تسجيل أكثر من 90 عملية قرصنة، منذ مطلع العام الحالي في هذه المنطقة.

الأكثر قراءة