منتسبون للغرفة التجارية في ينبع.. نسمع جعجعة ولا نرى طحنا!

منتسبون للغرفة التجارية في ينبع.. نسمع جعجعة ولا نرى طحنا!

انتهت في الأسبوع الماضي انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في ينبع وسط جدل حاد شاب أطرافها المتنازعة على أحد المقاعد في مجلس إدارة غرفة المدينة الصناعية القائمة جوار المدينة المنورة والممتدة على ساحل البحر الأحمر.
وتنوعت أصداء انتخابات ينبع بين وعود براقة تنتظر الإيفاء من مرشحين فازوا وبين تشكيك كان وسيلة عدد من الخاسرين للمقعد (الحلم) في نزاهة الانتخابات وطريقة الإقناع للناخبين من خلال التكتلات القبلية والعلاقات الشخصية، وفي جانب آخر يبدو جديدا اجتمع 13مرشحا من بينهم سيدة أعمال واحدة في مقر الغرفة للاتفاق على توحيد الجهود والأهداف والتنافس بأسلوب حديث بعيدا عن التكتلات والانقسامات وذلك تحت شعار "تعاهدنا على خدمتكم".
وعلى وتيرة أشد انتهت قبل عامين انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة ترافقت مع جملة اتهامات وانسحابات من جهة وعود انتخابية متنوعة من جهة أخرى إبان الحشد لخوض الانتخابات لتطرح سؤالا معلقا حول مدى قدرة هذه الانتخابات في الغرف التجارية الصناعية على صناعة مرشحين ملائمين للمناصب القيادية التي يطمعون في تحقيقها في ظل عدم إلمام كامل بالحقوق من جانب الناخبين, كما يشير العديد من المراقبين والتي بإمكانهم من خلالها إقالة مجلس الإدارة.
يقول المستثمر وليد السلوم أحد المنتسبين المسجلين في الانتخابات عن أجواء انتخابات الغرف الصاخبة وما يتبعها من وجوم بعد إعلان النتائج: "إن الأمر يذكر بالمثل "أسمع جعجعة ولا أرى طحنا" ويشير السلوم إلى الوعود البراقة التي تترافق مع الانتخابات في مقابل "لا شيء"، وكأن الأمر لا يتعدى محاولة شراء الأصوات بأي طريقة سواء بالطرق المعروفة عالميا من خلال الوعود أو من خلال أي وسيلة تضمن للمرشح الجلوس على ذلك الكرسي".
ويبدي خالد السهلي أمين عام الغرفة التجارية الصناعية في ينبع رأيا مخالفا حيال ذلك إذ يشير السهلي إلى أن طبيعة الانتخابات في الغرف التجارية الصناعية وفي غيرها سواء في بلادنا أو حتى في الغرب تحتمل وتشتمل على هذه الأساليب التسويقية للترشيح التي لا يؤكدها أو ينفيها إلا فترة كافية من الوصول إلى الكرسي المستهدف، لافتا إلى أن انتخابات ينبع الأخيرة عمليا شهدت إحدى أفضل النسخ في تاريخ الانتخابات في ينبع والمدينة وربما على مستوى المملكة بشهادة وزارة التجارة التي أثنت على الطريقة والتقنية المستخدمتين في انتخابات غرفة ينبع الأخيرة.
ويشير السهلي بالأرقام إلى أن الانتخابات الأخيرة في غرفة ينبع كانت أفضل من مثيلتها في الرياض على مستوى نسبة المشاركة, إذ يؤكد أمين عام غرفة ينبع أن انتخابات الدورة الأخيرة لمجلس الإدارة شارك فيها نحو14 في المائة من مجموع منتسبي غرفة ينبع البالغ 1617 مشتركا بواقع 237 مشتركا قدموا إلى صناديق الاقتراع في مقابل نحو5000 منتسب من أصل 42 ألف مشترك شاركوا في انتخابات غرفة الرياض الأخيرة.
ويعلق عبد الغني الأنصاري عضو لجنة السياحة في غرفة المدينة المنورة على التباين في مستوى الوعود بين ما يطرح إبان الانتخابات وما يتم طرحه واقعيا خلال الجلوس على المناصب الإدارية المهمة في الغرف التجارية, لافتا إلى أن المنتسبين بما قد يبدونه في أحيانا كثيرة من سلبية تجاه نيلهم لحقوقهم الانتخابية هم من يشجع على عدم تطور الغرف في اتجاه تطوير الاقتصاد الوطني وتنويعه ومقابلة الرغبات الموجودة لدى المستثمرين داخليا وخارجيا في الاستثمار في نطاق هذه الغرف.
ويلفت الأنصاري إلى بعض حقوق هؤلاء المنتسبين الذين لا يبدون لها اهتماما في الغالب أو يجهلونها ويظهر ذلك جليا مع غيابهم عن الاجتماعات الرباعية للجمعية العمومية والذي بإمكانهم من خلالها وفقا لقانون وزارة التجارة وتشريعاته من الحصول على إذن المجلس في كل الخطوات المهمة والضرورية إلى جانب قدرتهم على إقصاء المجلس ومراجعة الوعود الانتخابية غير المحققة والتي كثيرا ما تنكث بها المجالس المتعاقبة لأسباب مختلفة بعضها بسببها وبعضها لصعوبات تفاجأ بها حين الجلوس على المقعد "الحلم" لكثير من هؤلاء المرشحين.

الأكثر قراءة