العالم لا يهتم إلا بالقراصنة .. والسكان متأثرون بالسموم البيئية
العالم لا يهتم إلا بالقراصنة .. والسكان متأثرون بالسموم البيئية
يعيش محمد نور عبد الله العقيد السابق في الجيش الصومالي، في هاراردهير، البلدة الأقرب إلى موقع اختطاف ناقلة النفط السعودية، سيروس ستار.
وأخبر هيئة الإذاعة البريطانية في مكالمة هاتفية أجريت معه بأن المواطنين المحليين مهتمون بالآثار البيئية السامة، أكثر من اهتمامهم بالقرصنة.
وينصح هذا الرجل العسكري المولود في هذه البلدة، كبار السن فيها، فيما يتعلق بالشؤون الأمنية، حيث إنه في الخمسينيات من عمره. وظلت الصومال عرضة للدمار منذ عام 1991، حين تم إرغام آخر حكوماتها الوطنية على التخلي عن السلطة. ويقول العقيد إن الناقلة الكبيرة للغاية قريبة من شواطئنا .
وسبق لنا أن عشنا بعض مشكلات القرصنة في بلدتنا، ولكننا لم نشهد مثل هذه النشاطات منذ فترة طويلة. غير أن أولئك الذين يخطفون السفن في هذه المنطقة ليسوا من أهاليها. ونحن لا نعرف أياً من الخاطفين على ظهر السفينة، كما أنهم لم يجروا أي اتصالات معنا. وأنتم تعلمون أن مشكلاتنا لا تتعلق بالقرصنة، وإنما بدفن المواد الخطرة بصورة غير قانونية.
وأضاف أن هذه المشكلات مستمرة منذ فترة طويلة، وأن العالم على معرفة بها، حيث كان الأمريكيون هنا لفترة طويلة، وبالتالي فإنهم يعرفون الكثير عن مشكلة التلوث. غير أن العالم لا يتحدث سوى عن القرصنة، وعن الأموال المرتبطة بذلك.
أمراض غامضة:
أثناء ذلك هنالك أمور كثيرة تجري هنا منذ عدة سنوات، حيث التخلص من النفايات في البحر، كما أن هذه النفايات تتحرك عبر المياه وتصل إلى شواطئنا، وإلى مناطقنا السكنية. وجاءت بعض سفن الصهاريج قبل عدة ليال من أعالي البحار، وأفرغت حمولتها هنا، حيث بدأنا بالشعور بذلك في المياه، والهواء. وشعر الناس بأول الأعراض بعد ظهر أمس، حيث هنالك حديث عن أمراض غامضة. وهم يتحدثون عنها وكأنها جدري الماء، ولكن الأمر ليس كذلك، إذ تتعرض الجلود لحكة شديدة، كما أن الناس يعطسون باستمرار، ويصابون بالسعال، وكذلك يتقيأون. وتظهر هذه الأعراض للمرة الأولى حيث يعاني الناس مرضا شديد الأثر. ويعاني الناس الذين يصحون قبل الضوء صباحاً من أشد هذه الأعراض، كما أن الحيوانات مريضة بسبب شرب المياه الملوثة، إضافة إلى أن الناس الذي اغتسلوا بالمياه يعانون المرض.
معزولون:
إننا أناس نعيش في بلدة معزولة تماماً، وبعيدة للغاية، ولذلك فإن اعتمادنا هو على الله وحده. وهذه البلدة قريبة من البحر، وهي قديمة للغاية، وعاش فيها عدد من العصابات الصومالية. ورغم أنها ليست كبيرة، إلا أن مجتمعها مترابط. واعتاد الناس هنا على المعيشة على صيد الأسماك، غير أن أحداً لا يقوم بذلك حالياً، بينما تتولى السفن الأجنبية، بأعداد كبيرة عمليات الصيد، حيث تمسح شباكها الواسعة للغاية كل شيء، حتى معدات الصيادين الذين لا يستطيعون منافستها. لذا لجأ الناس في هذه البلدة إلى الزراعة كذلك، والاحتفاظ بإعداد متزايدة من المواشي. ولابد لكل فرد من الاعتماد على نفسه في هذه البلدة، كما هي حال البلدات الصومالية الأخرى. غير أننا الآن نشهد مخاطر صحية، فماذا عسانا أن نفعل لمواجهتها؟.