اختطاف السفن أسهل من صيد الأسماك عند الصوماليين
اختطاف السفن أسهل من صيد الأسماك عند الصوماليين
مع سطوع شمس يوم جديد على المحيط الهندي، يجلس شيوخ قبائل في معقل للقراصنة الصوماليين يحتسون القهوة
ويمسكون بهواتفهم المحمولة لتلقي أخبار مسلحين في البحر..
هل اختطفت سفن أخرى .. هل انتهت المفاوضات بشأن فدى .. هل من أخبار عن السفن الحربية الغربية التي تطاردهم؟
ورفع اختطاف الناقلة السعودية العملاقة المحملة بنفط قيمته 100 مليون دولار أسهم ما يرجح أن تكون الصناعة الوحيدة التي تحقق نموا في الصومال.
وجلبت الفدى الضخمة نموا سريعا للقرى التي كانت تعمل في صيد الأسماك سابقا والتي تشهد الآن ازدهارا للأعمال وتبنى فنادق جديدة على السواحل تحت حماية قراصنة لديهم وفرة من المال أضحوا من الشخصيات المعروفة محليا بين عشية وضحاها. واجتذبت البلدة مستثمرين من أنحاء الصومال.
وقال بشير عبد الله العضو في عصابة هاتفيا من أيل أشهر معاقل
القراصنة "بعض القراصنة لم يحملوا سلاحا ولم يبحروا في المحيط قط ولكنهم يملكون قوارب تجلب لهم مالا كثيرا".
وقبل ثلاثة أعوام فقط قدر خبراء الأمن البحري عدد عصابات القرصنة الصومالية بخمسة فقط وأقل من 100 مسلح إجمالا والآن يعتقدون أن عددهم تجاوز 1200 .
ويرجع بعض المحللين جذور هذه العصابات لعلاقات ربطتها بشبكات إجرامية عبر خليج عدن في اليمن خلال عمليات تهريب بشر استمرت أعواما.
ويقول آخرون إن القراصنة بدأوا حياتهم كحرس سواحل كونهم شيوخ قبائل
أغضبهم دخول أساطيل صيد أوروبية المياه الإقليمية للصومال لصيد أسماك التونة بشكل غير مشروع أو للقيام ببعض الأنشطة الأكثر سرية مثل إلقاء السفن مخلفات سامة على سواحلها.
ولكن الإغراء الأكبر الآن بالطبع هو الفدى الضخمة التي تدفع من أجل الإفراج عن السفن المحتجزة. وتعتقد كينيا أن القراصنة حصلوا على أكثر من 150 مليون دولار هذا العام فقط.
وألقى كثير من الشبان الذين كانوا يعملون كحرس شخصي ومقاتلين لدى عدد كبير من أمراء الحرب والساسة المتصارعين في الصومال السلاح سعيا للربح الذي يمكن أن يجنوه في عرض البحر.
وأكثر ما يقلق المجتمع الدولي أن بعض المحللين يرون صلة بين القراصنة ومتمردين إسلاميين يسيطرون على جنوب الصومال ويتقدمون ببطء نحو مقديشو.
وفي بعض المناطق يقول السكان إن القراصنة هم وحدهم الذين يسمح لهم بتحدي حظر التجول الليلي الذي يفرضه إسلاميون.
واقترحت روسيا الإغارة على المعاقل البرية للقراصنة مثل أيل غير أن حلف شمال الأطلسي قال إنه ينبغي على الدول الإفريقية أن يكون لها السبق. ولم ينتب المسلحين في هذه المعاقل خوف يذكر.
وتقول خديجة دوال وهي أم لأربعة أبناء "أعلم أن القرصنة ليست عملا صائبا ولكن لولاها ما استطعت أن أكسب قوتي".
وتبيع خديجة كوب الشاي بثلاثة دولارات للمسلحين ولا تحصل الثمن إلا بعد أن يحصلوا على نصيبهم من الفدية. ويبلغ سعر كيلوجرام واحد من القات في أيل الآن 65 دولارا مقابل 20 دولارا في باقي أرجاء الصومال وذلك بفضل زيادة الطلب من القراصنة.
وتقع أيل في إقليم بلاد بنط الشمالي الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي والميناء
الرئيسي في إقليم بوصاصو. وتحتجز الناقلة السعودية في ميناء هاراديري إلى الجنوب وهو معقل آخر للقراصنة.
ومع اجتذاب أرباح القرصنة رجال أعمال من أنحاء البلاد شهد سكان المعاقل البحرية للقراصنة وبعض البلدات الداخلية تنمية غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة.
وقال عبد القادر يوسف موسى الزعيم القبلي في أيل إن قريته الموجودة منذ
عام 1927 كان يقطنها صيادون فقط لفترة طويلة، موضحا أن كل شيء تغير هذا العام.
وأضاف "أضحت منطقة فيها كل التسهيلات، التي تتوقعها تقريبا نتيجة توافد القراصنة الأغنياء".