"تحلية خيرية" تسقي نصف مليون شخص بلا مقابل منذ 15 عاماً

أطلقوا عليها "تحلية أبو سعد"، وارتوى منها أكثر من نصف مليون شخص على مدى 15 عاماً من دون مقابل.
أبو سعد مواطن، عندما شعر أن بلدته تحتاج إلى الماء في ظل انقطاع الأمطار، سارع إلى حفر آبار ارتوازية في مزرعته الخاصة، ولم يكتف بذلك بل أسهم أبناء عمومته في جلب جهاز خاص لتنقية المياه الجوفية التي عادة ما تكون مالحة نوعا ما.
عبد الله بن إبراهيم بن معمر - رحمه الله – الذي يدعى بأبي سعد، فقده سكان سدوس في رمضان الماضي بعدما تجاوز عمره 100 عام، أبى إلا أن يوفر لديرته وسكانها وكذلك سكان القرى المجاورة، مياها محلاة مجانية، كما وضع أشخاصا يتابعون الأجهزة الخاصة بالتحلية وكذلك متابعة المياه.
ويبلغ مرتادو تحلية الشيخ أبو سعد يومياً نحو 50 شخصاً يملأون عبواتهم الخاصة ومجاناً من مناطق عدة خارج المنطقة وداخلها وكذلك المحافظات المجاورة، لما وجدوا فيها من نقاء في الماء وعذوبة، حيث بلغت كمية المياه التي وزعت منذ إنشاء التحلية نحو 200 ألف متر مكعب ومازالت تواصل إنتاجها من دون انقطاع.
وأوضح حسن بن عبد العزيز المسؤول عن متابعة وتنقية المياه الجوفية، أنه قبل 15 عاماً قام العم عبد الله بفكرة إنشاء مياه محلاة توزع مجانا على سكان المنطقة وكذلك أي شخص سواء من سدوس أو خارجها، مضيفاً أن "العم عبد الله ينزعج أثناء توقف توزيع المياه حتى لو كان وقتا قصيرا لحبه للخير ولمعرفته بحاجة الناس للمياه المحلاة ـ رحمه الله ـ"، مؤكدا أنه "تم حفر آبار عدة في المزرعة التي تقع في مركز سدوس الواقع 60 كيلو مترا شمال غرب العاصمة، على حساب مالك المزرعة، كما تم جلب جهاز بمساعدة بعض أبناء العمومة لتنقية المياه وتحليتها بسعر فاق 80 ألف ريال، مشيراً إلى أنه يتم صرف نحو ألفي ريال شهرياً على بعض الإصلاحات والمواد المستخدمة في تنقية المياه".
وعن طريقة التحلية، أوضح أنها تتم عبر عملية التناضح العكسي حيث يتم سحب كميات كبيرة من المياه من الآبار الموجودة، ومن ثم يتم نقلها إلى خزان كبير يسع 30 مترا مكعبا من المياه، وهذه الكمية تعد إنتاجا يوميا، وبعد ذلك يتم تمريرها على مكينة التحلية ومن ثم تعبأ في خزان خاص بالمياه المحلاة لتكون جاهزة للتوزيع على المواطنين والمقيمين. ولفت إلى أنه يتم الكشف على المياه بشكل شهرياً من خلال تحليل البكتيريا، وكذلك نسبة الأملاح التي لا تتجاوز 130.