وحل الشتاء!

وحل الشتاء!
وحل الشتاء!

عاد الزمن مرة أخرى، حل شتاء جديد، بل قل برد جديد، بعد موجته العاتية التي ضربت العام الماضي في أعماقنا، قبل أجسادنا، وجرح كبرياؤنا، وخطف منا أطفال وعجزة هنا وهناك.
عاد الشتاء مرة أخرى ليذكرنا بأهل في الصفيح في مناطق عدة من بلادنا العزيزة، وأطفال في داخل تلك البيوت الخشبية لا يلتحفون إلا البرد، ولا يتحرك فيهم إلا طقطقة الأضراس.

#2#

عاد الشتاء ليس لأخذ أحد هذه المرة، فقد أخذ بما فيه الكفاية وفعلها العام الماضي، بل عاد ليقول لنا إنكم عبارة عن "فورة" فقط، ما زالت "العشش" على حالها، وما زال الأطفال على وضعهم.
إذا كنا عاجزين عن مساعدة مثل هؤلاء بالأفعال، فلا أقل أن نتذكرهم، أن نحزن من أجلهم، أو نعيش معهم ولو وجدانيا. على الأقل عندما تشعلون المدافئ في بيوتكم فتذكروا من لا يعرف إيقادها، عندما تمدونها بالوقود، فتذكروا من لا يستطيع توفيره. عندما تضعون "الألحفة" البطانيات الفاخرة على أجساد أطفالكم فتذكروا من يضع "خرق قديمة"، و"مضرب" مهترئ.
تعرفون لماذا جاء الشتاء هذه المرة؟ جاء ليسألنا: أين مشاريعكم؟ أين خططكم؟ أين هيئة إسكانكم العزيزة؟

الأكثر قراءة