"نينو" و"نينا" وعلاقتهما بالسنوات المطيرة والجافة في السعودية
كثيرا ما يتردد مصطلح "نينو" و"نينا" عند علماء الطقس في الغرب والشرق، والمقصود بالنينو هنا ارتفاع معدل درجة حرارة المياه عن الوضع الطبيعي في المحيطات، بينما "النينا" تعني العكس أي البرودة, حيث تصنف على درجات حسب قوة الظاهرة في كل فترة, وكلها أسباب بيد الله سبحانه وتعالى, ولم يوجدها البشر وهي فترات تمر على الأرض بين المد والجزر.
أثر هذه الظواهر في المناخ
#2#
تُحدث تغيرات مؤقتة في النظام المناخي للأرض بمشيئة الله, ولنضرب مثلا لبعض مظاهر النينو (ارتفاع في درجات الحرارة) وزيادة في معدل هطول الأمطار, وارتفاع منسوب المياه في أجزاء من المحيطات واختلال الرياح التجارية.
وأعنف الظواهر المسجلة للنينو منذ 30 سنة ماضية في السجلات المناخية العالمية التي كان لها أثر ملموس في بلادنا هي:
1982 -1983 , 1992 -1993, 1994ـ 1995, و1997-1998, حيث شهدت السعودية في هذه الفترات معدل هطول كبير جداً وتأثر بعض المناطق من السيول خاصةً في الأعوام 1982 -1983 و1997ـ 1998
#3#
وكانت سنوات خصيبة جدا, وارتفع منسوب المياه في الآبار السطحية, وفرح المزارعون وأهل البادية بهذه الخيرات وما زالت ذكرياتها عالقة في الأذهان نسأل الله أن يعيدها علينا أيام مديدة وسنوات عديدة, فالأمطار تطفي لهيب الأسعار, وهذا شيء معروف منذ القدم.
وأما بالنسبة للظاهره الثانية وهي النينا فمن مظاهره (البرودة الزائدة) والجفاف في بعض مناطق العالم, ولعل من أبرز الأعوام الباردة والجافة التي سُجلت في السعودية وكانت مترافقة مع فترة النينا هي:
1988-1989 والموسم الماضي 2007-2008 وكانت شديدة البرودة والجفاف لكن ليس شرطاً أن تكون الأجواء جافة أو ممطرة في حال هذه الظواهر, فهناك سنوات خصيبة في الوضع الطبيعي للمحيطات, حيث سجلت سنوات مطيرة وخصيبة في فترة النينا مثل 1956-1957 وشهر من الأمطار المتواصلة وبعض الثلوج على أجزاء من وسط وشمال شرق السعودية, كذلك 1985 -1986 كانت جيدة وخصيبة على حائل والقصيم وبعض مناطق السعودية.
وأعتقد أن الوضع في الجزيرة العربية يتأثر بشكل مباشر بالتغيرات التي تحصل فوق المحيط الهندي وخاصة الشمال الغربي منه على وجه الخصوص والله سبحانه أعلم وأحكم.
#4#