عشق البر يقود شابا إلى افتتاح مصنع للمقطورات وعربات السحب!
سلطان آل حسن شاب سعودي قاده عشقه وحبه للرحلات البرية إلى فتح مصنع صغير لصناعة المقطورات وعربات السحب "الجر"، وتصنيع أنواع مختلفة من الابتكارات والاختراعات، التي يحتاج إليها البر ولوازم الرحلات، واستطاع تحقيق حلمه ليكون واقعا ملموسا أمام عينيه، ومشروعا مطبقا على أرض الواقع.
يقول لـ"الاقتصادية" سلطان آل حسن صاحب ورشة متخصصة في تصنيع المقطورات والمشغولات الحديدة في حي العريجاء في العاصمة الرياض: "إن بدايته كانت قبل ست سنوات حيث كانت السنتان الأوليان محطة تجارب له، وإن عشقه وحبة للرحلات البرية وهوايته في المشغولات الحديدية منذ صغره، دفعته إلى تعلم هذه المهنة والاستمرار فيها حتى تخرج وتوظف معلما متخصصا في هذا المجال".
وزاد في القول إنه سعى خلال تلك الفترة إلى تصنيع مقطورات ذات مواصفات مناسبة تناسب أذواق الكثيرين من هواة الرحلات البرية، حيث تمكن من ابتكار مقطورات متنوعة ومختلفة لاقت رواجا منقطع النظير بين أوساط الشباب والكبار هواة البر، حيث اعتبر أن بدايته الفعلية في بيع وإنتاج المقطورات بشكل تجاري هي قبل أربع سنوات، معتبرا أن ما يقوم به من عمل هو امتداد لهوايته وحبة للرحلات وطلعات البر وبين مهنته في المشغولات الحديدة التي لازمته منذ الصغر.
#2#
وأكد آل حسن أن الصناعة المحلية للمقطورات تلقى رواجا عند هواة البر والرحلات بسبب رخص أسعارها، إلا أن ما يعيب التصنيع المحلي هو أن معظم المصنعين وبعض أصحاب الورش المحليين لا يراعون نواحي السلامة والآمان في تصنيع المقطورات، كما لا يراعون حساب الأوزان والأبعاد المناسبة والمواصفات القياسية في تركيب أجزاء وقطع المقطورة، ما يتسبب في وقوع كثير من الحوادث المرورية، أو ظهور الأعطال في المقطورة, وبالتالي إلحاق الضرر بالمركبات التي تجر هذه المقطورات.
وقال أبو عبد الله :"إن كثيرا من هواة البر والرحلات يفضلون المقطورات ذات الصناعة الوطنية، لعدة أسباب منها: أنها صناعة محلية وبالتالي فإنها تحمل مواصفات قادرة على تتحمل البيئة التي ستتنقل فيها المقطورة، كما يمكن للعميل أن يطلب المواصفات التي يرغبوها في المقطورة، حيث يمكن له أن يضع كل ما يريده من إكسسوارات أو بعض اللمسات الجمالية، إضافة إلى أنها سهلة التصليح والصيانة في حال تعرضها للأعطال، وأخيرا رخص أسعارها مقارنة بالمقطورات المستوردة".
وأبان أبو عبد الله أن المقطورات المستوردة جيدة إلى حد ما إذا كانت ذات صناعة أوروبية إلا أن ما يعيبها هو ارتفاع أسعارها بشكل كبير والإقبال عليها ضعيف، كما أن هناك مقطورات مستوردة من إنتاج بلدان شرقي آسيا يعيبها أنها لا تتناسب مع طبيعة البيئة والتضاريس المحلية من حيث قدرتها وتحملها.
#3#
ولفت إلى أنه استطاع تصنيع أكثر من 50 موديلا من المقطورات بمختلف التصاميم والأحجام والأشكال، فمنها ما هو مخصص لحمل الدبابات النارية، ومنها ما هو مخصص لحمل مستلزمات الرحلات، ومنها ما هو مخصص لحمل الأغنام، ومنها ما هو مخصص لنقل الخيول، ومنها ما هو مخصص لعدة أغراض مختلفة كحمل الأمتعة وإمكانية تحويل المقطورة إلى جلسة أو خيمة مصغرة، وغيرها من التصميمات المتنوعة التي يفضلها كثير من الناس للانتفاع بها.
وأضاف أن الطلب على شراء المقطورات الخاصة بالرحلات يرتفع مع بداية فصل الشتاء في حين يرتفع الطلب على المقطورات الخاصة بحمل الدرجات النارية في فصل الصيف، موضحا أن أسعار مقطورات السحب أو الجر تختلف من نوع إلى آخر بحسب الموديل والمواصفات التي يطلبها العميل حيث تبدأ من 1500 ريال، وتصل إلى 12 ألف أو أكثر بحسب الطلب.
حذر أبو عبد الله من تلاعب بعض الورش المحلية المصنعة للمقطورات، التي لا تلتزم بنواحي الأمان والسلامة في التصنيع ما يتسبب في وقوع كثير من الحوادث والأضرار على الآخرين وعلى صاحب المركبة نفسه.
وأشار إلى أن المنافسة المحلية موجودة ولكن ينقصها كثير من الوقت لتكون صناعاتنا المحلية لهذه المقطورات متطورة ومنافسة على المستوى الإقليمي والدولي، مبينا أن كثيرا من العاملين والمصنعين في هذا القطاع ينقصهم الخبرة العلمية التي تعينهم مع خبراتهم العملية على إنتاج صناعات ذات جودة وذات مواصفات آمنة يتحقق فيها سبل السلامة بالدرجة الأولى.