خبراء الصحة: تقنية المعلومات حجر الأساس لرفع جودة الرعاية الصحية
خبراء الصحة: تقنية المعلومات حجر الأساس لرفع جودة الرعاية الصحية
"الاتصالات" و"تقنية المعلومات" وسائل للوصول إلى غايات إذا أطلق مفهوم "العولمة" من خلال تلك الوسائل التي قربت البعيد واختصرت الأزمان. ففي كل منشأة لا بد أن يكون للاتصالات وتقنية المعلومات شأن في إقراء مستوى الخدمة على الصعيد الفني أو الإداري، فما بال "مجال الصحة" الذي يعتبر إحدى المجالات الحساسة في إعطاء المعلومة، وتنفيذها بدأ من "توفير المعلومات"، نهاية بإجراء العمليات من خلال غرف رقمية.
أوضح العديد من خبراء الصحة أن تقنية المعلومات والإنترنت هما حجر الأساس لرفع مستوى جودة الرعاية الصحية. وتحديث القطاع الصحي لمعلوماته من خلال ربطه بالاتفاقيات مع المستشفيات العالمية يرفع كفاءة الاستخدام وإتاحة المعلومات الطبية، مع تحقيق وفر كافي من المعلومات يستند عليها لاتخاذ القرارات المختلفة، لاسيما زيادة الإنفاق الصحي في مجال السياحة العلاجية.
ونوه الخبراء بأن استخدام تكنولوجيا المعلومات في القطاع الصحي سيحقق مردودا قويا للمواطن وللمستشفيات وللدولة، مما يزيد من نشر الوعي في هذا المجال بين مستشفيات القطاع الخاص، مع التأكيد على العائد المضاعف الذي سيحققه الاستثمار في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات في القطاع الصحي.
من هذه الرؤية والتوجه، فإنه يتوجب على القطاع الخاص سرعة الاستثمار في هذا المجال في قطاع الصحة الإلكترونية، إذ أن هذه الاستثمارات سوف تحقق له عائدات مضاعفة ومضمونة ،لاسيما أن السياحة العلاجية وحدها تحقق دخلا كبيرا في كثيرا من الدول المتقدمة في هذا المجال على الصعيد العربي والعالمي.
وأشار المختصون إلى أنه لم يعد عصر التعامل اليدوي مع المريض مهماً، بل إن عصر إدخال الحاسب ونظم المعلومات في كل عمليات إدارة وتشغيل المستشفيات، بداية من دخول المريض إلى المستشفى وفحصه وعلاجه وعمل الفواتير، وحتى خروجه منها ومتابعته بعد ذلك، بحيث تشمل جميع النواحي الإدارية والفنية والمالية، هو الأهم الآن.
ونوه الخبراء بأن التعامل الورقي في المستشفيات أصبح عقيما، وغير مجد، خاصة في حالة تتبع حالة المريض، ومعرفة سجله الطبي، وما يجب أن يتجنبه من عقاقير طبية قد تؤثر في حالته، مشيرين إلى أن الملف الطبي الإلكتروني لكل مواطن أصبح ضرورة حتمية للنهوض بالقطاع الصحي في جميع أنحاء العالم، ويمكن وزارات الصحة من تأسيس قاعدة بيانات صحية لكل المواطنين، ومعرفة الأمراض التي يجب التعامل معها، والأمراض في كل منطقة، مما يمكنها من التخطيط المناسب على المستوى العام، لاسيما استفادة قاطني الأماكن النائية من تلك الخدمات.
وتهدف الصحة الإلكترونية إلى تحسين الاتصالات بين المراكز الصحية البعيدة والمستشفيات الواقعة في المناطق الحضرية والنائية والمتخصصين الدوليين في الطب وإلى مواد صيدلية أفضل وغيرها من المواد الطبية وبشكل فعال للمعلومات الطبية والبرامج الخاصة بممارسات الرعاية الصحية, حيث يؤدي هذا المشروع الإلكتروني إلى تلبية هذه الاحتياجات.
لقد تطور الطب الإلكتروني، أو ما يسمى "الصحة الإلكترونية" مع بداية الثمانينيات، وكان الهدف الأساسي منه هو تقديم خدمات طبية في المناطق الريفية، موازية لتلك التي تقدم في المدن الكبيرة والعواصم، حيث كان الهدف هو تقليل نفقات انتقال المريض والتواصل بين المريض والطبيب، بما يوفر أكبر قدر من الراحة للمريض الذي قد يعاني متاعب السفر إلى المدن الكبيرة والانتقال لمسافات بعيدة بما قد يضر بصحته.