ما الضير في اقتحام جميع المنابر كما فعل الملك عبد الله ومواجهة إسرائيل أمام العالم؟

ما الضير في اقتحام جميع المنابر كما فعل الملك عبد الله ومواجهة إسرائيل أمام العالم؟

أشادت الصحف اللبنانية بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لعقد مؤتمر حوار أتباع الأديان والثقافات وأثرها في نبذ العنف والتطرف ووحدة الموقف لمواجهة الإرهاب في كل مكان.
وقالت صحيفة اللواء في مقال لها أمس بغض النظر عن مفهوم ومعاني حوار أتباع الأديان نقول إنها خطوة جريئة كبيرة تلك التي أقدم عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في دعوته العالم كله لمؤتمر الحوار الذي انعقد منذ يومين.
وأضافت:" إنها خطوة جريئة من خادم الحرمين الشريفين في ظل أصوات التشاؤم التي تصدر ليل نهار تنذر بالخراب والدمار والكوارث بسبب ما يسمى بصدام الحضارات وصراع الثقافات".
وقالت إنها تأتي في جو عالمي يعكس انطباعا سلبيا عن الإسلام والمسلمين الذين رغم كل ما قدموا يعتبرهم معظم أهل الغرب إرهابيين. ولكن ها هي دعوة الملك عبد الله تتحقق لتقول للعالم أجمع إننا قوم نريد السلام والتحاور دون أن يكون هذا ضعفا منا بل هو قوة وكل القوة.
وتابعت:"إنها قوة لأن الحوار في ديننا قيمة راقية أوصانا الإسلام بها وغايتنا منه دفع الشبهة والفاسد من القول والرأي والتعاون على معرفة الحقيقة والتوصل إليها ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها للوصول إلى الحق".
وأشارت إلى أن خطوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بإقامة هذا المؤتمر، دليل واضح وبرهان ساطع على أنه لا سبيل لإحلال السلام في العالم إلا عبر الحوار ولا طريق لفض النزاعات إلا بالحوار ولا أمل في انتشار الأمن إلا بالحوار.
من ناحيتها قالت صحيفة المستقبل إن الغرب تكتل بعد عمليات أيلول (سبتمبر) العام 2001 الإرهابية وراء الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب ضد العرب والمسلمين. ولم يكن هناك داع في الأساس لمناقشة موقف الغرب وأمريكا من العرب وثرواتهم ومن المسلمين في إطار صراع الحضارات لكن المعركة وقعت.
وزادت قائلة إن المسلمين والعرب تمت مطاردتهم أينما كانوا وعملت وسائل الإعلام الغربية على تصويرهم كأنهم وحوش يجب قتلهم أينما كانوا.
وتابعت المستقبل:" بادر الملك عبد الله بن عبد العزيز فزار الفاتيكان ثم أطلق بعدها مبادرته الشهيرة حول ثقافة السلام فعقد المؤتمر الأول في مدريد الذي حضره جمع كبير من الشخصيات الثقافية والفكرية والدينية. ثم كانت الخطوة الثانية اقتحام الأمم المتحدة أعلى منبر عالمي يمكن أن يحمل الصوت إلى أصقاع الدنيا".
وأضافت عندما تولى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون توجيه الدعوات وكان من بين المدعوين إسرائيل. قامت القيامة لدى البعض فالمملكة ارتقت إلى الأضواء العالمية وثمة من لم يعجبه ذلك. وإسرائيل كانت وستبقى العدو الذي قتل أطفالنا واحتل أرضنا فكيف نواجهها.
وتساءلت:" هل إذا رفضنا التواجد مع مسؤولين إسرائيليين في قاعة الأمم المتحدة نحرز نصرا عليها. ألا يجلس سفراؤنا مع سفرائهم في القاعة نفسها. وما الضير في أن نقتحم جميع المنابر كما فعل الملك عبد الله بن عبد العزيز ونواجه إسرائيل أمام العالم".
وزادت قائلة:" أصاب الرئيس ميشيل سليمان بخروجه لحظة تقدم شيمون بيريز لإلقاء كلمته. ذلك لأن أرضنا محتلة ولكنه أصاب أيضا حين تحدث في وجه بيريز مدينا الاحتلال الإسرائيلي".
بدورها قالت صحيفة النهار عندما يقف الأمين العام للأمم المتحدة أمام زعماء ومندوبي 60 دولة من العالم ويقول إن العولمة يمكن أن ترسم طريقا للتقدم لكن المظاهر المقلقة آخذة في البروز على شكل نزاعات متفاقمة بين الجماعات المختلفة وإن إيديولوجيات التطرف آخذة في الصعود وفي الاستقطاب يمكن المرء بقليل من المخيلة أن يفهم أهمية مبدأ الحوار الذي ترتفع الدعوات إليه في كل مكان تقريبا.
وأضافت:" أما عندما يكمل بان كي مون فيقول بكثير من القلق نسجل أن هناك معاداة للإسلام وهذه المعاداة هي شكل من أشكال التمييز العنصري، فيمكن لكل إنسان في الدول الإسلامية والعالم كله أن يدرك الأهمية القصوى لمسيرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عبر تشجيعه الدائم للحوار المسيحي الإسلامي ثم عبر رعايته مؤتمر مدريد الذي عقد في تموز (يوليو) الماضي .
وأضافت صحيفة النهار:" الآن من خلال نقل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات إلى الأمم المتحدة التي تمثل منتدى الشرعية الدولية والجمعية التي تلتقي فيها الأسرة الدولية قاطبة. بما يعني ضمنا أن خادم الحرمين الشريفين يقرع من أعلى مكان في العالم جرس الإنذار داعيا إلى عالم أفضل بين الشعوب والأديان والثقافات".
وأردفت:" كان خطاب الملك عبد الله وهو صاحب الدعوة إلى مؤتمر الحوار والثقافات الذي تبنته الجمعية العمومية وتولت توجيه الدعوات إلى المؤتمر خطابا مقتضبا. لكنه شرع الأبواب على حقائق كثيرة وذكريات كثيرة. عندما قال إن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب وبسبب ذلك قامت حروب كثيرة مدمرة".
وتابعت:" ها هو خادم الحرمين الشريفين داعية حوار وتفاهم. حوار يتسامى بالبشر ويعيدهم إلى فضائل أديانهم. وقد حرص على التأكيد لمن كانوا يستمعون إليه ولكل شعوب العالم أن اهتمامنا بالحوار ينطلق من ديننا وقيمنا الإسلامية وخوفنا على العالم من أن يبتعد عن الحوار والتفاهم والعدل والتسامح والمثل العليا التي تدعو إليها كل الأديان".
ومضت إلى القول إن رسالة حوار بين أتباع الأديان والثقافات ومن حق لبنان كما قال الرئيس ميشيل سليمان أن يصبح مركزا دوليا لإدارة حوار الحضارات والثقافات وأن يصبح بالتالي مختبرا عالميا لهذا الحوار الكياني.
وخلصت إلى أنه إذا كان من واجب اللبنانيين الذين يقفون فوق دائرة مكانك راوح في مسألة الحوار الوطني ويالمرارة السخرية أن يتذكروا أن وطنهم هو في نسيجه ومكوناته الإنسانية والثقافية بمثابة إيديولوجيا للعيش الواحد بين الطوائف والمذاهب.

الأكثر قراءة